بعد قرار "التجارة".. الخرسانة تتمسك بأسعارها الخيالية
قفزت أسعار الأسمنت والخرسانة الجاهزة قبل ما يقارب الشهرين قفزة مخيفة أثارت مخاوف كثير من المواطنين والمستثمرين إذ تجاوز الارتفاع خلال فترة قصيرة حاجز الـ30 في المائة وأصبح من يطلب الخرسانة الجاهزة ينتظر من شهر إلى شهر ونصف في حين أنه كان ينتظر أقل من ربع هذه المدة قبل هذه الأزمة بشهر واحد أما كيس الأسمنت فقد قفز إلى 22 ريالا وقد كان قبل يباع بقيمة 13 ريالا للكيس، ثم تدخلت وزارة التجارة لإيقاف هذا الارتفاع القوي إثر تعالي صيحات المواطنين من جراء هذا الارتفاع الذي توقفت معه مصالحهم خلال هذه الفترة السوداء، ولا تزال المحاولات لخفض الأسعار جارية والضحية هو المواطن.. "الاقتصادية" تناقش هذه القضية مع عدد من مسوقي الخرسانة و المقاولين حول هذه القضية.
عمار وائل (مسوق خرسانة) يؤكد أن ما حصل كان نقصا حدث في توريد الأسمنت بنسبة 70 في المائة، فلم يتمكن المقاول المحلي من الحصول على الأسمنت خلال تلك الفترة فاضطر المقاولون إلى الشراء بأسعار عالية، ومع زيادة الطلبات على الخرسانة كان لابد توفيرها من المنطقة الشرقية والقصيم، حيث كان من يدفع أجور النقل هو المستفيد وكان التوقع خلال الفترة الماضية أن تستمر هذه الأزمة إلى أربعة أشهر وأكثر، إلا أن هناك من يرى بوادر انفراج الأزمة في الأسابيع القليلة الماضية، فتدخل وزارة التجارة سوف ينهي هذه الأزمة بمشيئة الله، واستطرد السيد عمار في الحديث قائلا إن الأزمة تعدت إلى ارتفاع الرمل و الفحص فقد ارتفع ارتفاعا قويا حيث إن الأنظمة المرورية شددت على أصحاب الشاحنات ووضعت قوانين صارمة على وزن الحمولة فقد كانت الشاحنة تحمل ضعف الرد الذي تحمله حاليا بسعر يقارب نصف السعر حاليا.
أما فضل محمد (مسوق خرسانة) فيقول: قبل شهرين كنا نبيع الخرسانة بـ 160 ريالا أما الآن فقد وصل سعر الخرسانة إلى 220 ريالا أي أن السعر ارتفع35 في المائة وهو ارتفاع كبير جدا خلال هذه الفترة القصيرة، وينصح السيد فضل من يريد أن يعمر خلال هذه الفترة أن يتريث إلى أن تنتهي هذه الأزمة وتعود الأسعار لما كانت عليه حيث يتوقع السيد فضل أنه بعد انتهاء الأزمة سوف يصل سعر الأسمنت إلى 13 ريالا وتعود الخرسانة إلى سعرها السابق قبل الارتفاع إلى 160 ريالا للمتر كما كان قبل نحو الشهرين ويتوقع السيد فضل إن الأزمة سوف تنتهي خلال شهر ونصف إلى شهرين في ما يتعلق بالخرسانة وأما كيس الأسمنت فيتوقع أن ينخفض خلال الفترة القريبة، فوزارة التجارة على حد تعبيره تملك القرار وهي من تستطيع أن ترغم التجار ومن يتلاعبون بالأسعار بالعودة إلى البيع بالسعر الأصلي.
وعن سبب هذه الأزمة يقول فضل لا نعلم سبب محدد عن هذه الارتفاعات لكن هناك من يردد إشاعات لا نعلم مصداقيتها حول تقليل الإنتاج في بعض مصانع الأسمنت في المملكة والتي أدت إلى زيادة الطلب وقلة العرض مما تسبب في هذا الارتفاع . أما السيد غالب أحمد فيقول إن الأزمة سوف تتفاقم خلال الأسابيع المقبلة فيما يتعلق بالخرسانة الجاهزة حتى تصل إلى أسوأ مراحلها حيث يوجد عدد من الشركات الآن تبيع متر الخرسانة العادي بـ 220 ريالا ويعتقد أن يتوقف هذا الارتفاع خلال فترة شهر ونصف القادمة كحد أقصى على حد توقعاته .. وعليه فهو ينصح بالانتظار حتى زوال هذه الأزمة ففرق السعر كبير جدا لا يضير من يريد أن يبني الانتظار حيث يستطيع أن يستفيد من فرق السعر الكبير ويقول إن سعر الأسمنت يقاتل للهبوط فقد توجه كثير من التجار إلى بيع الأسمنت إلى الدول المجاورة بسعر يقارب الـ 26 ريالا للكيس الواحد وهذه المشكلة قد تتسبب في تأخر نزول الأسعار إلى أن تتم السيطرة على هذه المشكلة . وقد اتصلت الجريدة بأحد المسؤولين في مصنع أسمنت اليمامة وقد فند ما قيل عن إشاعات أثيرت خلال الفترة السابقة ممن قال بوجود عطل في المصنع, و عن أسباب ارتفاع الأسعار في الأسمنت قال السيد إن كل ما حصل بكل بساطة إن الطلب أكثر من العرض وأن جميع مصانع الأسمنت في المملكة تبيع كل طاقتها الإنتاجية وسبب ارتفاع السعر الموجود في المنطقة الوسطى هو من موزعي الأسمنت وصانعي الخرسانة إذ يرفعون السعر بناء على كثرة الطلبات الموجودة في المنطقة الوسطى وان من حق أي تاجر رفع السعر إذا وجد تنافسا عليه من قبل الزبائن أما عن سعر كيس الأسمنت فيقول إنه لم يتغير منذ سنة وهو يباع لهؤلاء الموزعين بـ 13 ريالا للكيس الواحد وعليه فالتجار والموزعين هم من رفعوا سعر الأسمنت وقد أوقفت هذا الارتفاع وزارة التجارة أخيرا. وعن سؤالنا له حول أزمة أسعار الأسمنت في المنطقة قال إن الأسمنت قد شهد ارتفاعا كبيرا على مستوى العالم منذ قرابة السنتين ولكن الأزمة لم تصل المملكة إلا في هذه الفترة وسوف تنتهي خلال الأسابيع القليلة المقبلة بمشيئة الله وإن مصنع اليمامة الآن يقوم بعمل تجارب على خط الإنتاج الجديد الذي يعمل بنسبة 75 في المائة حاليا ويتوقع أن ينتهي خلال الفترة القريبة وسوف يرتفع إنتاج الأسمنت من 13000 طن إلى 18000 طن يوميا في حالة انتهائه كليا ويشير السيد إلى أن الزحام الحاصل على طلبات الأسمنت عند المصنع قد تمت السيطرة عليها بنسبة 65 في المائة تقريبا خلال الفترة الماضية وهذه الأزمة سوف تنجلي عما قريب مع انتهاء تدشين الخط الجديد. وتجدر الإشارة إلى أن إنتاج مصنع اليمامة قد ارتفع من عام 2005 إلى عام 2006 بنحو 8 في المائة أما المبيعات فقد ارتفعت خلال العام 2005 م و2006 بنحو 8 في المائة أيضا، يذكر أن نسبة استهلاك السعودية من الأسمنت خلال عام 2006 قدر بـ 24.7 مليون طن مقابل 24.4 مليون طن في عام 2007 أي بنسبة ارتفاع 1.4 في المائة، ويؤكد السيد أنه مع تدشين خط الإنتاج الجديد في مصنع اليمامة سوف تحل هذه المشكلة حل جذري وستعود الأسعار لدى الموزعين إلى ما كانت عليه إن شاء الله خصوصا مع وجود دعم وزارة التجارة لهذا الأمر وسعيها لخفض الأسعار وحل هذه الأزمة حلا نهائيا.