السقف الائتماني في تغطية إصابات العمل.. إلى أين؟

السقف الائتماني في تغطية إصابات العمل.. إلى أين؟

إذا كان الحذر لا يغني من القدر فعند حدوث المقدر يكون الحل الوحيد هو التعايش مع الوضع الجديد بأفضل صورة ممكنة، هذا ما قام به الأطباء في مستشفى رعاية الرياض عندما تعرض عاملان أحدهما سعودي والآخر يمني لحادثين أسفر عن إصابتهما بشلل رباعي.
"التأمينات" تحملت نفقات علاجهما ووفرت الأجهزة المتطورة لهما، وقامت بإدخالهما في برنامج تأهيلي ليمكنهما ذلك من العودة إلى الحياة الطبيعية في المجتمع.
داود أحمد السريري سائق يمني يبلغ من العمر 27 عاماً اعتاد معرفة أخبار الحوادث المرورية بحكم عمله وكثيرا ما سمع عن ضحايا هؤلاء الحوادث، ولكن لم يكن يتخيل في يوم أنه سينضم إلى قائمة هؤلاء الضحايا. بدأت الحكاية عندما كان داود متوجها إلى عمله في منطقة عسير وفجأة سمع صوت انفجار وقبل أن يدرك أن هذا هو صوت أحد إطارات السيارة كان قد فقد وعيه بعد انقلاب السيارة به عدت مرات. وعندما استرد وعيه وجد نفسه في مستشفى أبها الخاص، وعرف بعد ذلك أنه أصيب بكسر وخلع الفقرتين العنقية الرابعة والخامسة أدى إلى حدوث شلل ألأطراف الأربعة.
د. قصي العزاوي اختصاصي الطب التأهيلي بمستشفى رعاية الرياض قال إنه أصيب بكسر وخلع في الفقرتين العنقية الرابعة والخامسة أدى إلى حدوث شلل الأطراف الأربعة، وذكر الدكتور قصي أنه تم إجراء تثبيت الكسر جراحيا في مستشفى أبها ثم تم نقله إلى مستشفى رعاية الرياض لإكمال تأهيله حيث تم إدخاله في برنامج تأهيل مرضى الشلل الرباعي.
وبين الدكتور العزاوي أن البرنامج يهدف إلى تطوير الجوانب الجسدية والوظيفية مع الرعاية التمريضية المكثفة ، كما يتضمن مختلف أنواع تمارين تقوية الأطراف العليا وتمارين الموازنة في السرير والكرسي والانتقالات مع تدريب الاعتماد على النفس لأداء بعض الفعاليات الحياتية اليومية كتناول الطعام وتنظيف الجسم. وأضاف: تعد الجوانب النفسية والاجتماعية جزءا مهماً من البرنامج التأهيلي لتقديم أفضل الخدمات التأهيلية للمريض من جميع جوانبها ليخرج بعدها للمجتمع ولعائلته بأفضل حالة طبيعية وجسدية لكي يستطيع مواصلة مسيرة الحياة والعطاء.
وأثنى الدكتور عزاوي على التأمينات التي قامت بتزويد داود بالمستلزمات الطبية التي توفر الحركة والتنقل مثل الكرسي الكهربائي المتطور الذي تتم السيطرة عليه وإدارته بواسطة حركة الذقن إضافة إلى سرير طبي متكامل مع وسادة طبية هوائية لمنع قروح الفراش عند الجلوس في الكرسي وكذلك كرسي مرافق صحية يستخدم عند تنظيف وتحميم المريض مع مستلزمات السيطرة على السلس للمخرجين.
المصاب الآخر هو سعيد سعد عبد القادر القحطاني شاب سعودي يبلغ من العمر 26 عاماً أصيب هو الآخر في حادث مروري بينما كان متوجها إلى شركة الكهرباء في أبها فأصيب بكسر وخلع في الفقرة العنقية السابعة، الأمر الذي أدى إلى شلل الأطراف مع سلس السبيلين، كما أدى الحادث إلى كسور في الأضلاع وكدمات في الصدر وعلى الفور تم إدخاله مستشفى أبها الخاص حيث تم إجراء عملية تثبيت كسر الفقرة العنقية، وتم وضعه على جهاز التنفس الاصطناعي مع عمل فتحة لكي يتنفس عبر الأنبوب الرغوي وبعد استقرار حالته الصحية وإغلاق فتحة الرغامي تمت إحالته إلى مستشفى رعاية الرياض للدخول في برنامج تأهيل مرضى الشلل الرباعي.
الدكتور قصي أكد أن البرنامج كانت نتائجه جيدة مع سعيد حيث بدأ في الاعتماد على نفسه في أداء بعض الفعاليات الحياتية اليومية كتناول الطعام وتنظيف الجسم واستخدام جهاز الهاتف النقال كما يمكنه مستقبلا استخدام الكمبيوتر الأمر الذي قد يساعده للعودة إلى التعليم مرة أخرى وفقا لرغبته، كما بين العزاوي أن سعيد يتم تدريبه على استخدام الكرسي المتحرك الميكانيكي في التنقل للمسافات القريبة والمتوسطة وتم التوجيه بتزويده بكرسي كهربائي لاستخدامه في التنقل للمسافات البعيدة وغير المستوية التي قد توجد في منطقة سكنه في أبها.
وهنا يحدثنا الدكتور محمد اللويبة اختصاصي الأمراض المهنية وإصابات العمل في المستشفى أن أنظمة التأمينات تغطي الحوادث التي تحدث أثناء العمل أو بسبب العمل وبين أن عملية التأهيل لمرضى الشلل الرباعي هي خدمة تقدمها المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية للمشترك لتساعده للعودة إلى المجتمع كما توفر له أيضاً الأجهزة التعويضية دون سقف محدد لأي مبلغ مالي لعلاج المصاب.
أكد اللويبة أن التأمينات تحاول تأهيل المشترك بعد إصابته للعودة إلى المجتمع في أحسن حال بغض النظر عن التعويض الذي سيتم صرفه وهذا هو الجانب الاجتماعي من التأمينات. وبالنسبة لحالة كل من داود وسعيد قال الدكتور اللويبة إن التأمينات لم تكتف بالعمليات التي تم إجراؤها لهما في مستشفى أبها بل قامت بنقلهما إلى مستشفى رعاية الرياض وتحملت تكاليف انتقالهما، كل هذا لكي تساهم في تأهيلهما حتى لا يتم عزلهما عن المجتمع أشار في هذا الصدد إلى إنه يتم استدعاء أهل المريض أو من سيقوم برعايته لإعطائه دروساً في التمريض.
وقال الدكتور اللويبة إن المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في حالات الإعاقة التامة بنسبة 100 في المائة تصرف تذاكر سفر للمصاب وللمرافق معه للتمريض أو الرعاية بالنسبة لغير السعودي إضافة إلى تعويض كامل له من معونة الغير وبالنسبة للسعودي تصرف له راتباً طوال حياته.

الأكثر قراءة