الترجمة الفورية من "جوجل" تجذب الطلاب ومتصفحي المواقع الأجنبية

الترجمة الفورية من "جوجل" تجذب الطلاب ومتصفحي المواقع الأجنبية

الترجمة الفورية من "جوجل" تجذب الطلاب ومتصفحي المواقع الأجنبية

يلاقي الرابط الخاص للترجمة الفورية من مركز "جوجل" إقبالاً كثيفاً من ملايين المستخدمين الباحثين عن الترجمة لمستنداتهم أو وثائقهم أو غير ذلك وبشكل يومي، كذلك أصبح بمقدور المتصفحين لموقع "جوجل" ترجمة ما يحتاجونه لأكثر من 36 لغة حول العالم بشكل فوري إلى نحو ثماني لغات حية منها اللغة العربية. إلا أنها لا ترقى بحق إلى كافة احتياجات ومتطلبات المستخدم ولكن تفي بالجزء اليسير من ذلك.
وتتيح خدمة "جوجل" للغات البحث ضمن لغة الدولة وتكون محددة من خلال رابط "أدوات اللغة" وتظهر كرابط افتراضي للتصفح في هذه الخانة.
وهناك خيارات متعددة يبدو في أولها خيارات البحث من صفحات مكتوبة لأكثر من 36 لغة، أو البحث في خانة "البحث عن الصفحات المتاحة باسم الدولة" ويتوافر لهذا الرابط نحو 90 دولة، ويمكن جعل هذا الرابط البحث الافتراضي للغة محددة من المستخدم.
ويوفر موقع "جوجل" العالمي خدمة التصفح حسب النطاق المحلي لبلدك، حيث تتاح هذه الإمكانية لأكثر من 90 دولة من قارات العالم الخمس ولواجهة برابط موقع "جوجل" العالمي بلغات تحدد من قبل المتصفح يتوافر منها 117 لغة.
وأفاد خالد بن عبد الله الخميس، موظف حكومي بأنه حقق فائدة كبيرة من خدمات شركة جوجل في رابط " أدوات اللغة" وذلك أثناء دراسته للبكالوريوس في برنامج أنظمة إدارة الأعمال في جامعة الملك عبد العزيز، مشيراً إلى أنه استعان بخدمة الترجمة الفورية من "جوجل" في بعض المقررات الدراسية التي تعتمد اللغة الإنجليزية كمتطلب رئيسي في الدراسة، وبعض من زملائه استفاد منها في اللغة الفرنسية للمتطلب الاختياري.
واستطرد الخميس أن ترجمة "جوجل" يسرت من فهم بعض الواجبات والبحوث المطلوبة عليه في المقررات التي درسها باللغة الإنجليزية، مضيفاً أن الفائدة لم تقتصر على المساعدة في ترجمة النصوص لبعض محتويات الموضوع أو الدرس بل تعداها إلى ترجمة محتويات بعض المقالات في الصحف الأجنبية أو المنتديات أو محتوى رابط محدد بكامل محتواه. وأضاف مشدداً لكن أدوات الترجمة من "جوجل" بمختلف روابطها ليست تامة الدقة وضعيفة في بعض المقاطع النصية القصيرة وأغلب المقاطع النصية الطويلة.

ترجمة فورية تحقق هدفها
وأكد الخميس أنه لم يستغل خدمة ترجمة "جوجل" إلا متأخراً وعرف ذلك عن طريق أحد الأصدقاء، مفيداً بأنه بعد تخرجه من الجامعة وحصوله على شهادة البكالوريوس استفاد المعرفة التامة باستخدام الترجمة للنصوص، فهي لا تكلف أكثر من نسخ النص المراد ترجمته ثم لصقه في خانة المحتوى الخاص بالترجمة ثم الحصول عليها بالضغط على مفتاح "ترجم" للحصول على ترجمة النص باللغة المطلوبة، وهي ترجمة فورية تحقق أقرب مفهوم لحاجة الدارس.
ويعتبر تركي التركي، الموظف في شركة أرامكو وطالب سنة تخرج في الجامعة العربية المفتوحة، أن خدمة الترجمة من "جوجل" إذا طورت عن وضعها الحالي فستصبح مذهلة وتمثل طفرة في المحتوى الرقمي على الشبكة العالمية. ويرى أنها سابقة تسجل لهذه الشركة العملاقة، حيث فتحت آفاقا واسعة من الخدمات برابط أدوات اللغة لديها لعدد هائل من ملايين المستخدمين حول العالم.
ويصف التركي أدوات الترجمة من "جوجل" بأنها ليست تامة الدقة في الترجمة النصية للمقاطع الطويلة، ولكنها أكثر دقة في الجمل التي لا تزيد عن 15 كلمة.
ومن واقع التجربة وتبعاً لاحتياجات تخرجه لشهادة البكالوريوس في تخصص "تقنية المعلومات والحاسوب" أوضح التركي أن الموقع يعتمد الترجمة الآلية دون تدخل بشري لهذا – من محتويات قواميس الترجمة إلكترونياً – لهذا فإن الترجمة الصحيحة في أغلبها لا تحقق المطلوب بشكل تام ولكنها تعطي نتيجة كافية بالنسبة لبعض المهام.
وذكر التركي أنه من خلال اطلاعه وتجاربه المتعددة مع أدوات اللغة في مركز "جوجل" لاحظ أنها تطرح ترجمة دقيقة للغة الفرنسية إلى الإنجليزية والعكس والألمانية والعربية والصينية والروسية واليابانية والعكس بدقة أقل، أما بعض اللغات الإفريقية فتواجه عوائق كبيرة في الترجمة، ويعود ذلك حسب مصادر في المنتديات إلى عدم توافر قدر كبير من النصوص المترجمة.

المتخصصون ومكاتب الترجمة
ويعود خالد الخميس ليعلق بقوله:" إن أدوات الترجمة في مركز "جوجل" لا تحقق أهدافها للمختصين في الترجمة المحترفة ويبقى التأكيد أنه بالنسبة للمستخدمين المهتمين للترجمة المتخصصة فإنها لن تؤدي دورها حسب المطلوب بالتمام ووفق الترجمة الاحترافية المعتمدة، وذلك فيما يخص مكاتب الترجمة أو الصحف العربية التي تنشر أخبارا أجنبية لصحف أجنبية، أو لمن يريد أن يعاين وثائق بلغات حية أخرى, ومثال على ذلك إذا أراد مستخدم أن يعاين وثائق براءة اختراع روسية أو صينية أو يابانية وذلك بقصد الاطلاع والتعرف على بياناتها وتفاصيلها وغير ذلك.
ولكن لا يستبعد الخميس أن تتوافر هذه الإمكانية من الترجمة الاحترافية في السنوات القليلة القادمة.".
ويرى تركي التركي أن خدمة "أدوات اللغة" من "جوجل" حققت المراد منها بالنسبة لفئة الطلاب والدارسين في المراحل الجامعية والثانوية والمعاهد المتخصصة، واصفا هذه الشريحة بأنهم على مدار العام الدراسي يحتاجون إلى المرور على مركز "جوجل" لخدمات اللغة للاستعانة بخدماته في مذاكرة مقرراتهم الدراسية، والنظام نفسه متبع في دول العالم أجمع وتحديداً للتي تعتمد تدريس مقرراتها باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، وكمثال قريب مثل بعض الجامعات في لبنان ودول المغرب العربي ودول عربية أخرى.
وأشار التركي إلى أن توافر مثل هذه الخدمات سينقل المجتمع في الكرة الأرضية إلى عالم تسهل فيه الترجمة، وقال التركي:" نتوقع أن تكون شبكة الإنترنت مليئة بمراكز الترجمة الفورية على قدر جيد من الاحترافية أو أقل من ذلك برتبة بسيطة لنحو 100 لغة من حول العالم. ومن مواقع متخصصة أفادت بأن شركة \جوجل\ وشركات أخرى تدرس بجدية طرح ترجمة الآلة الإحصائية حتى يمكن ترجمة كل شيء بشكل فوري وفي كل وقت.".
واتفق الخميس والتركي على أن محيط الشبكة العنكبوتية يضم مجتمعات تعيش بجوار بعضها في كتل كبيرة باتجاه مصالح وهوايات مشتركة عبر أثير الإنترنت ولكن تعاني حاجز اللغة حيث لا يفهمون بعضهم البعض، لكن مع تنافس مراكز الدعم اللغوي في الشركات المتخصصة قد يزيل عائق اللغة ويحقق طفرة مذهلة بخدمات غاية في الإتقان.

مليارات الكلمات من "جوجل"
وفيما يخص الترجمة الآلية أفادت "جوجل" من خلال موقعها بأنه يتم تطوير معظم نظم الترجمة الآلية التجارية التي وصلت إلى أعلى مستويات التطوير باستخدام منحى يستند إلى القواعد، ما يتطلب المزيد من العمل من قبل اللغويين لتعريف المرادفات وقواعد النحو.
ووفق مصادر الموقع أوضحوا أنهم يقومون بأخذ منحى بالنظام الخاص بهم وهو منحى مختلف: حيث يعملون بتغذية الكمبيوتر بالمليارات من الكلمات المضمنة في جُمل وعبارات، ويتضمن كلاً من النص في اللغة الأصلية، وأمثلة من الترجمات البشرية بين اللغات. ومن ثم تطبيق تقنيات التعلّم الثابتة لإنشاء طراز ترجمة.
وبشأن جودة الترجمة أنها ليست على المستوى المطلوب. وهل يمكن جعلها أكثر دقة؟ فحسب مصادر من "جوجل" على موقعها قالت الشركة :" نعمل دوماً لعلاج هذا الموضوع. ولسوء الحظ، حتى برامج اليوم الأكثر تطورًا لا تقترب من طلاقة المتكلم المحلي أو من كان لديه مهارة المترجم المحترف. إن الترجمة التلقائية صعبة للغاية، حيث إن معنى الكلمات يعتمد على السياق المستخدم فيه. تتطلب الترجمة الدقيقة فهم لسياق وتركيب وقواعد اللغة. بينما يعمل العديد من المهندسين واللغويين على حل المشكلة، قد يستغرق ذلك بعض الوقت قبل أن يتمكن أي شخص من عرض خبرة ترجمة سريعة ومتقنة. وحتى ذلك الوقت، نتمنى أن تكون الخدمة المقدمة مفيدة لأغلب الأغراض.".
ويمكن لنا من واقع هذا الاستطلاع أن نقيم خدمات أدوات اللغة لموقع "جوجل" بالنجمة والنصف أو 30 من 100 وأمامهم شوط طويل لتحقيق كافة طلبات المتصفحين أو على أقل تقدير نصف متطلباتهم.

الأكثر قراءة