حفلات التخرج قبل الامتحانات .. نجاح "مزيف" أم كسب غير مشروع ؟!
الخطيب: يجب تغيير الاسم إلى"المتوقع تخرجهم" .. إنها تجربة عالمية
مديرة مدرسة: الحفلات .. هدر طاقات .. بذخ ومباهاة .. وإغفال للجانب العلمي
اتجه الكثير من المدارس الأهلية بنين وبنات إلى إقامة حفلات تخرج لطلابه في قاعات وفنادق فخمة، وقبل بداية الامتحانات النهائية التي تعتبر
المحك الحقيقي للنجاح، يرتدي الطالب أو الطالبة مشلحا أو عباءة توحي بتخرجه، وبحضور ذويه، ويتسلم درعا تذكارية من إدارة المدرسة بهذه المناسبة، وتنفق في هذه الحفلات مبالغ مالية طائلة يتم اقتطاعها مما يجمعونه من طلاب المدرسة، كما أن عدم نجاح بعض الطلاب آخر العام قد يؤدي إلى نتائج عكسية على نفسية الطالب.
وأكد الدكتور محمد شحات الخطيب مدير عام مدارس الملك فيصل، أنه يجب على الجهة المسؤولة أن تطلق على هذه الاحتفالات اسم (المتوقع تخرجهم) بدلا من حفل التخرج، لأن الحفل أقيم قبل أن يتخرجوا فعلا، وحتى لا تتعارض مع أي طالب قد لا ينجح فعلا آخر السنة، ولا تنعكس سلبا عليه.
وقال:" إقامة حفلات للمتوقع تخرجهم هي تجربة عالمية وقفت عليها شخصيا في دول كثيرة، وكانت نتائج ممتازة".
وأبان أن حفلات المتوقع تخرجهم لها مزايا عدة، لافتا إلى أنها تمثل ذكرى طيبة للطلاب، وتمنحهم انطباعا بوجود جوائز للنجاح، تعزز العلاقات بين الزملاء، والولاء للمدرسة، وتمنح دافعية للتعليم ما بعد المدرسة، وكذلك يعبر في الاحتفال بكلمات الشكر لله أولا ثم للأسرة والمعلمين.
وشدد على أهمية عدم المبالغة في إقامة حفلات من هذا النوع، بحيث تقام كل حسب إمكاناته، فهي ضرورة تربوية، ولكنها ليست حتمية فحتى المدارس بإمكانات بسيطة بإمكانها أن تقدم حفلا لائقا إذا أحسنوا التدريب والاستعداد.
في السياق ذاته، أكد خالد الضاحي مدير مدرسة أهلية أنه يفضل ألا نطلق على الحفل اسم (تخرج)، نظرا لوقوع رسوب من بعض الطلاب وكذا اعتذار عن المواصلة لتدني نسبة الطالب المئوية، وقد حدث كثير من الطلاب أن شاركوا في هذه الاحتفالات، ثم انسحبوا من الدراسة، هنا أعتقد أن موقفهم سيكون سيئا، خاصة إذا حضر والده للاحتفال معه.
وأشار إلى أهمية أن ينبه الطلاب من بداية العام بأن هناك حفل توديع سيقام نهاية العام، ويتم الترتيب له من فترة طويلة، ليتهيأ الطالب نفسيا لذلك بدلا من مباغتته بأن هناك حفلا سيقام للمتخرجين.
من جهتها، أوضحت منى حمد مديرة مدرسة أهلية أنها تتمنى أن يصدر تعميم يلغي إقامة حفلات التخرج في جميع المدارس، لما تحتوي عليه من البذخ، وصرف الطالبة والمعلمة عن الهدف الأساسي وهو التعليم، والتعلم.
وأضافت: ما نعانيه من إقامة هذه الحفلات يكمن في أنها تحتاج إلى فترة طويلة للترتيب، والتدريب، وهذا يؤثر في التحصيل العلمي، حيث تفرغ المعلمات، والمتدربات من الطالبات فترة طويلة تتزامن مع نهاية السنة، فينصرفن عن التحصيل العلمي إلى التأهب للحفل المرتقب.
وأبانت: إن إقامة هذه الاحتفالات فيها استنزاف للأفكار، فكل عام يجب أن تكون الأفكار جديدة عن العام الذي قبله، كما أن فيها استنزاف للقدرات من تفريغ طالبات ومعلمات، اختيار أزياء مناسبة، فرض ألوان، ألبسة موحدة على الطالبات وغيرها من الأعباء الأخرى. واعتبرت الحفلات مدعاة للتباهي بين المدارس، فيقاس نجاح المدرسة بما ظهر عليه الحفل، بدلا من قياس نجاحها على اعتبار الجانب التعليمي.
من جهته، أكد حميد سالم ولي أمر طالبة أن ابنته التي تدرس في الصف السادس الابتدائي في إحدى المدارس الأهلية، قد طلبوا منها شراء مشلح للاحتفال بحفل التخرج، حيث طلبوا مبلغ 50 ريالا للقماش، 30 ريالا شعار المدرسة، و30 ريالا قيمة التفصيل.
وأضاف: طلبنا من المدرسة الحصول على نوع القماش فرفضوا، وأجبرونا على شرائه من داخل المدرسة، وهذا يعني أن الهدف ربحي بحت، معتبرا إقامة مثل هذه الاحتفالات سلبية نظرا لأن البنت ستصاب بحالة نفسية سيئة لو لم تنجح.
وقال محمد مشرف الشهري طالب المرحلة الثانوية إن إقامة حفل تخرج للطلاب قبل الامتحانات، له ناحية إيجابية بالنسبة للطلاب المتفوقين، فهو حافز لهم لمضاعفة الجهد لحصد النجاح الأكبر، بينما سيكون سلبيا على الطلاب الضعاف، ولن يعني لهم أي شيء.
وأضاف قائلا: هناك زملاء أعرفهم يريدون إعادة السنة، لتردي نسبهم في الفصل الدراسي الأول، فكيف يحتفلون بتخرجهم وهم سيعيدون السنة.
كما أكد زميله فيصل إبراهيم العنزي أن إقامة حفلات التخرج هي في حقيقتها تجلب الفرح والسرور، ليس للتخرج الذي هو فعلا لم يتحقق، ولكن لأننا سنودع 12 سنة دراسية لم يتبق على وداعها سوى أيام الامتحانات.
وشدد سليمان السليمان طالب الصف الثالث الثانوي على أن الأفضل أن يقام حفل التخرج بعد نهاية الامتحانات، ولو قبل إعلان النتائج النهائية، لأن هناك طلابا مستوياتهم متدنية، وبالتالي قد تنعكس سلبا عليهم.