تقرير: "جوجل" ينتهك الحياة الخاصة لمستخدميه
"إن محرك البحث "جوجل" قد يكون بصدد انتهاك معايير حماية المعطيات الشخصية لمستخدميه عندما يحتفظ لأوقات طويلة بموضوعات بحثهم" هذا ما تؤكده التقارير الواردة من هيئات مدافعة عن حماية المعطيات الشخصية والحياة الخاصة.
وقالت "مجموعة الفصل 29" الأوروبية التي تمثل عدة هيئات استشارية تقوم بتوفير النصائح والإرشادات للاتحاد الأوروبي حول ما يتعلق بسياسة حماية الحياة الخاصة في رسالة للهيئة المشرفة على "جوجل" إن المدة التي يتم خلالها الاحتفاظ بموضوعات البحث تصل إلى سنتين في الكثير من الأحيان وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفهام. إن التوجه لإقامة واستخدام هذا النوع من قاعدة البيانات يعجل بطرح أسئلة أوسع. السؤال الأول هو ما إذا كان الأمر مجدياً اقتصادياً. إن جمع البيانات والتعامل معها يتطلب تعقيداً أكبر من محرك البحث لتفادي تقديم نصيحة فاقدة للبريق لدرجة أنها تضعف ادعاءات الحميمية. وهناك شيوع في التسوق عبر الإنترنت للتوصية الخاطئة المبنية على عدم القدرة على التمييز بين التفضيل الشخصي الثابت وعملية شراء عرضية لشخص آخر.
والأكثر من ذلك، وبما أن خدمات البحث المصممة خصيصاً اختيارية، فإن عليها أن تعرض مزايا إضافية مهمة للمستخدمين كي يشعروا بالسعادة للسماح بحفظ البيانات الشخصية والمشاركة فيها. وكلما كانت نوعية تسهيلات البحث الأساسية أفضل، أصبح المعيار الذي يجب أن تحرزه الخدمة أعلى.
وفيما وراء التحديات التقنية تكمن قضية الخصوصية. وحتى على الرغم من أن الأشخاص يستخدمون تلك الخدمات بملء إرادتهم وليس بصورة إلزامية، فإنهم لا يزالون بحاجة إلى نوع من الحماية من الغزو بالجملة لفضائهم الإلكتروني. وهذا يتطلب قيوداً على الكيفية التي يمكن من خلالها استخدام البيانات، والوضوح بشأن أين تكمن هذه الحدود.
إن المبدأ الأساسي يجب أن يكون القبول المعلن عنه. وهذا يعني أن المعلومات يجب استخدامها للغرض الذي تم جمعها من أجله. وبشكل عام، يجب أن يعني هذا عدم تسليم هذه المعلومات لمؤسسة أخرى دون أخذ موافقة المستخدم الصريحة على ذلك. وحتى إن لم يكن بالإمكان المحافظة على هذا الموقف دائماً، كأن تطلب الحكومة مثلاً معلومات في وقت اتخاذ إجراءات أمنية صارمة، فيجب أن يتم توضيح الخطر الكامن في أن يتم تمرير البيانات في ظروف معينة. إن لدى محركات البحث فرصة كبيرة في الخدمات ذات الطابع الشخصي. ويعتمد استغلال ذلك على تصويب القوانين.
ومن جهتها، قالت متحدثة باسم "جوجل" إن انشغالات "مجموعة الفصل 29" تتعلق أساسا بالمدة التي تستغرق بين 18 و24 شهرا وهو ما تعده زمنا طويلا جدا. وأثناء كل عملية بحث، يجمع المحرك جوجل أذواق المستخدمين، وتوجهاتهم، وأفكارهم، واهتماماتهم وهي المعطيات التي يمكن استخدامها من قبل طرف ثالث (مثل الجماعات الدينية والإعلانية).
وأضافت المتحدثة أن "جوجل"، وببادرة خاصة منها، قررت قبل مدة قصيرة، قصر مدة الاحتفاظ بتلك الموضوعات على سنتين لا غير. غير أن صحيفة (فايننشيال تايمز) أشارت إلى أن عدة خبراء يعتقدون أن هذه المدة طويلة جدا ويطلبون من "جوجل" تبرير سياسة الاحتفاظ بالمعطيات الخاصة. وأعلنت "جوجل" أنها سترسل جوابها على الرسالة قبل الاجتماع المقبل للمجموعة في حزيران (يونيو). وقالت إنها تريد إقامة "حوار بناء مع المجموعة" بشأن طريقة تحسين الأساليب في هذا الميدان.