التغيير !!!

[email protected]

يعتبر التغيير من أهم سمات العصر الحديث ومن أهم الشروط للتقدم والتطور في المجتمعات. التغيير هو جهد بشري منظم، دائما ما يصطدم بالقيود والمحددات القائمة بغرض إزالتها أو التأثير فيها أو تعديلها، ذلك من أجل تحقيق مصلحة مهمة غالبا ما تتم لتحقيق نظام محدد. تختلف طريقة التغيير على حسب الجهة أو البيئة المستهدف تغييرها وحجمها وثقافتها. هناك العديد من المجتمعات والشعوب تسارع بتطبيق نظام معين قد سبق أن طبق في مجتمعات أخرى، لكي تصل في النهاية للمستوى التقدمي نفسه لهذه المجتمعات، دون الأخذ في الاعتبار الاختلافات فيما بين المجتمعات التي ستطبق عليها هذا التغيير، بالتالي تبوء بالفشل. إن المعوقات والصدامات التي تحدث عند تطبيق تغييرات يمكن أن تعكس القيود والمحددات الموجودة في هذا المجتمع، فكلما كان المجتمع يتمتع بقيود كبيرة صعب تطبيق التطور والتقدم وبالتالي التغيير فيه، وينتشر الشعور بالإحباط بين أفراد المجتمع، وقد تسبب هذه الظاهرة صعوبة لتنفيذ أي نوع من أنواع التغيير التي قد تفيد المجتمع مستقبلا.
تطبق هذه التغييرات لتحقيق أهداف محددة مثل التغيير الاقتصادي الذي يطبق للعوائد المادية التي ترفع المستوى المعيشي للأفراد في المجتمعات ويتمتع الأفراد بحياة هادئة مطمئنة، وذلك يؤيد القاعدة التي تثبت أن التغيير الاقتصادي يجب أن يطبق في جميع الدول، ولجميع المجتمعات فهو تغيير أساسي فيها، هناك نوع آخر من التغييرات ويعتبر أكبر أهمية من التغيير الاقتصادي وهو التغيير الثقافي الذي يشكل عاملا أساسيا لتقدم المجتمعات في الدول المتقدمة. للأسف تشكل دول العالم الثالث انخفاض نسبة الثقافة بها ومن أسوأ نتائج عدم تطبيق هذا النوع من التغيير في هذه الدول هو ارتفاع نسب البطالة بين أفرادها. وبذلك يمكن أن نستنتج من هذه الظاهرة أن ارتفاع نسب البطالة بين أفراد المجتمع مؤشر لرفض المجتمع نوعا مهما من أنواع التغيير وهو التغيير الثقافي. لكل ظاهرة في المجتمعات فئة تجاربها وتقاومها، ويعتبر التغيير بكل أنواعه من أكثر الظواهر التي يحاربها كثير من الأفراد خصوصا إذا كانت تتعارض مع تعاليم دينه والعادات والتقاليد في المجتمعات.
مقاومة التغيير يمكن أن تكون مقاومة ظاهرية يجتمع على رفضها أغلب أفراد المجتمع، مثل قيادة المرأة للسيارة في المملكة تعتبر مقاومة ظاهرية. وهناك مقاومة باطنية خفية لا تكون ظاهرة مثل عدم انتشار ظاهرة تساعد على نشر الثقافة في المجتمع. إن هذه القوانين الباطنية لا تثبت بأوراق رسمية تكون واضحة للجميع ولكنها تكون خفية تظهر عندما تقتضي الحاجة إليها. تلعب الحكومات والقيادة دورا رئيسيا في تطبيق كثير من ظواهر التغيير في المجتمعات، وغالبا ما تكون المحرك الرئيسي لها. فعند رفض المجتمعات تطبيق نظام معين أو القيام بإحداث تغيير في نظام محدد تحتاج هذه المجتمعات إلى قوة لتطبيق هذا التغيير، وغالبا ما تكون القيادة العليا أو الحكومة التي تتحمل مسؤولية هذا التغيير وتفرضه على مجتمعاتها. تتأثر الدول المتقدمة كثيرا بظهور مؤشرات ارتفاع نسبة البطالة في دول العالم الثالث، ومن قضية نقص الكوادر البشرية الفنية المدربة في المجتمعات وتأثيرها في اقتصاديات وتنفيذ المشاريع، والتي سيمتد تأثيرها في الدول المتقدمة وسبل التعاون بين المجتمعات مستقبلا في عدة مجالات. قد يرى البعض ويصفها بأنها محاولات دؤوبة لإعادة تشكيل المجتمعات في جميع المجالات، ويرى أنها انتهاك سيادة من الدول المتقدمة لدول العالم الثالث دون النظر للأضرار التي قد تأتي إليهم .
إن دول العالم الثالث لا بد أن تكون مؤهلة لأن تلعب دورا مهما في المساهمة في توفير التغييرات المطلوب توفيرها، من خلال خطط طموحة يتم تنفيذها في تلك الدول لرفع كفاءة الأفراد في المجتمعات من خلال تطبيق التغييرات وإزالة القوى الخفية المتحكمة التي تعوق حركة التغيير.

سيدة أعمال

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي