مشاركة السعوديات في سوق العمل سترتفع من 10% إلى 14.2% في العامين القادمين
مشاركة السعوديات في سوق العمل سترتفع من 10% إلى 14.2% في العامين القادمين
قالت الأميرة ريما بنت سلطان بن عبد العزيز ان المرأة السعودية سترتفع مشاركتها في سوق العمل من 10 في المائة إلى 14.2 في المائة في العامين القادمين، في حين تمثل السعوديات نحو 49.6 في المائة من إجمالي عدد سكان المملكة، وهو ما يمثل نحو (نصف المجتمع) بحسب الإحصائات الأخيرة التي صدرت عن مصلحة الإحصاءات العامة 1425 هــ، وهذا بدوره يحتم مشاركتها في بناء الاقتصاد المحلي كجزء من محاور التنمية، حيث إن أحد أهم الأسس الاستراتيجية لخطة التنمية الثامنة للمملكة العربية السعودية 1426-1430هــ يتمثل في (الاهتمام بشؤون المرأة وتطوير قدراتها، وإزالة المعوقات أمام مشاركتها في الأنشطة التنموية).
جاء ذلك خلال رعايتها لملتقى التدريب والتوظيف النسائي الأول الذي نظمه مركز المرأة السعودية الإعلامي تحت شعار "التدريب لمستقبل وظيفي آمن" في قاعة نيارة في الرياض.
وأضافت الأميرة ريما بنت سلطان أنه على الرغم من البداية المتأخرة نسبيا في تعليم البنات موازنة بالبنين في المملكة، إلا أن نسب التحاق البنات بمراحل التعليم المختلفة قد ارتفعت بشكل متصاعد حتى فاقت نسبة قيد البنات عن البنين بمعدل 2 في المائة ليبلغ معدل النمو السنوي المتوسط لإجمالي قيد البنات في جميع مراحل التعليم نحو 7.1 في المائة للفترة 1395-1426هــ، في حين بلغ للبنين 5 في المائة.
وأكدت الأميرة ريما بنت سلطان على تطور مشاركة المرأة في سوق العمل، ففي مراحل التنمية الأولى لم تتجاوز إسهاماتها في سوق العمل 5.4 في المائة إلى نهاية عام 1412 هــ، وارتفعت النسبة حتى وصلت إلى 10.3 في المائة عام 1425 هــ، ويتوقع أن ترتفع إلى 14.2 في المائة عام 1430هــ، وهذا يؤكد تصاعد مشاركة المرأة في مجال التنمية في ضوء اعتماد مجلس الوزراء عام 1425هــ مجموعة من التوجيهات والإجراءات لتعزيز النشاط الاقتصادي للمرأة التي سيؤدي تنفيذها إلى إحداث نقلة نوعية في أنماط مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي ونطاقاته.
وفي بداية أعمال الملتقى الذي حضرته طالبات العمل والخريجات، إضافة إلى نخبة من المتخصصات والأكاديميات السعوديات في مجال التدريب والتوظيف والموارد البشرية تجاوز عددهن 250 متخصصة وطالبة عمل، قالت الأميرة ريما: "لا يخفي على الجميع ما يشهده العالم من تطورات تقنية ومعرفية سريعة ومتلاحقة بدأت في تغيير خارطة النظام العالمي الجديد، إذ أصبحت القدرة على التنافس بين الدول تعتمد على مدى فعالية توظيفها لرأس المال البشري كعنصر إنتاجي رئيسي وتحويله إلى عنصر مبدع يبتكر ويعزز المزايا التنافسية، ومن هنا تبرز الحاجة إلى أهمية التدريب والتأهيل المناسب للمرأة، بما يؤهلها للدخول إلى سوق العمل بثقة في ظل التطورات المتلاحقة التي يشهدها في مختلف المجالات والتخصصات".
وتابعت راعية الملتقى بقولها: "نجد اليوم تجارب ناجحة للعديد من الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية أسهمت في تدريب المرأة على رأس المال في العديد من المجالات، والتي منها المجال الصناعي، حيث تقوم حاليا العديد من المصانع على عمل المرأة"، مشيرة إلى الدور المتصاعد للمرأة السعودية في مجال الاستثمار وإدارة الأعمال في مختلف الأنشطة الاقتصادية، حيث تشير البيانات إلى أن عدد السجلات التجارية المملوكة للنساء تزيد على 39.7 ألف سجل تجاري حتى 1427هــ.
وأكدت أن مشاركة المرأة السعودية في بناء بلدها وتطويره ليس جديدا عليها كما هو معلوم، فهناك الطبيبة، والمعلمة، والممرضة، والمتخصصات في مختلف المجالات العلمية والتطبيقية، إضافة إلى العاملات في المصانع والأجهزة الحكومية والخيرية والخاصة، ولكن هناك اليوم جهودا حثيثة لمشاركة نسائية أوسع في سوق العمل وفي شتى المجالات ضمن إطار شريعتنا السمحة.
وعن الدلائل التي تشير إلى أهمية التوسع في مجال التعليم التقني للبنات في المملكة، قالت الدكتورة منيرة العلولا مديرة القسم النسائي في المؤسسة خلال ورقة عملها ألقتها في الجلسة الأولى: "فوجئنا حينما افتتح القسم النسائي في المؤسسة بالعدد الكبير للطالبات الراغبات في الالتحاق بالمؤسسة حيث بلغ عددهن 24 ألفا و600 متدربة في حين أن المؤسسة لم تكن تستوعب إلا عددا أقل بكثير من المتقدمات، لذلك اضطررنا إلى قبول الطالبات ذوات المعدلات العالية جدا فقط، ولحل هذه المشكلة فتحنا باب التدريب الموازي بجعل الدراسة صباحية ومسائية لنتيح أكبر فرصة للمتقدمات".
أما عن الأقسام التقنية النسائية الجديدة التي ستفتتحها المؤسسة بينت العلولا أن المؤسسة ستضيف تخصصين إضافيين إلى التخصصات الموجودة وهما تخصص (التجميل وتصنيع الملابس)، كما ستفتتح خلال العام المقبل معاهد نسائية في جدة والمدينة المنورة والباحة وحائل ونجران، في حين سيصل مجموع المعاهد بعد خمسه سنوات إلى 37 معهدا تقنيا للبنات، إضافة إلى كليتين تقنية.
وأكدت أن من أهم الإنجازات التي قدمتها المؤسسة للطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة، أنها فتحت قسما متخصصا لهن في مجال التقنية المكتبية، حيث أثبتت 14 متدربة جدارتها وتفوقها في هذا المجال منذ افتتاحه.
ولتشجيع العمل من المنزل، ذكرت العلولا أن المؤسسة ستفتتح قسما مخصصآ للعمل من المنزل، كما تعمل المؤسسة من خلال مركز تنمية المنشآت الصغيرة على تمكين المرأة السعودية في سوق العمل عن طريق التدريب والتأهيل المناسبين لممارسة العمل الحر ومن ثم توفير التمويل المالي اللازم لافتتاح المشروع مع تقديم الدعم الفني والإداري خلال الأشهر الستة الأولى من عمر المشروع.
في حين أكدت الدكتورة أمل الطعيمي وكيلة كلية البنات في جامعة الأمير سلطان، أن الجامعة تفتتح مركزا لتوظيف الطالبات يعنى بتبني صاحبات المواهب وتعزيزها, و تعمل الجامعة كذلك على تعزيز دور يوم المهنة الذي يعمل كحلقة وصل بين طالبات العمل والخريجات والشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة، إضافة إلى شركات التوظيف لفتح مجال التوظيف لهن على نطاق واسع بدلا من أن تذهب الخريجة وطالبة العمل إلى كل شركة على حدة طلبا للوظيفة.
وعلى الرغم من أن نورة الفايز مديرة القسم النسائي في معهد الإدارة العامة طالبت بضرورة إيجاد دراسات حديثة متخصصة توضح أسباب بطالة المرأة والحلول التي من المفترض تنفيذها لتخطي هذه العقبة خلال ورقة العمل الخاصة بها، إلا أن الدكتورة حصة السيف من وزارة التربية والتعليم أكدت أن وجود خطط تنفيذية أهم من إقامة هذه الدراسات.
وبررت الفايز ذلك بأننا نحتاج إلى جوانب تنفيذية أكثر من عمل دراسات فقط.
كما ردت السيف على مداخلات الحضور التي تتعجب من زيادة عدد تسرب السعوديات من العمل، أن عدم اشتراك الموظفات في الخطط المعدة للشركات والمؤسسات التي يلتحقن بها يقلل روح انتمائهن إليها، وعللت ذلك بأن الدور التنفيذي البحت الذي تقوم به الموظفة السعودية لا يشعرها بالانتماء وبالتالي يسهل تسربها من العمل بسهولة، ما يشير إلى أنه بالفعل نحتاج إلى خطط تنفيذية هو ما أوضحته أمل العليان, محاضر في قسم الاقتصاد في جامعة الملك سعود خلال إدارتها للجلسة الثانية في الملتقى، حيث قالت: "حلت السعودية في المرتبة الأخيرة في مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل بناء على دراسة حديثة خرج بها المنتدى الاقتصادي العالمي".
وأشارت العليان إلى أن هذا الجانب السلبي يدعو إلى ضرورة فتح المجال للمرأة السعودية لكي تعزز وجودها في سوق العمل حتى يتحسن وضعها سواء على المستوى المحلي أو على مستوى العالم.
من جانبها أوضحت ناذهد باشطح مديرة مركز المرأة السعودية الإعلامي، أن فكرة الملتقى تهدف إلى معالجة المشكلات التي تعوق مسيرة عمل المرأة كالحاجة إلى التدريب وزيادة الفرص الوظيفية المتاحة ومشاكل ارتفاع البطالة التي زادت معدلاتها في الآونة الأخيرة والبحث عن حلول لمشاكل عديدة تواجه المرأة وتحد من انطلاقتها, وخاصة أن المرأة بحاجة إلى تنمية مقدراتها حتى تشكل موردا بشريا مهما يعول عليه في بناء المجتمع من أجل بلوغه أقصى غايات التنمية والازدهار الحضاري.
وأضافت أن الهدف من الملتقى إيجاد حوار مفتوح بين الخريجات وطالبات الوظائف والمهتمات بشؤون التدريب والتوظيف للتوصل إلى رؤى مشتركة لحل المعوقات في هذه المجالات حيث يتميز الملتقى بعقد لقاءات مفتوحة بين بعض الشركات والمراكز النسائية وبين طالبات العمل، وهناك مساحة تعبير مميزة سيترك المجال فيها لطالبات الوظائف في التعبير عن معوقات البحث عن الوظائف من منطلق واقعي.
وأبانت باشطح أن التدريب والتوظيف محوران يسيران باتجاه متواز لخلق مستقبل وظيفي جيد، واهتمت حكومة خادم الحرمين الشريفين بإيجاد فرص عمل جديدة للمرأة بما يحفظ ويصون كرامتها ويسهم في تنمية المجتمع وفتح العديد من المجالات والتخصصات، إضافة إلى مجالات الاستثمار.
كما قدم الملتقى عددا من ورش العمل المجانية لخريجات الجامعة وطالبات الوظائف، حيث عقدت الدكتورة إيمان أبو خضير أستاذ مساعد منسقة قطاع الإدارة العامة ورشة عمل بعنوان "بناء فرق العمل الناجحة" تناولت تعريف فرق العمل وأهميتها, مزايا فرق العمل وعيوبها خصائص الفريق الناجح، القواعد العامة للعمل الجماعي، مراحل بناء فريق العمل، الأنماط الشخصية لأعضاء الفريق وكيفية التعامل معها بإيجابية، دور قيادة فريق العمل في نجاح الفريق.
كما عقدت إلهام الناصر رئيسة قسم تقنيات التعليم والتدريب ورشة عمل بعنوان "مهارات الإلقاء والاتصال"، تناولت فيها مفهوم الاتصال والمجتمع، مبينة أن المجتمع الإنساني مجتمع اتصالي فظاهرة المجتمع البشري في أساسها هي ظاهرة اتصالية بحتة تسهل أغراض التجمع البشري من ناحية وتحقق الهدف الإنساني من التجمع من ناحية أخرى.
وعرفت الناصر مفهوم الاتصال قائلة: "إنه سلوك يؤدي إلى تبادل المعلومات بين شخصين أو أكثر, وذلك عن طريق التفاهم بين المرسل والمرسل إليه هذه المعلومات قد تكون بيانات أو أفكار أو أي شيء آخر له علاقة بين المرسل والمرسل إليه".
وتطرقت الورشة إلى عناصر الاتصال، أنواع الاتصال، العلاقة بين الاتصال اللفظي وغير اللفظي وفن الإلقاء الذي يمر بستع مراحل هي تحديد الهدف، الجمهور، المحتوى، الوقت وتحديد الأنشطة والوسائل والمكان ليكون ناجحا.
يذكر أن الفترة الصباحية في الملتقى خصصت للقاء مفتوح بين طالبات العمل وخريجات الجامعة للالتقاء بعدد من الشركات النسائية الكبرى للحديث حول مطالب طالبات العمل شاركت فيها أكثر من 50 فتاة.