تقرير: العالم شهد إلقاء 440 قنبلة انشطارية .. 40 % منها لم ينفجر بعد
ما زالت عملية حظر القنابل الانشطارية، التي تعتبرها المنظمات غير الحكومية وعدد متزايد من الدول عملية لا رجوع عنها، تصطدم بمعارضة
الدول الأوروبية التي تبدي تحفظات حول نوع الأسلحة الواجب حظرها وتفضل التفاوض في هذا الملف تحت مظلة الأمم المتحدة.
وترغب بعض الدول الأوروبية منها فرنسا وألمانيا وبولندا في أن تجرى المفاوضات في جنيف في إطار المعاهدة الدولية حول الأسلحة التقليدية. وترفض المنظمات غير الحكومية التفاوض في إطار معاهدة الأسلحة التقليدية بحجة أن الولايات المتحدة والصين والهند ستعرقل معاهدة لحظر الأسلحة الانشطارية التي تعارضها بشدة. وضم مؤتمر ليما الذي عقد من 23 إلى 25 أيار (مايو) الجاري منظمات غير حكومية مثل "هانديكاب إنترناشونال" و"هيومن رايتس ووتش" و"لاندماين آكشن" ونحو 70 بلدا أساسا من إفريقيا وآسيا لنقاش مشروع لحظر القنابل الانشطارية.
وأفاد تقرير أعدته أخيرا منظمة هانديكاب إنترناشونال أن القنبلة الانشطارية تحتوي حتى 650 قنبلة صغيرة تتوزع لتنفجر عند ارتطامها، لكن كثيرا منها لا ينفجر ويبقى في الواقع مثل الألغام خطرا يهدد المدنيين. وتؤدي هذه القنابل إلى مقتل 98 في المائة من المدنيين بينهم 27 في المائة من الأطفال.
وقال بيار شاراس رئيس الوفد الفرنسي إلى المؤتمر إن المنظمات
غير الحكومية قدمت مشروع معاهدة لحظر القنابل الانشطارية في حين اعتبرت الدول الأوروبية أن المؤتمر اقتصر على "مباحثات غير رسمية".
وأبدت معظم الدول الأوروبية بينها فرنسا وإيطاليا وألمانيا تحفظات لحظر
القنابل الانشطارية حظرا تاما معربة عن الأمل في الاحتفاظ بمخزون من القنابل أو استثناء القنابل "الذكية" أو "الذاتية التدمير" من نص المعاهدة.
وفي حال أرادت هذه الدول التفاوض في جنيف في إطار معاهدة الأسلحة التقليدية والأمم المتحدة فإنها مستعدة في موازاة ذلك مواصلة العملية التي أطلقت خلال مؤتمر أوسلو في شباط (فبراير) الماضي لصياغة معاهدة لحظر القنابل الانشطارية العام المقبل. وذكرت "هانديكاب إنترناشونال" إن وزيري الخارجية والدفاع الفرنسيين برنار كوشنير وايرفيه موران كانا من أول المؤيدين للنداء الذي وجه لحظر تام لهذه القنابل.
وصرح المسؤول في "هانديكاب إنترناشونال" جان مارك بوافان "نعلم
الآن أن الدول الأوروبية ستتفاوض في إطار عملية أوسلو ولن تتراجع عن قرارها حتى وإن كانت ترغب في التفاوض تحت رعاية معاهدة الأسلحة التقليدية". وقال توماس ناش منسق الائتلاف الدولي لمكافحة القنابل الانشطارية إن "اتفاق نحو 70 دولة على مبدأ المعاهدة بعد ثلاثة أشهر من مؤتمر أوسلو يثبت أننا قادرون على الاتفاق على معاهدة في وقت قصير".
من جانبها قالت جودي وليامز حائزة جائزة نوبل للسلام عام 1997 إن النتائج التي تم التوصل إليها "ممتازة". ونجحت المنظمات غير الحكومية في تمرير مبدأ مساعدة الضحايا وتقديم المساعدة لتنمية المناطق التي دمرتها القنابل الانشطارية (لبنان، لاوس، كمبوديا، وفيتنام).
وألقيت 440 مليون قنبلة انشطارية على الأقل وما زالت تحصد ضحايا في مناطق واسعة من دول عدة في العالم يعيش فيها 400 مليون شخص. ويقول الإخصائيون إن 5 إلى 40 في المائة منها لم تنفجر أي ما بين 22 و132 مليون قنبلة. وترفض الولايات المتحدة وروسيا والهند وباكستان وإسرائيل واليابان، الدول التي تنتج القنابل الانشطارية وتستخدمها، حظر هذه الأسلحة. ويتوقع أن يعقد مؤتمر ثالث حول حظر القنابل الانشطارية في كانون الأول (ديسمبر) في فيينا.