في سوق ضحلة غير متوحدة قيمتها 850 مليار دولار .. مصارف إسلامية تعتزم تمويل مشاريع "الحلال الغذائية"

في سوق ضحلة غير متوحدة قيمتها 850 مليار دولار .. مصارف إسلامية تعتزم تمويل مشاريع "الحلال الغذائية"

كشف أحد المصارف الإسلامية عن رغبته في دخول سوق تمويل مشاريع "الحلال الغذائية"، في خطوة قد تفتح باب ظهور تحالفات بين قطاعين يكثر الطلب عليهما عالميا ويحملان طابع الامتثال للشريعة الإسلامية. خصوصا إذا علمنا أن 95 في المائة من تلك المشاريع يتم تمويلها بقروض ربوية، ما يبشر بظهور أرض خصبة جديدة تشرع في وجه البنوك الإسلامية في قطاع غذائي ذي طبيعة إسلامية وتصل قيمته إلى 580 مليار دولار.

قال بادليسيه عبد الغني الرئيس التنفيذي لبنك CIMB الإسلامي، إن البنك سيقدم الدعم المادي للشركات متعددة الجنسية والشركات المحلية في مجال تمويل المشاريع المتعلقة بسوق الحلال الغذائية.
وبعد حضوره إلى المنتدى الدولي للطعام الحلال 2007 الذي عقده قادة هذه الصناعة أخيرا، صرح للصحافيين قائلاً "إن سوق الحلال في الوقت الراهن ضحلة جداً وعليها أن تصل إلى ما هو أبعد من إنتاج السلع إذا ما أرادت أن تتكامل" وفقا لما نقلته وكالة (بيرناما).
وأشار إلى أن المصرفية الإسلامية هي الرابط المفقود في تنمية سوق الحلال، حيث كان معظم اللاعبين في صناعة الحلال يمولون أنشطتهم باستخدام أدوات مالية تقليدية مبنية على الربا ويتم فقط استخدام أقل من 5 في المائة فعلياً في التمويل الإسلامي.
ويتابع: "قد تتطلب شهادات تصديق منتجات الحلال في المستقبل وجوب خضوعها إلى تمويل يعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية".
وكشف أن بنك CIMB الإسلامي يهدف إلى توفير تمويل بمليار رنجت ماليزي لشركات مؤهلة من زبائن المصارف هذا العام، حيث يقول "وبما أننا نستهدف شريحة الحلال، فإننا نأمل أن تستغل الشركات ذات العلاقة في هذا القطاع الفرصة لمناقشة متطلباتها المالية معنا".
ومن دون شك أن تعاون والتقاء هاتين القوتين المؤثرتين من قوى السوق يمكن أن يعزز دور ماليزيا العالمي في مجال التمويل الإسلامي وسوق الحلال.
ووصف البروفيسور بالا شانموجام مدير المحاسبة والتمويل في جامعة Monash في ماليزيا صناعة الحلال بأنها "غير متوحدة أو متماسكة"، حيث يقول في مقابلة هاتفية مع "الاقتصادية": "معظم اللاعبين في سوق الحلال من الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهذا ما يعني أن على البنوك الإسلامية أن تستعد لتمويل الصفقات الصغيرة"، ويتابع من مقر إقامته في كوالالمبور "وللأسف فإن تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة لم يكن خيارا مفضلا مع البنوك الإسلامية بسبب تكاليفه الإدارية وخطورته العالية".
واللافت أن من بين حضور المنتدى، ممثلين عن العديد من الدول غير الإسلامية، مثل نيوزيلندا، وجنوب إفريقيا، والهند، التي تهدف لأن تكون الرائدة في التزويد باللحم الحلال للمسلمين، على الصعيدين المحلي والدولي. وبدأت تلك البلدان بملاحظة الأذواق المتغيرة بين المسلمين في أرجاء العالم، مع تغيير عادات الإنفاق بين الأجيال الأصغر الذين يعكسون إلى حد بعيد صورة أقرانهم غير المسلمين بدلاً من آبائهم المسلمين.
وأصبح من الشائع جداً في الوقت الحالي أن ترى شعار "الحلال" على مواد غذائية أخرى، مثل الحليب، والخبز، والعصائر، والمشروبات الغازية, والصلصات، والوجبات الجاهزة، وهكذا. وأصبح شعار الحلال رمزاً لضمان الجودة، إضافة إلى العمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية، وهو ينتشر حالياً في الصابون، ومستحضرات التجميل، بل وبدأ حتى بالدخول في المنتجات الدوائية والعلاجية كذلك.
إن الإسلام هو الدين الأسرع نمواً على وجه الأرض، حيث يشكل المسلمون نحو 1.79 مليار نسمة من عدد سكان العالم، ومن المقدر أن يصلوا إلى ثلاثة مليارات بحلول 2010، وأصبح التوسع السريع في قطاع الأطعمة الحلال فرصة رئيسية في أرجاء الصناعة. ويكثر الطلب على منتجات الحلال الغذائية بين الجاليات الإسلامية في الدول الأوروبية التي تعد في نظرهم البديل الغذائي الشرعي لهم.

الأكثر قراءة