الدليل في الحفاظ على مبسم جميل
قد يستغرب القارئ العزيز إذا ما علم حقيقةً أن 90 في المائة من الناس يعانون من التهاب اللثة، والسبب في ذلك هو عدم اتباع الطرق الصحيحة في تنظيف الفم. ولعلي لا أجافي الحقيقة إذا ما ذكرت أن العرب يعانون من نسب عالية من أمراض اللثة أعلى بكثير عما هو عند الغربيين، ففي دراسة لكاتب هذه الزاوية مع البروفيسور مورجن ستين، تبين أن نسبة 100 في المائة من العينة العربية المدروسة يعانون التهاب اللثة، في حين أن فقط 60 في المائة من العينة الإنجليزية ممن يعانون من هذا المرض. وفي الدراسة نفسها بينت أن 1 في المائة من العرب يستعملون خيط الأسنان، في حين أن 65 في المائة من الإنجليز يستعملون خيط الأسنان بانتظام.
وهذا ما أود أن أناقشه في حلقة هذا الأسبوع، هو كيفية الحفاظ على صحة الفم، فقد أثبتت كل الدراسات والبحوث أن من أهم العلاجات المتوافرة التي تضمن فماً صحياً بعيداً عن الأمراض، وبرائحة فم عطرة، هو الحفاظ على نظافة الفم بالاستعمال اليومي لكل من فرشاة الفم وخيط الأسنان والمسواك. وقد أشارت أغلب البحوث والدراسات أن أطباء الأسنان في العالم، وللأسف، لا يبذلون الجهد المطلوب في تدريب مرضاهم على أهم علاج لأمراض الفم, وهو الطرق الصحيحة في تنظيف الفم باستعمال الفرشاة والخيط والمسواك. وقد ارتأينا أن نبدأ بزاوية ثقافة صحية سلسلة عن الطرق الصحيحة في الحفاظ على سلامة الفم من خلال:
- استعمال فرشاة الفم.
- كيف تختار الفرشاة الصحية لفمك.
- كيف تستعمل خيط الأسنان وأي نوع هو الأفضل.
- ما المعجون الأفضل لفمك.
- ماذا عن غسول الفم ووسائل التنظيف ما بين الأسنان.
ولنبدأ بفرشاة الفم التي أود أن أسميها بهذا الاسم، فهي لا تستعمل للأسنان فحسب، بل هي تستعمل لتنظيف اللسان وسقف الفم واللثة مع الأسنان. والطريقة الأنجع في استعمال الفرشاة هي أن نقسم الفم على حجم رأس الفرشاة، وأن نبدأ بالتنظيف بشكل منظم، أي نبدأ مثلاً من زاوية اليمين العلوية ونبدأ باتجاه عقرب الساعة لننتهي بمنطقة سن العقل في منطقة اليمين السفلية. والأهم من تنظيف الأسنان واللثة بشكل مبرمج هي الزاوية التي تسلط فيها شعيرات الفرشاة ما بين الأسنان واللثة كما هو موضح بالصورة.
حيث إن أغلب التراكمات الجرثومية المسؤولة عن أمراض الفم تتجمع في منطقة التقاء اللثة بالأسنان، وفي كل منطقة يتم تحريك الفرشاة التي توضع بزاوية 45 درجة لتسمح للشعيرات أن تدخل ما بين اللثة والأسنان، وأن نحرك الفرشاة بحركة مستقيمة من اليمين إلى اليسار، على أن يتم تحريك الفرشاة وبتسليط ضغط بسيط عشر حركات لكل منطقة، وعلى أن تتم تغطية كل نقاط التقاء اللثة بالأسنان بشكل مبرمج من ناحية الخدين وسقف الفم والشفتين واللسان. وبعبارة أخرى أن يتم التفريش بفترة لا تقل عن دقيقتين ونصف الدقيقة. على أن يكون التنظيف ما لا يقل عن مرتين في اليوم، مرة بعد الفطور ومرة قبل الذهاب إلى النوم. ولا ننسى هنا تنظيف اللسان وسقف الفم بالفرشاة للحفاظ على رائحة فم عطرة، وللمقال بقية.
*مستشار طب الأسنان في مستشفى دلة
مدير المراكز البريطانية للجودة في طب الأسنان – لندن
وصي الأكاديمية العالمية لتجميل الوجه والأسنان – نيويورك
مستشار مراكز دلة للأسنان – الرياض
البريد الإليكتروني:: [email protected]