لا طائرات كافية ولا طيارين أيضا ؟! (2)

[email protected]

كتبت الأسبوع الماضي مقالة في هذا المكان تحت عنوان "الخطوط السعودية تعاني من الحجوزات أيضا" على ألا أعود للكتابة في الموضوع نفسه ما لم يكن هناك إضافة مهمة يمكن أن تثري الموضوع، ولا أعود للموضوع مرة أخرى من باب ماذا حدث وماذا سيتم، فمهمتي ككاتب وأعتقد كل كاتب، أن يطرح وجهة نظره ورؤيته ويظهر على السطح أي خلل أو ملاحظة لتكون أمام المسؤول والرأي العام ككل، وهذا ما فعلت فيما يخص المقالة السابقة الذكر، ولمن لم يتابع المقالة السابقة أو لديه خلفية كاملة، الخص ما قلت سابقا.. إننا نعاني من نقص في عدد الطائرات في المملكة من خلال الخطوط السعودية، والواضح أنه لم يوجد أي تخطيط للمستقبل، وهذا واضح من العجز الكبير والخلل الكبير لدينا في أسطولنا العزيز.
أدرك تماما أنني لن أخطئ كل خلل في الخطوط السعودية، فمشكلة الطائرات تحتاج إلى أفراد وصفحات كاملة للنقاش، ومشكلة الصيانة مشكلة أخرى، ومشكلة الطيارين والمضيفين مشكلة كبيرة، والمضيفات بعقود مؤقتة مشكلة، ومشكلة نوعية الطائرات، وأحجام الطائرات، والاستثمار الأمثل في تشغيل المحطات، حتى تفاصيل أدق "حشوة المقاعد" في صفقات سابقة " مشكلة التدريب، ومشكلة التكتل الوظيفي لنوعية محددة، لن أستطيع أن أغطي كل خلل موجود في الخطوط السعودية، وهي مكشوفة للجمهور، فقط سأتناول مشكلات حجوزات، طائرات، وخدمة طائرات، ولكن هل يعرفون سبب جذور هذه المشكلة ؟ لا أعتقد، ولكن الخلل للمطلع البسيط واضح، ولا أعرف أي خطط واستراتيجيات تم بناؤها لدينا في الخطوط السعودية، سأدخل اليوم في بعض التفاصيل، لأن ما أكتب هو عام وإن كان واضح الصورة والمعنى، وهو أين طائرات الأسطول السعودي للخطوط السعودية الذي لم يبن شيئا منذ عقود وآخر صفقة كانت الـ 60 طائرة في بداية التسعينيات.
الخطوط السعودية تملك "حسب معلوماتي البسيطة" أربع طائرات من نوع 747- 400 وتسع طائرات نوع 747- 300 وخمس طائرات A-100 و11 طائرة إيرباص كلها في الخدمة الآن وعمرها 26 سنة يفترض أن تخرج من الخدمة ونوع MD – 90، 29 طائرة وإمباير البرازيلية 15 طائرة وطائرات شحن بعدد خمس طائرات. أما الطائرات المستأجرة فهي سبع طائرات نوع إيرباص نوع A320 ومستأجرة من شركة تركية، ونوع 747- 300 من شركة أوروبية، هذا كل أسطول السعودية لدينا، وأرجو التصحيح لي من الخطوط السعودية إن كان هناك خطأ، مع ملاحظة أن كل الطائرات ليست في الخدمة فلا بد من وضع طائرات احتياط من كل نوع ما بين 4 و6 طائرات، بمعنى أن يكون الذي يعمل 80 في المائة من العدد الموجود، السؤال الآن، هل هذا العدد كاف لخدمة المحطات المحلية والدولية، خاصة أن هذه الطائرات للرحلات الدولية والمحلية؟ "السعودية" تفتخر دائما بأنها قلت مليون وثلاثة ملايين راكب، لكنها لم تطرح سؤالا ماذا لو كان حجم الأسطول الجوي الضعف كم ستنقل؟ بالتأكيد سيكون أضعافا، والمعاناة واضحة للجميع محليا ودوليا ولا أحتاج إلى تكرار، العمل الحقيقي أن تستثمر طائراتك بالصورة الصحيحة، ولكن الملاحظ أن الطائرات ذات الحجم الكبير تستخدم في رحلات محلية وتكون التكلفة عالية، وأن بعض الرحلات الدولية "عالميا" حين يقل عددها عن ثلاث مرات أسبوعيا تكون غير مجدية هذه المحطة أو الرحلات، فلا استغلال أمثل للطائرات، ولا توظيف أمثل للطائرات بوضع كل طائرة من نوع وحجم مع ما يناسبها من محطة، فلا تستغرب أن تجد طائرات خالية المقاعد بسبب وضع طائرة ذات حجم كبير في محطات لا تشكل أي ضغط. لا أنسى أن العمر الافتراضي للطائرات في الخطوط السعودية تجاوزه الآن بعضها أو قاربت العمر الافتراضي للخروج من الخدمة، والسعودية لم تبع أي طائرة قبل عمرها الافتراضي لأنها بحاجة مستمرة للطائرات، وحين لا تباع قبل عمرها الافتراضي بأربع أو خمس سنوات فإنها تخرج من الخدمة بدون أي قيمة مالية ولا تباع، فماذا فعلت السعودية للاستفادة المثلى للطائرات.

أخيرا، أطقم الطائرات لدينا يعملون بنصف طاقتهم، لماذا ؟ لأنه لا توجد طائرات وتنظيم وتنسيق، وأن معدل التشغيل الشهري خمس ساعات فقط بدلا من عشر ساعات، في الوقت نفسه نحتاج إلى طيارين سعوديين، ونحتاج إلى موظفي الصيانة، ومضيفين وخدمات أرضية، بمعنى أن الخطوط السعودية تحتاج إلى كل شيء من باب الطائرة إلى كابتن الطائرة إلى الإدارة في جدة، لا أجد حقيقة مبررا واحدا يفسر لي ولغيري هذا الخلل الكبير، لم تنشر "السعودية" أي أرقام، ويلتزمون الصمت، وهل الصمت حل ؟ ..هناك فجوة في الخطوط السعودية، التي لم تدر من الإدارة السابقة ولم تقدم أي شيء على أرض الواقع، الخلل كبير ولي عودة مرة ثالثة ورابعة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي