رُغم ضعف تمويل الأبحاث.. تفاؤل طبي لمعالجة الزهايمر

رُغم ضعف تمويل الأبحاث.. تفاؤل طبي لمعالجة الزهايمر

أبدى عدد من الأطباء ومسؤولي مختبرات الأدوية في الولايات المتحدة تفاؤلهم أمس الأول الأربعاء إزاء إمكانية توصل الأبحاث إلى القضاء على مرض الزهايمر، لكنه يدعون في الوقت نفسه إلى مزيد من التعبئة على المستوى الفيدرالي لتحقيق تقدم طبي سريع في هذا المجال.
وقال بروفيسور طب الأعصاب في جامعة جورج تاون في واشنطن بول ايسن الذي يعد من كبار الإخصائيين في مرض الزهايمر أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ الثلاثاء "من وجهة نظر علاجية يعد أمرا معقولا الاعتقاد بأننا سنتمكن من إبطاء أو وقف تقدم المرض".
وأضاف "نحن واثقون أن أدوية قادرة على الحد من تراكم الببتيد (مادة بروتينية) في الدماغ البشري ستساعد على إبطاء أو وقف المرض، ما يقلص إلى حد كبير من انعكاسه الاقتصادي والاجتماعي الذي قد يصبح وقعه كارثيا مع شيخوخة جيل "فورة الإنجاب".
ويعد الطب أن تحول ثلاثة جينات على الأقل يتسبب في تكاثر وتجمع بروتينة الغشاء العصبي في مخ المريض ويدمرها تدريجيا. ولا يوجد بعد أي علاج ناجع لآلية التلف الدماغي هذه. وأوضح الدكتور ايسن "لدينا الأدوات لتطوير علاجات ضد هذه الآلية. وثمة عدد من التقنيات العلاجية الواعدة في مرحلة التجارب السريرية".
وقال روبرت اسنر رئيس مجلس إدارة مجموعة ويث لصناعة الأدوية أمام اللجنة نفسها, إن مختبره استثمر أكثر من 450 مليون دولار في السنوات الخمس الأخيرة في مجال البحث عن علاجات لمرض الزهايمر، تخضع منها 12 حاليا لتجارب سريرية.
وأكد أن كل هذه الجزئيات "تدل على قدرة لإبطاء ووقف أو عكس تقدم المرض". وقال أيضا "نجري أبحاثا واعدة جدا لمعالجة الزهايمر وكذلك أمراض أخرى متعلقة بالانحلال العصبي". وأوضح إخصائي الأعصاب في جامعة جورج تاون "بتنا قريبين جدا من التوصل إلى إعداد أدوية ناجعة حقا لتبرير تفاؤلنا لكن مسألة معرفة ما إذا كان ذلك يتطلب بضع سنوات أو 15 سنة سيكون مرتهنا بقيمة الموارد الممنوحة".
وتطالب الجمعية الأمريكية لمرض الزهايمر، وهي أكبر منظمة خاصة لمحاربة المرض، الحكومة الفيدرالية بمضاعفة الميزانية العامة التي تضاءلت بفعل التضخم منذ 2003، كما قال أحد مسؤوليها ستيفن ماكونيل لـ (وكالة فرانس برس). وقد قدم الطرفان مشاريع قوانين عدة في الأشهر الأخيرة إلى الكونجرس تستجيب لهذه التطلعات وتدعو إلى مضاعفة ميزانية الأبحاث المتعلقة بالزهايمر التي تمنح للمؤسسات الصحية الوطنية الأمريكية لرفعها إلى 1.3 مليار دولار.
ومع شيخوخة جيل "طفرة الولادات" قد يصبح الزهايمر وباء من شأنه أن يؤدي إلى إفلاس أنظمة التأمين الطبي كما يؤكد ماكونيل. ويتوقع إحصاء 500 ألف حالة جديدة سنويا في الولايات المتحدة، في حين سيبلغ 78 مليون شخص من جيل طفرة الإنجاب اعتبارا من العام 2011 الخامسة والستين من العمر وهو سن نموذجي للإصابة بالمرض.
ويتوقع تسجيل ثمانية مليون حالة في 2030 مقابل خمسة ملايين اليوم بدون إعداد أي علاج ناجع بحسب قوله. وقد يرتفع هذا العدد في العالم من 24 مليونا حاليا إلى 42 مليونا في 2020 و81 مليونا في 2040 بحسب تقديرات حديثة.

الأكثر قراءة