قيادة أمريكا للنظام المالي العالمي أمام تحد غير مسبوق

قيادة أمريكا للنظام المالي العالمي أمام تحد غير مسبوق

قيادة أمريكا للنظام المالي العالمي أمام تحد غير مسبوق

تشكل الإطاحة ببول وولفويتز خلاف آخر بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين تحديا لم يسبق له مثيل للقيادة الأمريكية للنظام المالي العالمي. ولم يتمكن الرئيس جورج بوش الذي أضعفته الفوضى السائدة في العراق وتراجع شعبيته من الحيلولة دون إجبار وولفويتز على الاستقالة ليصبح أول رئيس للبنك الدولي يضطر لترك منصبه بعد أسابيع من المقاومة والانتقادات العلنية لترقيته صديقته. وأبدى بعض المسؤولين والخبراء الأمريكيين قلقهم من أن الجدل الدائر قد يجبر الولايات المتحدة على التخلي عن عادة تعيين رئيس البنك المتبعة منذ زمن بعيد. ويقول آخرون إن التغيير الجذري لنظام اختيار رئيس البنك وسياسات الإقراض هو السبيل الوحيد لأن تستعيد المؤسسة مصداقيتها.
ويقول كينيث روجوف كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي "هناك استياء متنام من فكرة أن الولايات المتحدة هي التي تختار رئيس البنك الدولي دون مشاورات". وقال روجوف من مؤسسة بروكينجز إنه على الرغم من أن وولفويتز قد يكون شديد الذكاء إلا أنه يفتقر للخبرة في مجال التنمية ومكافحة الفقر والتمويل وما كان يمكن أن يقع عليه الاختيار إذا كانت عملية الاختيار تتسم بالشفافية وتشمل مرشحين آخرين. وتختار الولايات المتحدة رئيس البنك الدولي منذ أن قادت تأسيس النظام المالي الدولي بعد الحرب العالمية الثانية في مؤتمر بريتون وودز عام 1944. وفي المقابل تختار أوروبا رئيس صندوق النقد الدولي. وكان اختيار وولوفويتز للمنصب مثار جدل بسبب دوره في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق أثناء عمله في وزارة الدفاع الأمريكية. والأوروبيون الذين أذعنوا مرغمين لتعيين وولفويتز قبل عامين غيروا موقفهم في الأسابيع القليلة الماضية بإصرارهم على رحيله على الرغم من استماتة البيت الأبيض في الدفاع عنه.
وقال البيت الأبيض إن بوش قبل "على مضض" استقالة وولفويتز. وقال توني فراتو المتحدث باسم البيت الأبيض "بول وولفويتز رجل طيب ومتعاطف مع معاناة فقراء العالم. كنا نفضل أن يبقى في البنك الدولي".
وكان تعامل وولفويتز في مسألة ترقية صديقته شاها رضا الموظفة في البنك وزيادة راتبها هو السبب المباشر للأزمة لكن الكثيرين يرون أنها مجرد غطاء لشكاوى أخرى. وقال إيفو دالار المشارك في إعداد دراسة عن سياسة بوش الخارجية في فترة ولايته الأولى "وولفويتز لوى أعناق الجميع في 2005 والسبب الوحيد لنجاح ذلك هو أن الأوروبيين والأمريكيين كانوا يأملون في طي الصفحة" بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وتابع دالار في اتصال هاتفي أنه أعيد انتخاب بوش في 2004 "ووجد الأوروبيون أنهم يجب أن يتعايشوا معه لمدة أربع سنوات أخرى فلماذا يعارضونه في ذلك". وقال إن تقريرا للبنك الأسبوع الماضي اتهم وولفويتز بمخالفات أخلاقية كان بمثابة فرصة كذلك لحشد التأييد لفكرة أن "الإدارة الأمريكية أساءت التصرف دوليا... إنها حبكة فرعية في رواية أكبر عن أوروبا في مواجهة الولايات المتحدة في عهد بوش".
وقال جيمس ستاينبرج نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إن واشنطن لن تفقد بالضرورة الكثير من نفوذها العالمي بقبول
رئيس غير أمريكي للبنك الدولي. وأضاف ستاينبرج عميد كلية ليندون بي. جونز للعلاقات العامة في جامعة تكساس في أوستن إنها طالما أن خليفة وولفويتز "سيعمل بشكل جيد مع الولايات المتحدة فإن كونه أمريكيا أمر أقل أهمية بكثير... نحن نحتاج لشخص يشترك مع الولايات المتحدة في وجهات النظر الأساسية فيما يتعلق بالتنمية". لكن مسؤولا من البيت الأبيض قال "لن يكون هناك أي تغيير في الأسلوب الذي يتم به اختيار رئيس البنك الدولي".

الأكثر قراءة