فيلم تونسي عن الإرهاب يحصد جوائز في أمريكا
نجح فيلم تونسي يتناول قضية استقطاب الشبان إلى الجماعات الإسلامية المتشددة في حصد مزيد من الجوائز عندما شارك في مهرجان في الولايات المتحدة.
وفاز فيلم "آخر فيلم" للمخرج النوري بوزيد بجائزتي أفضل سيناريو وأفضل ممثل عندما عرض لأول مرة في مهرجان "تريبكا" في الولايات المتحدة هذا الأسبوع.
وأثار هذا الفيلم جدلا واسعا عند عرضه في تونس في مهرجان قرطاج السينمائي الأخير وفاز بجائزة أفضل فيلم. ولعل من أبرز اللقطات إثارة للجدل في الفيلم تعمد المخرج بث لقطات حدثت خارج الفيلم ونقلها كما هي تتضمن نقاشا حادا بين بطل الفيلم ومخرجه حول الموضوع.
وفي إحدى اللقطات يحتج بطل الفيلم ويرفض مواصلة العمل ويقول للمخرج "هل أنت بفيلمك هذا تستخدمني لمحاربة المسلمين" بينما يحاول المخرج إقناع البطل أنه ليس ضد الإسلام الحق؛ بل ضد خلط الدين بالسياسة.
وقال النوري بوزيد "لم أنجز هذا الفيلم كي يعجب الأمريكيين، بل الأهم من ذلك هو أني أدعو للحوار". وشارك في المهرجان 18 فيلما من عدة بلدان، من بينها الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، الصين، هولندا، إيران، كوريا الجنوبية، ولبنان.
وسبق للفيلم نفسه أن فاز بجوائز في مهرجان السينما الإفريقية في واجادوجو وفي مهرجان الفيلم في بلجيكا وفي مهرجان تطوان للسينما المتوسطية في المغرب. ويروي الفيلم الذي يتقاسم بطولته لطفي العبدلي ولطفي الدزيري قصة شاب يدعى (بهتة) يعيش في حي شعبي يهوى أشكالا من الرقص والغناء الغربي ويحلم بالهجرة إلى أوروبا بكل الوسائل لتحسين وضعه المادي.
ويركز الفيلم في جزئه الأكبر على كيفية تخطيط مجموعة إسلامية متشددة لاستقطاب الشاب الذي يعاني مشكلات مع عائلته بحكم بطالته قبل أن تبدأ هذه المجموعة في التأثير فيه بكلمات رنانة مثل الجهاد والكفار والشرف والفدائي وشهيد الأمة بعد مشاهدته فيلما لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
لكن بطل الفيلم الذي كان يروق له ما يسمعه من كلام خصوصا عن العمليات الفدائية كان مشدودا أيضا إلى واقع المجون والمغامرات التي يعيشها مع إحدى فتيات حيه وبدا في كثير من الأحيان ممزقا بين عالمين متناقضين. ويتوقع من يشاهد الفيلم أنه سيتم تجنيد هذا الشاب لتفجير نفسه في أحد بلدان الشرق الأوسط غير أنه فاجأ الجميع واختار أن ينتقم من الإسلاميين لكنه رفض أيضا العودة إلى عالم الفقر والمغامرات وقرر تفجير نفسه بعيدا عن الناس.