لاجئون سودانيون يتوقون للعودة لكن يخشون المستقبل
يتوق مارك أوتشان للعودة إلى موطنه في جنوب السودان غير أنه يخشى ألا يكون هناك ما يعود إليه. فعلى مدى 16 عاما عاش أوتشان في مخيم للاجئين في أوغندا وقام بزراعة الذرة كما أدخل أطفاله الثلاثة مدارس أوغندية. لكن قريبا عليه أن يعود.
وتساءل اللاجئ البالغ من العمر 42 عاما بينما كان يقف أمام مدرسة قريبة من حقل ذرة "أشعر بأن السبل قد تقطعت بي. أرغب في العودة.. لكن الحرب لم تترك شيئا. لماذا يجب عليّ أن أعود إلى مكان بلا مدارس أو طرق أو مستشفيات".
يطرح هذا السؤال الكثيرون من بين 170 ألف لاجئ من جنوب السودان يعيشون في أوغندا بعد فرارهم من الحرب الأهلية التي استمرت 20 عاما. وأسفرت الحرب الأهلية بين الحكومة المركزية في الخرطوم والمتمردين في الجنوب الذي تقطنه غالبية مسيحية عن مقتل نحو مليوني شخص كما أدت إلى تشريد نحو ضعف هذا العدد قبل التوصل إلى اتفاق سلام في عام 2005. غير أن الاشتباكات المسلحة وأعمال قطع الطريق لا تزال متفشية في الجنوب الذي يفتقر للقانون.
وقال أوتشان وهو ينظر إلى قطعة أرض كبيرة ممهدة ومزروعة "الحياة في المخيم ليست بهذه الدرجة من السوء...أما هناك.. فلا يزال القتل دائرا. سيكون من الصعب أن نبدأ من جديد". وزار وفد ضم مسؤولين سودانيين وأوغنديين ومن الأمم المتحدة أحد أكبر مخيمات اللاجئين السودانيين في أوغندا هذا الأسبوع في محاولة لإقناعهم بالعودة إلى موطنهم الأصلي.
وقال بهايراجا بانداي نائب ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان في تصريح لـ رويترز "المعيشة هنا على ما يرام.. لكن يجب أن تكون لها نهاية... اللجوء يمكن أن يكون حلا مؤقتا فقط. سيتعين عليهم الانتقال إلى وضع أقل جودة في البداية من هذا الوضع".
وتقول المفوضية إنه جرى بالفعل إعادة 46 ألف لاجئ سوداني من أوغندا إلى وطنهم. كما عاد عشرات الآلاف من إثيوبيا، وكينيا، وجمهورية إفريقيا الوسطى. وعلى الرغم من التحديات إلا أن أغلب اللاجئين يريدون العودة إلى ديارهم. وقال مايكل لوني الذي ترك أسرته خلفه في جنوب السودان "لم أر والدي منذ سبع سنوات...بمجرد أن نحصل على تسهيلات للعودة سأعود".
غير أن كثيرين لا يزالون يساورهم القلق إزاء العودة إلى منطقة دمرتها الحرب وتفتقر للبنية التحتية الأساسية واختفت منها المحاصيل وتهدمت المنازل المسقوفة بالقش.