خبراء: قفزات الاتصالات وتقنية المعلومات تفتح آفاقا في التعليم والمعرفة
خبراء: قفزات الاتصالات وتقنية المعلومات تفتح آفاقا في التعليم والمعرفة
أقامت الجمعية السعودية لهندسة الاتصالات يوم الثلاثاء الماضي ندوة بعنوان "الاندماج بين شبكات الاتصالات السلكية والثابتة" ألقاها البروفيسور فيرجسون. تناولت الندوة أهم التطورات في مجال الاتصالات وأهمية الاندماج بين شبكات الاتصالات السلكية والثابتة، حيث إنه من المتوقع أن يُحدث الاندماج علامة فارقة في عالم تكنولوجيا الاتصالات، مع تغير البنية الأساسية لصناعة الاتصالات بشكلها الحالي. كما تطرقت الندوة بشكل مفصل إلى إيجابيات وسلبيات الحلول المقترحة للاندماج والمفاضلة بين هذه الحلول من نواح اقتصادية وتكنولوجية. وتم استعراض الدور الذي تلعبه المواصفات والمقاييس الدولية، التي ستشكل مستقبل هـذه الصناعة.
واستعرضت الندوة ظهور "الإيثرنت الناقل" كعامل رئيس في اندماج الشبكات السلكية والثابتة، والخيارات التكنولوجية لشبكات الإيثرنت الناقلة، واتجاهات السوق في الاندماج، والاتجاهات في الشبكات البصرية، مع شرح لبعض النماذج العالمية للاندماج.
أكد الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن سالم الرويس رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لهندسة الاتصالات، وكيل جامعة الملك سعود أن العالم شهد خلال الفترة الماضية تطورات هائلة في وسائل الاتصالات وتقنية المعلومات، مما أدى إلى حدوث نقلة نوعية في نواحي الحياة المعاصرة كافة، موضحا أن الاتصالات حالياً تمثل اقتصاداً ضخماً بحد ذاته، كما تعد عظيمة التأثير في زيادة فعالية القطاعات الإنتاجية الأخرى المكونة للاقتصاد الوطني لكل دولة وفي الاقتصاد العالمي بشكل عام، لا سيما في قطاعات التجارة والصناعة والخدمات.
وبيّن الرويس لدى افتتاحه ندوة "الاندماج بين شبكات الاتصالات السلكية والثابتة"، مساء الثلاثاء الماضي، التي ألقاها البروفيسور ستيفن فيرجيسن، أن هذه القفزات الهائلة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات قد انعكست على جوانب عديدة من الحياة المدنية المعاصرة فأدت إلى خلق أنماط جديدة من التعليم والتدريب ونشر المعرفة، وأسهمت في سرعة أداء الأمور المالية والإدارية ووفرت وسائط جديدة للإعلام والنشر. كما أصبحت هندسة الاتصالات بتقنياتها المتطورة العمود الفقري في عمليات المراقبة والاتصال والتحكم الأمنية وحولت تقنيات الرادار والاتصال الحديثة ساحات المعارك إلى ساحات حرب إلكترونية.
دور الجمعية في تنمية أداء قطاع الاتصالات
وحول مدى إسهام الجمعية في تنمية أداء قطاع الاتصالات وخدمة مجتمع الاتصالات في المملكة تقنيا واجتماعيا، أوضح الرويس لـ "الاقتصادية" أن الهدف الرئيس للجمعية هو ربط كل الجهات المعنية بقطاع الاتصالات في المملكة؛ وهي الجهات الحكومية، ومزودي الخدمة، والمؤسسات البحثية، والجمهور بشكل عام، مضيفا أن عملية الربط تسهم في توعية الجمهور بالخدمات الجديدة التي يطرحها مزودو الخدمة ومحاولة شرح ملابساتها، ومدى قبولها لدى الجمهور المعني، مشيرا إلى أن إحدى الخدمات قد يكون لها بعض ردات الفعل المعاكسة، على سبيل المثال التلفاز النقال؛ بسبب سوء الاستخدام أو التطبيقات.
وقال إن الجمعية تسعى للتنسيق مع مزودي الخدمة، والقطاع الحكومي، والمؤسسات حول نقل وجلب التقنيات إلى المملكة، مع إقناع هذه الأطراف كافة بأن يكون هناك توطين لهذه التقنيات. وأضاف أن الجمعية تسهم أيضا بشكل أساسي في جلب الخبرات العالمية لشرح التقنيات المستجدة وعرضها أمام المهندسين والمخططين والعاملين في قطاع الاتصالات والجمهور كي تكون هذه التقنيات واضحة تماما، سواء كانت هذه التقنيات تتعلق بمجال تقنيات قطاع الاتصالات، أو كيفية إدارة هذا القطاع.
جاهزية البنية التحتية
وزاد الدكتور الرويس بقوله "تسعى الجمعية إلى التنسيق بين قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من خلال التواصل بين العاملين فيه، وعقد الندوات والحلقات الدراسية والدورات في مجال هندسة الاتصالات وتقنية المعلومات، والمشاركة في المؤتمرات والمعارض المحلية والدولية، علاوة على العمل على تطوير التعليم والتدريب في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، وتطوير معايير ممارسة المهنة في قطاع الاتصالات".
وفيما يتعلق بمدى جاهزية البنية التحتية في المملكة لتطبيق مثل هذه التقنيات الجديدة، أفاد الرويس أن الهيئة السعودية للاتصالات وتقنية المعلومات تقوم بدور كبير جدا في أن تجعل البنية التحتية جاهزة وحاضرة لكل المستجدات التي تطرأ على قطاع الاتصالات، وذلك من خلال التراخيص التي تصدرها الهيئة لمزودي الخدمة الجدد، مشيرا إلى أنه إلى عهد قريب كان هناك مزود خدمة واحد فقط، أما الآن فقد أصبح لدينا أكثر من مزود خدمة، خاصة في مجال قطاع خدمات المعلومات، مؤكدا أن مزودي الخدمة الجدد يسهمون بشكل كبير جدا في تنمية البنية التحتية لقطاع الاتصالات، علاوة على أن شركة الاتصالات السعودية لديها بنية تحتية جيدة ويتوافر لدى المملكة بشكل عام بنية تحتية جيدة، وكل ما في الأمر أن هذه الخدمات المستجدة يرتب لها بعض الخدمات أو التقنيات الإضافية التي تجعل من مستجدات التقنيات والخدمات واقعا ملموسا.
ثورة النطاق العريض
وأضاف "وفي تصوري خلال العام أو العامين القادمين سنشهد ثورة كبيرة جدا في إدخال ما يعرف بخدمات النطاق العريض بشكل خاص، سيما وأن قطاع التعليم، بصفتي أحد العاملين به، يسعى بشكل أساس إلى نقل الكثير من خدمات التعليم من الجامعات الرئيسة في المملكة في الرياض وجدة والدمام إلى مناطق أماكن أخرى خاصة الجامعات الجديدة وكليات المجتمع المنتشرة في المملكة؛ فالقطاع التعليمي الآن أسًّس ما يُعرف بالتعليم الإلكتروني، ومركزه الرئيس وزارة التربية والتعليم العالي، وله فروع في الجامعات الرئيسة".
وزاد "إن نقل المؤسسات التعليمية الرئيسة إلى الجامعات الجديدة وكليات المجتمع المنتشرة في أنحاء المملكة سيشكل ضغطا كبيرا على مزودي الخدمة وإقبالا شديدا على الخدمات التي يوفرها مزودو الخدمة. وسيجعل قطاع الاتصالات يشهد اتساعا كبيرا جدا، وبالتالي سينعكس ذلك على تنمية أداء الاقتصاد الوطني بشكل عام.
دوافع الاندماج
وحول دوافع تبني ظاهرة "الاندماج" في قطاع الاتصالات أجاب الرويس "إن دوافع الاندماج، أو التكامل كما يحلو للبعض أن يُطلق عليه، كثيرة منها دوافع تقنية، وخدمية، واقتصادية، ودوافع بغرض تسهيل تقديم الخدمة، وتلك الدوافع الأربعة معا جعلت مزود الخدمة يولي عناية كبيرة جدا بالخدمات الجديدة، ليس فقط على مستوى مزودي الخدمة الرئيسيين، أو مزودي الخدمات المكتفين بخدمات واحدة، أو قطاعات واحدة مثل مزود الخدمة في الاتصالات المتنقلة، أو مزود الخدمة للبيانات فقط، بل الجميع يعنيهم أن تقدم هذه الخدمات في أي وقت دون الشروع في بناء شبكة جديدة؛ فجميع مزودي الخدمة يعنيهم أن تكون هذه الخدمات متوافرة في أي وقت دون الشروع في إنشاء شبكة جديدة لتقدم هذه الخدمات، فتحاول الشركات إيجاد شبكات تقدم الخدمة في أي وقت وفي أي مكان يحتاج إليه المستخدم، والمستخدم نفسه في بيته أو مكتبه يستطيع الحصول على باقة من الخدمات بصورة سهلة جدا، وضمن فاتورة واحدة متى ما شاء وفي أي وقت دون الحاجة لسداد فواتير الاشتراك في الإنترنت والثابت والجوال، فتأتي فاتورة واحدة لكافة هذه الخدمات متى ما شاء وفي أي وقت.
أيضا تحرير سوق الاتصالات أسهم بدرجة كبيرة جدا في تقبل جميع المستجدات الموجودة بسبب عنصر المنافسة؛ فلا يرغب مزود خدمة أو تقنية جديدة بأن يرى عملاءه ينتقلون إلى مزود خدمة آخر، أو الشركة المنافسة لعدم توافر خدمة أو تقنية جديدة لديه، ودائما يحتاط مزود الخدمة القديم أو الجديد لكسب عملاء جدد، وكل هذا أتى من تحرير السوق وعنصر المنافسة خلق مثل هذا التوجه.
فوائد الاندماج
وفيما يتعلق بالفوائد العائدة على مزودي الخدمة والمستهلكين من اندماج الشبكات السلكية والثابتة، أوضح الرويس أن عملية الاندماج ستسهم بشكل كبير في تقليل التكلفة؛ فمزود الخدمة بإدخال هذه التقنية سيساهم في خفض التكاليف التي يتكبدها، فضلا عن تسهيل تقديم الخدمة للمستخدم الذي يصبح بوسعه الحصول على أي تفاصيل حول فواتيره الخاصة في أي وقت وفي أي مكان، ومن خلال فاتورة واحدة لجميع الخدمات يصبح الأمر ميسرا على المستهلك في التعامل مع الخدمات كافة من جوال، وإنترنت، وثابت.
وفيما يتعلق بأوجه التعاون مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، أعلن الرويس أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين الجمعية والهيئة، للتعاون المشترك في مجالات المعايير وتطبيقات وخدمات الاتصالات والمؤتمرات العلمية في لقاء في مقر الهيئة جمع عددا من كبار المسؤولين فيها مع أعضاء مجلس إدارة الجمعية، حيث تبادل المجتمعون الآراء حول سبل التعاون للارتقاء بالاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة ومهنية العاملين فيها، منوها إلى أنه سيتم انعقاد ندوة خلال الأسبوع الأول من حزيران (يونيو) المقبل سيتحدث خلالها محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور محمد بن إبراهيم السويل حول التطورات الجديدة في سوق الاتصالات السعودية.
الرؤية المستقبلية للجمعية
وحول الرؤية المستقبلية للجمعية، أفاد الأستاذ الدكتور الرويس أن الجمعية السعودية لهندسة الاتصالات ستعمل على خدمة مجتمع الاتصالات في المملكة على المستويين التقني والاجتماعي، وستعمل على توفير الحصول على المعرفة في أي وقت ومن أي مكان، مع المساهمة في تنمية أداء قطاع الاتصالات، فضلا عن التعاون والتنسيق المستمر مع الجهات الحكومية كالجامعات، مراكز الأبحاث، الوزارات، الهيئات المتخصصة، شركات تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات، والشركات، والمؤسسات التجارية العاملة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، علاوة على مشاركة هذه الجهات المختلفة في رسم سياسة الجمعية وتوجيهها بما يخدم تطور قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة.
عضوية الجمعية
من جانبه، قال الدكتور صالح الحارثي عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة الإعلامية والعلاقات العامة للجمعية السعودية لهندسة الاتصالات لـ "الاقتصادية" إن فكرة إنشاء الجمعية تأتي ترجمة للأهمية الكبيرة التي تمثلها هندسة وتقنيات الاتصالات في حياتنا المعاصرة. واستناداً للقواعد المنظمة للجمعيات العلمية الصادرة بقرار مجلس التعليم العالي المتوج بموافقة خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس التعليم العالي، فقد أنشئت الجمعية بقرار من مجلس جامعة الملك سعود كإحدى الجمعيات العلمية والمهنية المتخصصة في مجال هندسة الاتصالات، وبتاريخ 4 ربيع الآخر 1427هـ الموافق 2 أيار (مايو) 2006م اجتمعت الجمعية العمومية للجمعية السعودية لهندسة الاتصالات حيث تم انتخاب أول مجلس إدارة.
وأضاف الدكتور الحارثي "إن طلب الانضمام إلى عضوية الجمعية مفتوح لجميع مهندسي الاتصالات والمهتمين بهذا القطاع في المملكة العربية السعودية؛ فعضوية الجمعية السعودية لهندسة الاتصالات متاحة للعاملين والمهتمين بمجال هندسة الاتصالات وتقنية المعلومات الحاصلين على درجة علمية ذات علاقة بعمل الجمعية ويصبح العضو عاملا بعد دفع الرسوم المقررة كما هو مبين على موقع الجمعية الإلكتروني www.sts.org.sa. كما تقدم الجمعية عضوية شرفية لمن يقدم خدمات مالية ومعنوية مرموقة من الأفراد أو المؤسسات. ويمكن للمؤسسات والشركات والهيئات العاملة في مجال الاتصالات الحصول على عضوية هيئة تتيح لمجموعة من منسوبيها الاشتراك في نشاطات الجمعية، منوها إلى أن الجمعية تقدم عضوية انتساب للفنيين والعاملين في مجال اهتمام الجمعية، كما تقدم عضوية انتساب مخفضة الرسوم للطلاب الدارسين في مجال هندسة الاتصالات".
واختتم الحارثي تصريحه بقوله " يأتي اهتمام الجمعية السعودية لهندسة الاتصالات برعاية هذه الندوة انطلاقا من التزامها بدورها في دفع عجلة الاقتصاد المبني على المعرفة في المملكة وتشجيع الحركة البحثية في هذا المجال الحيوي وتيسير جميع السبل للحصول على العلوم والمعرفة، وندعـو جميع المهتمين من أفراد وشركات وقطاع عام إلى توحيد الجهود والمشاركة في دعم الجمعية ولمناقشة ذلك يمكن الاتصال برئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة من خلال الموقع الإلكتروني للجمعية".
الجمعية وتنمية الفكر العلمي
وقال المهندس إبراهيم العباس عضو مجلس الإدارة ورئيس اللجنة العلمية لـ "الاقتصادية" إن "الجمعية تهدف إلى تنمية الفكر العلمي والهندسي في مجال هندسة الاتصالات وتقنية المعلومات، وتعمل الجمعية على تشجيع إجراء البحوث والدراسات وتقديم المشورة العلمية في مجال الاتصالات، إضافة إلى إصدار الدراسات والنشرات والدوريات العلمية في مجال هندسة الاتصالات وتقنية المعلومات".
وتابع بقوله "تتضمن المجالات العلمية والهندسية للجمعية نظرية المعلومات، الاتصالات الرقمية، الاتصالات اللاسلكية النقالة، الهوائيات وانتشار الموجات الكهرومغناطيسية، معالجة الإشارات والصور، الاتصالات العسكرية، اتصالات الأقمار الصناعية، الاستكشاف عن بعد، التأثيرات الصحية والبيئية للمجالات الكهرومغناطيسية، اتصالات الوسائط المتعددة، شبكات الاتصالات، الاتصالات الآمنة وأمن المعلومات، الاتصالات البصرية، الأنظمة الإلكترونية، التنظيمات والتشريعات، المواصفات والمقاييس والمعايرة، والاتجاهات الحديثة للاتصالات وتقنية المعلومات".
لمحة عن محاور الندوة
وتناول البروفيسور ستيفن فيرجسون، مدير استراتيجيات التسويق لمنتجات شبكات النطاق العريض لدى شركة "إريكسون" أهمية الاندماج بين شبكات الاتصالات السلكية والثابتة قائلا "يعد الاندماج بين الاتصالات السلكية والثابتة أمرا مهما جدا سيحدث علامة فارقة في عالم تكنولوجيا الاتصالات، نظرا لكونها تغير من البنية الأساسية لصناعة الاتصالات بشكلها الحالي".
وذكر البروفيسور ستيفن فيرجسون أن أهمية الاندماج تكمن في تخفيض تكاليف التشغيل والسماح بتقديم خدمات جديدة بسهولة وبشكل مستقل لا يعتمد على طبيعة تكنولوجيات الشبكة؛ أي فصل الارتباط بين نوعية الخدمات التي يمكن تقديمها وطبيعة تكنولوجيا الشبكة. ومن أهم معالم هذا الاندماج والتوجه الحديث في شبكات الاتصالات حسب البروفيسور ستيفن فيرجسون هو علو شأن شبكات الألياف البصرية وشبكات (الإيثرنت الناقلة) –Carrier Eathernet-. كما تطرقت الندوة بشكل مفصل لإيجابيات وسلبيات الحلول المقترحة للإندماج والمفاضلة بين هذه الحلول من نواح اقتصادية وتكنولوجية. وتم استعراض الدور الذي تلعبه المواصفات والمقاييس الدولية، التي ستشكل مستقبل هـذه الصناعة.
شبكات الجيل التالي
وأشار البروفيسور فيرجسون إلى شبكات الجيل التاليNGN التي تعني تطورات أساسية في هيكل الاتصالات والشبكات والتي ستنتشر خلال الفترة المقبلة. وأبان أن الفكرة العامة لمصطلح شبكات الجيل التالي هي قيام شبكة واحدة بنقل كل المعلومات والخدمات (الصور والمعلومات وجميع صور الإعلام مثل الفيديو) عن طريق تجميعها في رزم واحدة مبنية على بروتوكول الإنترنت IP.
تلفاز الإنترنت والتلفاز الجوال
كما تحدث فيرجسون حول نظام (تلفزيون بروتوكول الإنترنت IPTV) وهو نظام رقمي تقدم فيه خدمات التلفزيون الرقمية باستخدام تقنية الاتصال عبر الإنترنت من خلال شبكة أساسية يرتبط المستخدمون بها عبر تقنيات النطاق العريض. وللمستخدمين في المناطق السكنية، فإن تقنية خدمات التلفزيون عبر بروتوكول الإنترنت يتم تقديمها من ضمن خدمات الأفلام أو الفيديو بالطلب، أو ربما تقدم مع خدمات الإنترنت.
وأضاف أن الاندماج التقني (والتجاري) بين خدمات التلفزيون عبر بروتوكول الإنترنت، وتقنية الاتصال (المكالمات) عبر بروتوكول الإنترنت، وخدمات البيانات المختلفة عبر الإنترنت يتم الإشارة له باسم (اللعبة الثلاثية)، أي خدمات التلفزيون، الصوت (المكالمات)، والبيانات في شبكة واحدة.
وفي مجال الشركات والأعمال قال فيرجسون إن تقنية خدمات التلفزيون عبر بروتوكول الإنترنت يمكن استخدامها لتوصيل محتوى تلفزيوني عبر الشبكات الداخلية وشبكات الشركات. وأشار إلى أن تقديم خدمات التلفزيون عبر الإنترنت يجنب المؤسسات والشركات الحاجة لوضع بنية أساسية لتوصيل خدمات اللقطات المصورة وتبادلها.
ومن بين فوائد الشبكات المستندة إلى بروتوكول الإنترنت، بحسب فيرجسون، وجود مميزات الاندماج وخدمات التحويل التي تتضمن الربط بين الخدمات الموجودة بالفعل لتقديم خدمات جديدة بقيمة مضافة. على سبيل المثال يمكن أن يظهر رقم من يتصل بالهاتف على شاشة التلفزيون وإمكانية التعامل مع المكالمة بالرد عليها أو إرسال رسالة بالبريد الإلكتروني. وخدمات بروتوكول الإنترنت ستسهم في إمكانية الوصول للمعلومات والتعامل معها عبر شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر أو الهاتف المحمول. وقد بدأت بالفعل خدمات مشاهدة بعض القنوات التلفزيونية من خلال الهاتف المحمول، أو ما يطلق عليه البعض (التلفزيون الجوال).
وتطرق فيرجسون إلى بعض أوجه القصور الخاصة بتلك التقنية نظرا لكون تقديم خدمات التلفزيون عبر بروتوكول الإنترنت يتأثر بشكل ملحوظ بخسارة بعض حزم الاتصال وتأخر بعض الحزم في حالة بطء الاتصال. ولذلك فإن نشر خدمات النطاق العريض Broadband من قبل مزودي الخدمة يجري بشكل متسارع لتكون في متناول جميع المستخدمين سواء من قطاع الأعمال أو المنازل. كما تناول ظهور "الإيثرنت الناقل" كعامل رئيس في اندماج الشبكات السلكية والثابتة، والخيارات التكنولوجية لشبكات الإيثرنت الناقلة، واتجاهات السوق في الاندماج، والاتجاهات في الشبكات البصرية. وأشار فيرجسون إلى بعض نماذج الاندماج لدى شركة "إريكسون" وغيرها.
ونوه إلى أن توجهات الاندماج ستمكن الشركات من توفير طرق مرنة وعملية للعاملين الذين سيعملون بحرية دون أن يحدهم وقت، أو مكان، أو وسيلة اتصال، أو طريقة عمل أثناء أداء مهام عملهم. وبهذه الطريقة، فإن العاملين سيتمكنون من تقديم المزيد من الخدمات لعملائهم، مما سيترجم للمزيد من التنافسية لشركاتهم. كما سيرى العاملون أن هذه المرونة تمكنهم من الحصول على ما يريدون وسيزيد حماسهم تجاه العمل والوصول لآفاق أعلى في الأداء ومستوى العمل.
وفي مداخلة للدكتور صالح الحارثي تختلف في الرأي حول جدوى ما أشار إليه الخبير الدولي من أنه ينصح مزودي الخدمة بالعمل على توفير محتوى خاص بهم بدلا من التركيز على نشاط الشركة والقيام بالتحالفات مع شركات المحتوى، أجاب فيرجسون "ينبغي لمزودي الخدمة توفير محتوى خاص بهم من خلال إنشاء وحدة كاملة تابعة لهم"، مستشهدا على ذلك "ببدء شركات المحتوى الأصلية مثل جوجل وياهو في تطوير شبكات خاصة بهم".
اجتذبت هذه الندوة لـ "الجمعية السعودية لهندسة الاتصالات" مجموعة كببيرة من الزوار من أنحاء المملكة، من بينهم المسؤولون في الحكومة والقطاع الخاص، وأساتذة الجامعات، والعاملون في قطاع الاتصالات والعملاء. وقد ذكر الدكتور الحارثي أن الجمعية ستنشر شرائح البروفيسور فيرجسون على موقع الجمعية الإلكتروني لتعم الفائدة، وذلك بعد الحصول على موافقة رسمية من قبل المحاضر www.sts.org.sa.