مزاحمة "الوافدات" تقلل من فرصة انتشار أعمال المصممات السعوديات

مزاحمة "الوافدات" تقلل من فرصة انتشار أعمال المصممات السعوديات

مزاحمة "الوافدات" تقلل من فرصة انتشار أعمال المصممات السعوديات

تتحكم العشوائية في سوق المصممات السعوديات اللاتي يشكون عدم وجود مناخ ملائم للعمل والإبداع وسط مجموعة من التعقيدات التي تقلل من فرص تسويق منتجاتهن بشكل مرض ويحقق لهن عائداً مادياً جيداً.
وتتركز شكاوى المصممات السعوديات في استحواذ المنتجات الغربية من العلامات المعروفة والمشهورة على إعجاب النساء السعوديات، إضافة إلى المنافسة الحامية من قبل مصممات عربيات وغربيات يعملن في السعودية ويحظين بنوع من الدعاية يجعل الإقبال عليهن كبيراً، يفوق ما لدى المصممات المحليات.
وتواجه مصممات الأزياء السعوديات بصفة خاصة عقبات كبيرة تهدد مسيرتهن العملية وسط منافسة ليست بالهينة من مصممين ومصممات عرب وعالميين، راهنوا على الأسواق الخليجية، فاقتحموها بثقة وخبرة كبيرتين، بعد أن درسوا جيداً أذواق النساء الخليجيات، وبخاصة السعوديات، وعرفوا كيف يتعاملون مع الوضع، فكسبوا الرهان بامتياز.
ويساعد انخراط الخليجيين بالمجتمعات الغربية بصورة مكثفة واندماج البعض في الحياة الاجتماعية هناك، من خلال كثرة السفر والسياحة والدراسة، على التقليل من الخصوصية السعودية فيما يتعلق بالأزياء والموديلات وليدة البيئة الخليجية، باستثناء الأزياء الشعبية والبدوية، التي ظلت محصورة في موديلاتها وأشكالها، واقتصر انتشارها على فئة معينة، وبخاصة كبيرات السن.
ويرى متابعون أن ما يعجب المرأة الغربية، بات يحظى بإعجاب المرأة في منطقة الخليج أيضاً، الأمر الذي قلل من نجاح المصممة السعودية وأضعف من فرصتها في أن تحقق أحلامها العملية في الشهرة والانتشار.
وتحذر المصممة السعودية عائشة محمد من تسرب اليأس إلى عشرات المصممات السعوديات، وقالت "هناك الكثير من المصممات السعوديات ما زلن يبحثن عن فرصة مناسبة لإثبات أنفسهن في عالم التصميم، إلا أن معظمهن لا يجدنها وسط مقارنة غير عادلة بينهن وبين المصممات الأخريات اللاتي يعملن بحرية أكثر وفي بيئة عمل مشجعة على كثرة الإنتاج والإبداع".
وتضيف عائشة "يجب أن نعلم أن المصممة السعودية تتميز بأنها نشأت على حب التصميم منذ الصغر، وتتخذها هواية قبل أن يكون مصدر دخل ووظيفة، وهذا يؤهلها لأن تعطي بلا حدود، وتبدع أكثر في عملها بإيجاد أفكار جديدة وتصاميم مبتكرة حديثة تتماشى مع روح العصر، ولا تخلو من خصوصية تميز البيئة المحلية، إلا أن كل ما ينقصها هو الالتفات إليها وحل مشكلاتها التي هي ليست بالمعضلة، ومن ثم منحها الثقة الكافية وتهيئة المناخ لها للإبداع".
وأوضحت أن أهم المشكلات التي تواجه المصممات السعوديات عدم وجود معارض خاصة بهن تحتضن إنتاجهن، إذ تعتمد كل مصممة على الاجتهادات الشخصية في إيصال تصاميمها للمستفيدين، سواء في صالات العرض في الفنادق أو المعارض، وهي مكلفة للغاية، ولا يقدر عليها الكثيرات.
وتزيد "أعرف عشرات المصممات السعوديات اللاتي تسرب اليأس إلى نفوسهن، وتوقفن عن التصميم تماماً في منتصف الطريق، بعد أن فقدن الأمل في الانتشار، وفي الوقت نفسه هناك من رفضن الاستسلام لليأس، وواصلن العمل، فحققن جزءاً من أحلامهن، إلا أنهن ما زلن في بداية الطريق".
من جانبها تدعو المصممة السعودية ميثاء السديري إلى حل مشكلات المصممات في أسرع وقت، وتقول "أرى أن المصممات السعوديات ثروة حقيقية يجب الحفاظ عليهن ومساعدتهن على الإبداع بتنظيم المعارض التي تصل بإنتاجهن إلى المستهلكين، وهذا الأمر ليس بالصعب أو المستحيل، إلا أنه يحتاج إلى نوع من التنظيم الدقيق من جهة ما تتولى هذا الأمر بالرعاية والاهتمام".
وأشارت السديري إلى ضرورة إيجاد جمعية تجتمع تحت مظلتها جميع المصممات السعوديات، سواء في الأزياء أو الديكور أو الإكسسوارات، ويتبادلن فيها الأفكار، ويناقشن المشكلات ويحددن من خلالها الخطط العامة لأسلوب العمل والأولويات التي ينطلقن منها، وفق منهجية معينة تحقق لهن الشهرة والانتشار المطلوبين.
وتقول إن من أهم أولويات الجمعية أن توفر للمنضمات إليها فرصة إقامة معارض داخلية وخارجية، والاطلاع على الأعمال الخارجية لاكتساب الخبرة والاستفادة مما وصل إليه الآخرون، مشيرة إلى أنها تسعى إلى جمع زميلات المهنة لتأسيس هذه الجمعية في أقرب وقت ممكن بعد موافقة الجهات الرسمية.
وتشير السديري إلى أن الساحة الخليجية تتنافس فيها مصممات من جنسيات عربية وخليجية، أشهرها على الإطلاق الجنسية اللبنانية التي يوجد منها مصممات على درجة كبيرة من المهارة والإتقان، بيد أنهن يفقدن الخصوصية التي تميز البيئة المحلية في إنتاجهن، سواء كان أزياء أو إكسسوارات أو ديكورا، مؤكدة أن الأسواق السعودية متعطشة للتصميمات النابعة من البيئة السعودية، التي لا يقدر على إبداعها سوى المصممات السعوديات، ما يشير إلى أن الفرصة ما زالت مهيأة للمصممات السعوديات للعمل والإبداع.
وتوضح السديري أن الاهتمام بالمصممات السعوديات وعملهن، من شأنه أن يوسع من أعمالهن، كما أن إنشاء مشاغل وورش عمل يتطلب بالتالي عمالة مدربة، وهي فرصة حقيقية لتوظيف المزيد من الفتيات السعوديات في هذه المشاغل والورش، ونكون بهذا الأمر كمن ضرب عصفورين بحجر واحد.

الأكثر قراءة