الأمير سلمان يزور دار الجوف للعلوم التابعة لمؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية
زار الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أمس دار الجوف للعلوم التابعة لمؤسسة الأمير عبد الرحمن السديري الخيرية في سكاكا.
وقد استمع الأمير سلمان في بداية الزيارة إلى شرح من مساعد مدير عام المؤسسة سالم بن حمود السالم عن الدار والإنجازات التي حققتها خلال الفترة الماضية ثم تجول في الدار واطلع على قاعة إصدارات المؤسسة ومعرض حضارات الكتاب وقسم الدوريات والمكتبة العامة التي تضم قاعة المطالعة الرئيسية وقسم التصوير وقسم المراجع الأجنبية وقسم الدوريات.
كما اطلع أمير منطقة الرياض على قاعة العرض والمحاضرات وشاهد فيلماَ وثائقيا عن مؤسسة الأمير عبد الرحمن السديري الخيرية: تأسيسها وأهدافها والإنجازات التي حققتها منذ إنشائها في البرامج والمشاريع الثقافية والخيرية والتعليمية وكذلك إصدارات المؤسسة.
وسجل الأمير سلمان بن عبد العزيز كلمة في سجل الزيارات قال فيها: في هذا اليوم الخميس 23/4/1428هـ زرت مؤسسة الخال عبد الرحمن السديري الخيرية في الجوف خلال زيارتي للمنطقة برفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، وإنني لسعيد بزيارة هذه المنطقة العزيزة على قلبي وقد سرني ما رأيت في سكاكا وأرجو للمنطقة الازدهار والتقدم وأن تكون هذه الزيارة فاتحة خير للمنطقة وأبنائها الأعزاء. في زيارتي للمؤسسة ما رأيت من عمل يرجو مؤسسها عندما أسسها الخير لأبناء المنطقة والثواب من الله عز وجل، أرجو له الرحمة ولأبنائه التوفيق والعمل على استمرار تطويرها، والله يوفقنا جميعاً للعمل الصالح.
وقال الأمير سلمان في تصريح صحافي بعد الزيارة "خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يخدم بلده ويخدم كل بلاده وكل مواطن، وزيارته للمنطقة هذه بالذات فيها معرفة احتياجاتها والعمل على تطويرها ورقيها، وسنسمع إن شاء الله اليوم ما يسرنا.
وأضاف أمير الرياض: أنا أزور هذه المؤسسة لثلاثة أسباب.. أولها .. لأهدافها الطيبة للعناية بالقرآن وفي نشاطها الثقافي الشامل وفي عنايتها بالتعليم وهذه معروفة لديكم.
ثانياً .. وفاء لهذا الرجل الخال عبد الرحمن السديري لأن هذا عمل صالح أرجو من الله عز وجل له الثواب وأرجو لأبنائه التوفيق في مواصلة عملهم.
ثالثا .. أنه سبق أن رغب أن أزور هذه المؤسسة ولم أتمكن في حياته وهأنا أحققها اليوم والحمد لله بفضل الله ثم بفضل خادم الحرمين الشريفين الذي كنت معه في هذه الزيارة.
وأردف الأمير سلمان يقول "المكتبة على ما رأيت مكتبة شاملة وأرجو إن شاء الله لها التوفيق وأدعو أبناء هذه المنطقة وزوارها لزيارة المكتبة.
رافق أمير الرياض خلال الجولة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز والأمير تركي بن سلمان بن عبد العزيز والأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز والأمير نايف بن سلمان بن عبد العزيز ووكيل إمارة منطقة الجوف أحمد بن عبد الله آل الشيخ.
وتعود جذور مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية التي تم تأسيسها بأمر ملكي عام 1403هـ /1983م إلى ما قبل ذلك التاريخ بعقدين من الزمان، حيث كانت البداية بمكتبة عامة أنشأها المؤسس الأمير/ عبد الرحمن بن أحمد السديري أمير منطقة الجوف السابق في مدينة سكاكا عام 1383هـ /1963م سعيا منه للمساهمة في نشر الوعي والعلم والثقافة بين أبناء منطقة الجوف.
وتعد المكتبة المعروفة حاليا باسم - دار الجوف للعلوم - صرحا علميا وثقافيا متميزا في المنطقة إذ تبلغ مساحتها نحو 2350 مترا مربعا وتضم قسمين كبيرين منفصلين أحدهما للرجال والآخر للنساء. وقد ارتفع رصيدها من الكتب والمراجع حتى شعبان 1421هـ تشرين الثاني (نوفمبر)2000م إلى ما يزيد على 92.000 مجلد ونحو 250 دورية، بالإضافة إلى ما تضمه الدار في مجموعتها الخاصة من الوثائق والمخطوطات والطوابع والخرائط والرسائل والكتب الأصلية للرحالة الذين مروا بالمنطقة، إلى جانب مجموعة نادرة من النقود المعدنية. وتستخدم الدار أجهزة الحاسوب في جميع أعمالها الإدارية والفنية، كما تضم بين مجموعاتها العديد من الوسائل السمعية والبصرية والأفلام السينمائية والميكروفيلم والشرائح الملونة والأقراص المدمجة وشرائط الفيديو.
وقامت المؤسسة في عام 1997م بإتاحة خدمة الإنترنت العالمية في قسمي الرجال والنساء لتكون رائدة في هذا المجال في شمال المملكة. ويوجد في الدار قسم للتبادل والهدايا يرحب بالتبادل الثقافي في مجال الكتب والمطبوعات مع جميع المكتبات ومراكز البحث المهمة في جميع أنحاء العالم. كما قامت الدار بنشر مجموعة من الكتب المهمة في الشعر النبطي وتاريخ منطقة الجوف، وأصدرت ملفا ثقافيا دوريا نصف سنوي باسم "الجوبة" وقد صدر آخر عدد (رقم13) في جمادى الآخرة 1418هـ، وقد قامت المؤسسة بإصدار مجلة "أدوماتو" وهي مجلة أثرية محكمة نصف سنوية تختص بآثار الوطن العربي صدر العدد الأول منها في كانون الثاني (يناير)، والثاني في تموز (يوليو) 2000.
وقد قامت المؤسسة بنشر العديد من الدراسات المتعلقة بمنطقة الجوف مثل ترجمة كتاب الرحالة النمساوي الويس موسيل (الصحراء العربية)، وكذلك دراسة معمارية أثرية (حي الدرع في دومة الجندل) للباحثة / حصة بنت عبيد بن صويان الشمري، ومجموعة قصصية للأديب / عبد الرحمن الدرعان، ودراسات عن نقوش قرية (قارا) الثمودية للدكتور / سليمان الذييب، وجار حاليا أستكمال ترجمة كتب الرحالة الأجانب الذين مروا بالجوف إلى اللغة العربية.
كما تقدم المؤسسة جائزة الأمير عبد الرحمن بن أحمد السديري للتفوق العلمي، على هيئة بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنويا، لأحد المتفوقين في الثانوية العامة من أبناء المنطقة. وتتيح المؤسسة لأبناء وبنات المنطقة العديد من الأنشطة الثقافية المتنوعة، من خلال المحاضرات والندوات التي تقام على مدار العام. إلى جانب عقد الدورات المتخصصة في شتى المجالات التي يستفيد منها الزوار والزائرات مثل تعليم اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي.