نحن في أزمة دائمة

[email protected]

حين تقرأ الصحف يوميا, تجد أننا نعاني جملة من الأزمات ولا أقول المشكلات, أي أن الأزمة أشد معاناة من المشكلة, فقد تعني الأزمة عدم وجود حل آني لها, لعدم وجود القدرة على الحل من قدرات بشرية أو إمكانات, والأزمة تعاني حالة انتظار ووقت تستغرقه أكثر من المشكلة, وهي تعني استمرار المعاناة ومن دون معرفة متى تنتهي. أستعرض هنا بعض الأزمات التي نعانيها في وطننا بدون ترتيب محدد لها, وهي مشاهدة للجميع كل يوم من خلال وسائل الإعلام المختلفة. نبدأ أولاً بأزمة المياه التي أصبحت هاجس كل منطقة وبقعة من بقاع هذا الوطن, أزمة الكهرباء التي أصبحنا نشاهد انقطاعات لها هذه السنة, ومعاناة المصانع لها أيضا, وهجرتها بالتالي إلى كثير من الدول التي ترحب بها, أزمة الصحة والتطبيب التي أصبحت مأساة حقيقية لا يجدها المواطن وأصبح الإهمال والموت مصير كل من يعاني مرضا مزمنا, أزمة القبول في الجامعات, أزمة المناهج الدراسية المتدنية, أزمة مخرجات التعليم التي أصبح التعليم من خلالها هدرا ماليا لا معنى له, أزمة الدكاترة في الجامعات وشهاداتهم المزورة, أزمة السكن التي حلولها من أسهل الحلول, أزمة الفقر التي أصبحت طاغية لدينا رغم حملات النفي من بعض الوزراء, أزمة البطالة التي يعانيها الشباب من الجنسين ووصلنا لأرقام نشاهدها في أوروبا وليس في دولة ذات اقتصاد ناشئ يحتاج لكل يد عاملة ويملك في الوقت نفسه في أراضيه أكثر من ثمانية ملايين عامل أجنبي, أزمة الإرهاب والقتل والإخلال بالأمن من أبناء هذا الوطن, أزمة استغلال الدين وجعله ستاراً في جمع الأموال لتمويل الإرهاب، وآخر ما أعلن أخيرا عن وجود أحد الحسابات المصرفية بما يقارب 120 مليون ريال! أزمة شحذ همم الشباب لإرسالهم إلى الخارج باسم الجهاد والقتال ضد الكفار, ولا أعرض أيهما أولى جهاد النفس أم جهاد الآخرين؟ أزمة الفساد الحكومي وما أعلن أخيرا عن وجود أكثر من ستة آلاف قضية فساد حكومي سواء كانت تزويرا أو سرقة أو غشا وغيره, أزمة المطارات التي تعد في أسوا حالاتها، خاصة مطار الملك عبد العزيز, ولا أعرف سر هذا المطار ومعاناته فهو أشبه بمطار شاهدته في الصين في أصغر مدنها قبل ثمانية عشر سنة, أزمة الغش التجاري والتزوير من العمالة الوافدة، كل يوم نشاهد هذه المعاناة, أزمة وجود موظفي دولة وحكومة لهم أكثر من 30 سنة في مراكز مالية لم يحدث فيها أي تغيير أو ضخ دماء جديدة فيها, أزمة الشركات المدرجة في سوق الأسهم وسيطرة مجالس إدارات عليها منذ عقود وتشبث لا فكاك عنه, أزمة النقل المدرسي والزحام الذي لا ينتهي, أزمة طرق، خاصة المنطقة الشرقية أصبحت "مذبحة" للمارين بها يوميا, أزمة الصرف الصحي السيئ منذ سنوات, أزمة المدن الصناعية والبطء في استكمالها وإنشائها وتأسيسها, أزمة السياحة أين يذهب المواطن, وأرجو ألا يقال أن يجلس على رصيف أو حديقة عامة.
هذه جزء من الأزمات التي نعانيها, فلو احتجت لمزيد من التفصيلات, والغوص في كل قطاع كقطاع التعليم, أو الطبي, أو البلدي إلى آخره, لربما احتجت إلى الكثير من الصفحات بلا توقف, ولكن ذكرت هذا اختصارا, وكخطوط عريضة. السؤال: ما السبب في هذا التأزم لدينا, رغم أن المسؤول الحكومي يخرج في تصريحات بأن كل شيء لدينا مكتمل وعلى أعلى مستوى؟ وكل في قطاعه ووزارته, حقيقة يجب أن نقر ونعترف ونواجه أننا في أزمة في كثير من شؤون حياتنا, والدليل الكل متذمر, تابعوا الصحف والقنوات التي تواجه المواطن حتى إن المواطن لا يعرف عمّ يعبر فهناك كثير من تعدد مجالات النقد ورغبته في قول كل شيء ولكن ما يقول وماذا يبقي؟ الكل يعاني من الماء، الكهرباء، التعليم، الصحة، الشارع، السوق، والمستقبل, رغم أننا دولة والحمد لله تملك القوة والقدرة المالية. سؤالي: إذا الأموال لم تخلصنا من مشكلتنا فما جدواها, أو أين تذهب هذه الأموال, وإذا كان سوء إدارة لماذا يستمر هذا المسؤول والمدير في منصبه سنوات تفوق سنوات طالب الجامعة؟ لدي كثير من المتناقضات أمام عيني وعيون الكثير, ما الذي يحدث من عدم طرح حلول وتخطيط سليم لبناء هذا الوطن والمواطن ؟! أسئلة .. هي أسئلة الجميع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي