"بيكسل ووركس" تقلص مصروفاتها وتُراهن على كأس العام
"بيكسل ووركس" تقلص مصروفاتها وتُراهن على كأس العام
شركة بيكسل ووركس Pixelworks هي شركة مُتخصصة في تصميم وتطوير وتصنيع وتسويق الرقائق الإلكترونية والبرمجيات ذات العلاقة بالفيديو ومعالجة ما يتم عرضه على الشاشات ليظهر بأفضل صورة، وهذه المكونات يهتم بها صانعو أجهزة العرض وصانعو أجهزة التلفزيون المُتطورة ATV وأجهزة العرض المُسماة Projector وشاشات الكريستال السائل LCD وشاشات البلازما ذات الأحجام الكبيرة، وقد طرحت الشركة في هذا المجال العديد من المُنتجات التي هي عبارة عن مكونات تدخل في عملية تصنيع هذه الأجهزة.
تقوم الشركة ببيع منتجاتها من خلال موزعين عدة ولها شراكة تجمعها بشركتين مثل مُتخصصتين في الرقائق الإلكترونية هي الشركة التايوانية لصناعة الرقائق TSMC وتصنيع الرقائق العالمية SMIC كما حققت شركة "بيكسل ووركس" مبيعات قوية من خلال وحدتها المُستقلة المهتمة بصناعة التلفزيونات المُتطورة ATV التي ساهمت في تحقيق 52 في المائة من مبيعات الشركة عام 2005، وأجهزة العرض Projector حققت 31 في المائة من المبيعات، جدير بالذكر أن الشركة تأسست عام 1997 في ولاية "أوريجون" الأمريكية وسهم الشركة مدرج ضمن سوق ناسداك وبالرمز PXLW.
نجاحات وآمال
بينت إحدى الدراسات المُتخصصة في سوق أجهزة التلفزيون المُتطور أن مبيعاته سترتفع بنسبة 25 في المائة في العام الحالي وسوف تتمكن الشركات المهتمة بهذا النوع من التلفزيونات من بيع 200 مليون وحدة بعد أن كان عدد الوحدات المُباعة 160 مليون وحدة عام 2003 وهذا سيؤدي إلى زيادة مبيعات المكونات التي تدخل في تصنيع هذه الأجهزة مثل الدوائر المُتكاملة الإلكترونية الخاصة بمعالجة عرض الفيديو على التلفزيون المُتطور، وقد أعلنت وزارة التجارة الأمريكية أن شركات البث التلفزيوني أنهت تحديث أنظمتها لتنتقل إلى نظام البث المُسمى ATSC وتكون جاهزة لاستخدامه في عام 2009 مما سيُتيح للمُستهلكين اكتشاف نقاء وروعة الصور والوظائف الجديدة التي سيوفرها هذا النظام مما سيزيد من مبيعات التلفزيونات المُتطورة، وقد استعدت شركة "بيكسل ووركس" منذ فترة فأطلقت جيلا جديدا من المُنتجات مثل المعالجات والرقائق والبرمجيات لمواكبة هذا التحول التقني في أنظمة العرض المرئي، منها منتج اسمه ICs - PW3300 وICs - PW2250 لمعالجة إشارات الفيديو حسب مواصفات الجيل الجديد من إشارات البث كما تعمل هذه المُعالجات مع الأنظمة القديمة لعرض الفيديو المعروفة لدينا وهي PAL وNTSC.
كما تتوقع الشركة أن يزداد الطلب على منتجاتها مع اقتراب انعقاد كأس العالم في الصين عام 2008 لكن لا يوجد حتى الآن إشارات واضحة حول ازدياد في الطلب على أجهزة التلفزيون ذات شاشات العرض الكبيرة، شركة Dell للكمبيوتر قامت منذ فترة بتصنيع أجهزة الترفيه ومن ضمنها أجهزة تلفزيون البلازما واعتمدت في هذا على معالجات شركة "بيكسل ووركس" في تصنيع تلفزيوناتها البلازما ذات الخمسين بوصة والأقل من شاشات LCD مما يجعل شركة Dell أحد أهم عملاء الشركة. جدير بالذكر أن شركة "بيكسل ووركس" توقعت أكثر من مرة أن يساعدها سوق أجهزة العرض Projector في زيادة مبيعاتها وازدهارها في الفترة المقبلة كما ساهمت شاشات LCD وقت ظهورها في ازدهار مبيعات الشركة فتمكنت الشركة حتى اليوم من بيع منتجات لها دخلت في تصنيع ما يزيد على مليوني شاشة LCD وما زالت هذه الشاشات تملك القدرة على زيادة وازدهار مبيعات الشركة ومثيلاتها.
عقبات وتحديات
كل هذه الآمال والتوقعات الإيجابية التي ذكرتها أعلاه يُقابلها عدد من العقبات التي تقف في طريق الشركة يجب أخذها في الاعتبار، منها المنافسة القوية التي أدت إلى أن تفقد الشركة جزءا من حصتها في السوق وانخفضت مبيعاتها، وما يزيد حمى هذه المنافسة هو التغير التقني السريع الذي يحدث في مجال صناعة الفيديو والتلفزيون التي نشهدها ونلمسها نحن كمستهلكين بشكل جليّ وهذا كله يضغط على مستوى أسعار المُنتجات المباعة كما سمح للاعبين جدد بدخول هذه السوق، منهم شركة Realtek وSilicon Image، كما أن سوق أجهزة التلفزيون المُتطور لم يشهد طلبا واضحا ملموسا على منتجاته مع اقتراب كأس العالم كما هو مؤمل، مما سيؤدي إلى انخفاض مبيعات الشركة ومثيلاتها كما أن الشركة تعتمد على عدد قليل من الموزعين ومن كبارهم، ولكن لو ألغى أحد هؤلاء الموزعين القلة الكبار عقدا من العقود المبرمة مع شركة "بيكسل ووركس" فسيؤدي إلى حدوث انخفاض في مبيعات الشركة ويؤثر سلباً.
مؤشرات مالية
سنتناول قوائم الشركة الخاصة بعام 2006 التي صدرت أخيرا حيث سجلت الشركة مبيعات بلغت 133.61 مليون دولار مُسجلة انخفاضا مقداره 22.2 في المائة عن مبيعات عام 2005 كما سجلت الشركة خسارة في دخلها مقدارها 204.18 مليون دولار، وبالنسبة لربحية الشركة نجد أن نسبة صافي خسائر الشركة هي 152.8 في المائة وهي خسارة أكثر بكثير من معدل صافي خسائر الشركة في السنوات الخمس الأخيرة التي تصل إلى 34 في المائة، مع العلم أن نسبة صافي نمو الربحية لبقية الشركات العاملة في القطاع نفسه أفضل من الشركة ويُقدر بـ 8.4 في المائة.
توجد ديون على الشركة، لذا فإن نسبة المديونية بالنسبة للملكية هي 6.38 وهذا رقم كبير جداً ليس بسيطا ويعني أن الديون تُشكل مصدر إزعاج للشركة، علماً بأن السيولة الجارية Current Ratio المتوافرة لدى الشركة تستطيع تغطية أي ديون عليها في حالة وجودها مستقبلا بمقدار 3.8 مرة في حال طلب التسديد الفوري للفوائد، أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE هو - 172 في المائة أي أقل بكثير جدا من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع بينما العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع الذي تنتمي إليه الشركة يُقدر بـ 12.5 في المائة، أما قُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover فهي 0.4 مرة فقط.
من المعروف أن المخزون يُعتبر أحد أهم الأمور المُكلفة على الشركات وخصوصاً شركات بيع التجزئة ولكن دوران المخزون لدى الشركة Inventory Turnover يصل إلى 4.5 وهو أقل من دوران المخزون في شركات أخرى موجودة في القطاع نفسه الذي تنتمي إليه الشركة ويصل إلى 7.9 مرة، والمؤشرات المالية بشكل عام غير مُشجعة ولكن سنرى ما الذي يجذب في هذه الشركة عند ذكرنا الخلاصة، وهنا أُبين أن مكرر الأرباح المُستقبلي سيكون – 2.4 مرة.
أحدث الأخبار
في اليوم الرابع والعشرين من نيسان (أبريل) الماضي صدر عدد من الأخبار المهمة نبدأ بأسعدها وهو قيام شركة دايو الكورية بإنزال منتجها من تلفزيون البلازما ذي 42 بوصة إلى الأسواق العالمية، الذي يتضمن في داخله مكونات إلكترونية ومعالجات صنعتها شركة "بيكسل ووركس" وذلك حتى يعمل تلفزيون دايو الجديد في حسب مواصفات قياسية مطلوبة في ثلاثة منها هي سوق أمريكا الشمالية وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
على صعيد النتائج المالية أعلنت الشركة نتائجها للربع الأول مُحققة خسائر مقدارها 12.4 مليون دولار أي 25 سنتا لكل سهم ولكنها بذلك قلصت خسائرها إذا ما تمت مقارنتها بخسائر العام الماضي عن الفترة نفسها التي كانت 33.1 مليون دولار أي 69 سنتا، قد جاءت هذه النتائج موافقة لتوقعات المُحللين، وصحيح أن المبيعات انخفضت في هذا الربع من 36.6 مليون في العام الماضي إلى 24 مليونا إلا أنها أفضل من توقعات المُحللين مما أعطي انطباعا مريحا للمُستثمرين، وعزت الشركة هذا الانخفاض في المبيعات إلى أن هذا الموسم أي الربع الأول من العام تنخفض فيه مبيعات أجهزة Projector وقد انخفضت مصروفات التشغيل إلى 22.4 مليون بدلاً من 27.8 مليون دولار عن الفترة نفسها من العام الماضي وهذه الأخبار تُعطي انطباعا بأن الشركة تسير على خطى جيدة.
كما أعلنت الشركة في اليوم نفسه عن توقعاتها للربع الثاني من العام الحالي وهو أن تُحقق مبيعات مقدارها 27 مليون دولار أي أكثر من توقعات المُحللين وهي 25.8 مليون وبهذا الصدد علق مدير الشركة أن شركته تجاوزت مرحلة تحقيق مبيعات متدنية كما حصل في السابق ولكن مع هذا تتوقع الشركة تحقيقها خسارة تصل إلى 14 سنتا لكل سهم أي أكثر خسارة من توقعات المُحللين وهي تحقيق 11 سنتا فقط.
مؤشرات فنية
منذ ثلاث سنوات وسهم PXLW يسير في اتجاه هابط downtrend دون أن يُغير مساره وما زال، لذا فإن الدخول وشراء السهم هذه الفترة يحتاج إلى تريث حتى تظهر علامات تدل على أن السهم غير مساره ليُكون مسارا تصاعديا أي عندما يكسر المتجه الهابط، وذلك يتحقق عند تجاوز مستوى ثلاثة دولارات، وتتضح الصورة أكثر على الرسم البياني الأسبوعي، بينما على الرسم البياني اليومي فإن الصورة متشائمة فنياً.
الخلاصة
شركة "بيكسل ووركس" تعمل في مجال متجدد تقنياً وهذا يُعد عيبا وميزة في الوقت نفسه كما أن ما تصنعه وتُنتجه وتبيعه في سوق هي سوق قوية من حيث الطلب، وقد شهدت مبيعات الشركة وستشهد ارتفاعاً رغم ما تُعانيه الشركة لما لهذه السوق من علاقة بالترفية والإعلام، وتوقعات المُحللين عن مبيعات الشركة هي توقعات إيجابية حيث يتوقعون زيادة في مبيعاتها خلال العام الحالي بسبب إصدارها مُنتجات جديدة تواكب التطور التقني في مجال البث التلفزيوني وأنظمة عرض الفيديو.
البيانات المالية لعام 2006 كانت سلبية في مُجملها ولكن بالنظر إلى توقعات المُحللين للعام الحالي وتوقعات الشركة نفسها فإن سهم الشركة يملك فرصا جيدة، وحتى الآن حققت الشركة في الربع الأول نتائج أفضل من توقعات المُحللين ونجحت في ضبط مصروفاتها التشغيلية وتخفيضها بشكل واضح وأعلنت عن توقعات في الربع الثاني هي أفضل من توقعات المُحللين، ولعل من يراجع سجل بيع الملاك داخل الشركة نفسها يخشى من عمليات البيع هذه ولكن بالنسبة لشركة صغيرة مثل "بيكسل ووركس" فإن هذا أمر لا يؤثر كثيراً.
يُوجد 11 محللا مُعتبرين يعملون ضمن شركات وساطة، منهم ثمانية ينصحون من يملك أسهما في شركة "بيكسل ووركس" أن يحتفظ بها بينما ثلاثة منهم ينصحون ببيع السهم، ويتوقع أن يصل سعر السهم خلال العام الحالي ما بين دولارين إلى أربعة دولارات مما يعني تحقيق السهم لارتفاع متوقع بنسبة 187 في المائة، وهنا أؤكد أن هذا التقرير لبس بمثابة توصية، بل هو تقرير تثقيفي للمُستثمر حتى يطلع على أسهم الشركات العالمية وأنشطتها وربحيتها.