منتدى الإعلاميات السعوديات يطالب بشروط وضوابط لقبول السيدات للعمل في مجالات الإعلام
منتدى الإعلاميات السعوديات يطالب بشروط وضوابط لقبول السيدات للعمل في مجالات الإعلام
أوصت المشاركات في منتدى الإعلاميات السعوديات الثاني بضرورة تطوير قانون الصحافة، ليتلاءم وطبيعة العمل الإعلامي داخل المؤسسات الصحافية، وتفعيل دور هيئة الصحفيين السعوديين للتأكيد على أخلاقيات مهنة الصحافة وخلق مزيد من برامج التدريب الصحافي، للعاملات في مجالات العمل الصحافي، ومنها الإذاعة والتلفزيون، وإجراء تقييم تدريبي مستمر للعاملات في الإعلام.
وأكدت المشاركات التي تجاوز عددهن 400 مشاركة، يمثلن مختلف القطاعات الإعلامية والأكاديمية، ضرورة فتح مجال للدراسة الأكاديمية للإعلاميات، تشمل الصحافة، العلاقات العامة، الإخراج، و تسهيل إنشاء مراكز تدريب وتطوير مستمر لهن، إضافة إلى وضع توصيف مقنن لمسمى مهنة الإعلامية.
وشددت توصيات المنتدى على أهمية إيجاد مرجع قانوني تستعين به الصحافية عند الحاجة، واستحداث مراكز استشارات إعلامية، وعدم إغفال حقوق الصحافية المتعاونة من خلال إبرام عقود ما بين الصحافية المتعاونة والجريدة لحفظ حقوقها، من خلال إضافة بند في قانون المطبوعات خاص برواتب وحوافز هذه الفئة من الصحافيات العاملات، بهدف حمايتها من الاستغناء التعسفي.
وطالبت التوصيات بتسهيل إصدار التراخيص للإعلاميات لإنشاء مراكز الاستشارات الإعلامية، وإعطاء ذوي الاحتياجات الخاصة اهتماما أكبر في النشر الصحفي من خلال طرح قضاياهم المتنوعة. من جانب آخر أكدت الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، راعية المنتدى أن الإعلامية السعودية ساهمت بشكل خاص في تنوير المجتمع ورفع درجات الوعي والمسؤولية، وحققت الكثير من النجاحات في هذا المجال، مشيرة إلى أن النساء الإعلاميات تمكن من إحداث تغيرات إيجابية مهمة في البنية المجتمعية وفق ما تيسر لهن من إمكانات وتهيأ لهن من ظروف.
وأضافت الأميرة عادلة " إن بداية دخول المرأة السعودية كمشاركة في قضايا المجتمع ومجال الإعلام تعود إلى الخمسينيات، ومازالت تشهد تطورا لمساهمة المرأة في عدة مجالات، وقد أبرزت الإعلامية السعودية قضايا الاقتصاد كإحدى القضايا المهمة، وكذلك دور المرأة في الإنماء الاقتصادي.
من جانبها أعلنت الأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيسة المنتدى، إنشاء معهد الأمير أحمد بن سلمان للتدريب الإعلامي الذي يمنح دبلوما خاصا بالإعلام، إذ سيعمل على ابتعاث وتدريب عدد من الكوادر الوطنية في هذا المجال، مبينة أن المعهد يهتم بكل ما يتعلق بالمجالات الإعلامية وتخصصات الإعلام السياسي والاقتصادي، بهدف تأهيل متخصصين ومتخصصات في معظم فنون الإعلام.
وقالت الأميرة حصة" إن المعهد سيمنح جائزة للإعلاميات المتميزات تقدم خلال منتدى الإعلاميات السعوديات ابتداء من العام المقبل، وبشكل دوري"، مقترحة تشكيل لجنة شرفية مكونة من الإعلاميات الرائدات لتحديد أسس استحقاق الجائزة واختيار الإعلامية المتميزة.
وقالت الأميرة حصة إن المعهد سيبدأ بتنظيم ورش عمل مطلع الشهر المقبل لمدة يومين للتأهيل الإعلامي المتخصص، مضيفة أن المنتديات و الملتقيات الإعلامية تضفي جوا ثقافيا مهما، سيساهم في تعزيز التواصل بين الإعلاميات وباقي شرائح المجتمع، مما يدفع بالإعلامية للإنتاج الإيجابي، مطالبة بدعم خاص للقطاعات الإعلامية الحكومية والخاصة.
في المقابل قالت هيام الكيلاني مخرجة تلفزيونية، " الإعلام السعودي عندما أعطى الإعلامية فرصة تقديم نفسها داخل الإعلام المرئي، كان مدركا تماما أهمية هذا الدور، وظهورها عبره يختلف عما نراه عبر المحطات الفضائية".
وأضافت الكيلاني "إنه من الظلم اعتماد نتيجة نهائية لظهور المرأة العربية أو الخليجية، وهل هو استثمار أم استغلال، فهو مختلف من بلد لآخر وفقا للعادات والتقاليد والمناخ، لذا فمفهوم الاستثمار أو الاستغلال محير لإعطاء رأي قاطع عنه، وظهور الإعلامية السعودية داخل الإعلام الحكومي صورة تغلفها الضبابية للاستمرار أو التوقف، وهي مسألة تحتاج للحوار الهادئ مع الجميع، فالمرأة السعودية ظهرت منذ 40 عاما داخل الإعلام المرئي".
من ناحيتها قدمت اعتدال مجبري من مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" ورقة عمل ضمن الفعاليات الختامية بعنوان "النساء صاحبات الأعمال: الخصائص والإسهامات والتحديات"، تناولت فيها تجربة بحثية لـ "كوثر" بمشاركة صحافيات عربيات حول "النساء صاحبات الأعمال في 5 بلدان عربية: الخصائص والإسهامات والتحديات"، التي تعد تجربة بحثية غير مسبوقة بجمعها في فريق البحث، جمعيات سيدات أعمال ومراكز بحوث وصحافيات من الأردن، البحرين، تونس، الإمارات العربية المتحدة.
وبينت مجبري أن الاهتمام المتزايد بالنساء صاحبات الأعمال يمكن أن تفسَّر أسبابه، بالتحديات التي يواجهنها في مجال بعث مشاريعهن وتوسيعها، ومن هذا المنطلق، ونظرا للنقص الحاصل في المعطيات على أساس النوع الاجتماعي في المنطقة العربية.
وأبانت مجبري أن مركز "كوثر" عمل كل ما في وسعه لزيادة حرفية شبكة الإعلاميين المنضوية تحت شبكته العربية للنوع الاجتماعي و التنمية،" أنجد"، وذلك تجسيدا لمبدأ اعتبار الإعلام شريكا أساسيا في تحقيق أهدافه التنموية.
وقالت"لهذه الغاية ساهمت صحافيات شبكة أنجد من خلال إنجاز "برتريهات" تعبر عن أصوات صاحبات الأعمال لتوعية الجمهور بأهمية مسألة ريادة المرأة الاقتصادية في العالم العربي. ولئن أدرجت البرتريهات وعددها 10 ضمن التقرير الإقليمي، فإن التجربة ستشكل حافزا للصحافيات المساهمات في هذا العمل على إفراد مساحات للنساء صاحبات الأعمال في صحفهن".
وأشارت مجبري إلى أن أبرز نتائج التقرير جاءت مؤكدة أن مؤسسات صاحبات الأعمال في الدول العربية المشمولة بالدراسة هي مؤسسات متقدمة عن نظيراتها في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، من حيث متوسط حجم ودخل المؤسسات، كما أن أغلب صاحبات الأعمال المستجوبات يخططن لتوسيع أعمالهن عوضا عن المحافظة على المستوى الحالي لنشاط مؤسساتهن، مما يعني مساهمة أكبر منهن في النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل والتشغيل.
أكدت نادية محمد الشيخ، مديرة إقليمية لشركة (إنتلكت ميديا) البريطانية، من خلال ورقة العمل التي طرحتها بعنوان "الإعلام هل هو قطاع استثمار مغر للنساء؟"، أن قطاع الإعلام لم يجتذب المرأة للاستثمار فيه رغم أنه جذبها للعمل فيه في السنوات العشر الأخيرة، وعلى الرغم من عدم توافر الدراسة الأكاديمية في هذا المجال، إلا أن إقبال المرأة السعودية على الإعلام كبير بكافة قطاعاته، وتدرجت المرأة فيه وبلغت مناصب جيدة.
وترى الشيخ أن هناك عقبات وراء عدم استثمار النساء في قطاع الإعلام تتمثل فيما تواجه المرأة من شروط صعبة تفرضها الجهات المعنية، وأيضا الإحساس بعدم جدوى الاستثمار في هذا القطاع، وذلك لتكلفته البالغة، كما أن عوائده المادية طويلة المدى، مشيرة إلى أنه يوجد بعض المشاريع التي لا تحتاج إلى استثمارات كبيرة بل تتطلب الخبرة والجهد مثل مجال الصحف والمجلات الإلكترونية والخدمات الإعلامية.
هذا وتم على هامش المنتدى تدشين دليل متخصص عن الإعلاميات في المملكة، ضم السيرة الذاتية لنحو 400 صحافية، وقام على إعداده مركز المرأة السعودية الإعلامي.
وهنا قالت ناهد باشطح مديرة المركز" إن إنشاء الدليل جاء نتيجة قصور المعلومات عن النساء العاملات في المجال الإعلامي في السعودية، وعدم توافر دليل متخصص يضم كل النساء اللاتي عملن ويعملن في هذا المجال، مع وجود كتابات معجمية عن الإعلاميات في المملكة إلا أنها نادرة وغير شاملة، ويأتي هذا العمل إضافة وتكملة للجهود السابقة، وهذا الدليل يمكن أن يكون مرجعا أساسيا لكل من يرغب في رصد مسيرة الإعلاميات في المملكة العربية السعودية".
ويهدف الدليل إلى إبراز مساهمة المرأة السعودية في المجال الإعلامي، وتوثيق السير الذاتية لهؤلاء الإعلاميات، كما يهدف إلى توفير المعلومات الموثقة لمساعدة الباحثين ومراكز البحوث.
يشار إلى أن خبيرات عربيات وسعوديات متخصصات في مجال فنون الإعلام والاتصال المرئي والمكتوب ناقشن على مدى يومين حقوق الصحافية السعودية في المؤسسات الإعلامية، ومدى احترافية الإعلاميات، وأهم المعوقات التي تواجههن، ودورهن في صناعة الإعلام في عصر الاقتصاد، وذلك من خلال منتدى الإعلاميات السعوديات تحت شعار "رؤية إعلامية لآفاق اقتصادية"، كما ناقش مشاكل التدريب، ودور الإعلامية في مقاومة معوقات الإعلام المتخصص، إضافة إلى حقوقها في المؤسسات الإعلامية والاستثمار الإعلامي.