إحصائيات إعلامية تحدد فئة مرتادي مقاهي الإنترنت وخطورة فكرهم
تمثل ظاهرة ارتياد مقاهي الإنترنت خطرا كبيرا على فكر الشباب, وعانت بعض الأسر من هذه الظاهرة نظرا لتسرب الشباب إليها, وهي ظاهرة لافتة للنظر وآثارها مدمرة لهذه الفئة العمرية التي تحتاج إلى التوجيه السليم والبعد عن هذه الأخطار ذات التأثير المباشر, ودلت بعض الإحصائيات أن معظم مرتادي هذه المقاهي هم من الشباب، فقد أثبتت إحصائية وزعتها مجلة خليجية على عدد من مقاهي الإنترنت أن 80 في المائة من مرتادي هذه المقاهي أعمارهم أقل من 30 سنة، فيما قالت إحصائية أخرى إن 90 في المائة من رواد مقاهي الإنترنت في سن خطرة وحرجة جداً.
وهذه نتيجة خطيرة، فكون معظم مرتادي المقاهي من الشباب ومن فئة عمرية خطرة تحديدا، وأن معظمهم يرتاد هذه المقاهي للدردشة، فإن الظاهرة هنا تصبح خطرة تستدعي إيجاد بدائل يمكن للشباب أن يقضوا أوقات فراغهم فيها، بدلا من إضاعة المال والوقت والأخلاق فيما لا ينفع.
الأسباب مختلفة
كان اندفاع الشباب نحو تلك المقاهي لأسباب مختلفة يأتي على رأسها الفراغ الممتد في يوم الشباب والفرار من الأعمال الجادة، وشعوره بالأمان في تلك المقاهي فيمكنه القيام بما يريد دون معرفة الوالدين، فيعمل ما في وسعه لتحقيق مآربه, وللأسف الشديد أن الدردشة من أخطر ما يتم بين الشباب والفتيات, خصوصا في ظل انعدام المسؤولية وغياب الوازع الديني, فيحصل مثل هذه الأمور المزعجة التي تبعد الشاب عن التفكير السليم والابتعاد عن مواطن الفساد، لكن عموما هذه الخدمة بدأت تنتشر وبشكل كبير في مجتمعنا السعودي، والأسرة عليهامسؤولية كبيرة تجاه أبنائها والمؤمل أن تكون هناك رقابة صارمة على هذه المقاهي للقاءات الكثيرة للشباب.
استبانة
كان السؤال الذي يطرح نفسه لبيان وضع تلك المقاهي ومدى نفعها أو ضررها هو معرفة ماهية المواقع التي يتصفحها مرتادو المقاهي؟
في استبانة أجرتها إحدى المجلات السعودية عن نوعية المواقع التي يدخلها الشباب في المقاهي كانت النتيجة أن 60 في المائة يقضون أوقاتهم في مواقع المحادثة، و20 في المائة من المستخدمين للمواقع الثقافية، و12 في المائة للمواقع الطبية والحاسوبية والتجارية، و8 في المائة للمواقع السياسية.
وأجمع أصحاب تلك المقاهي أن أكثر ما يبحث عنه الشباب خصوصا والرواد عموما هو الشات (المحادثة) والجنس.
شباب يؤكدون الخطر
ويتحدث محمد العلي أحد الشباب الذين يوجدون في المقاهي, فيقول: الشباب مختلفون في اهتماماتهم وتفكيرهم, فهناك من يحرص على الاستفادة من الأوقات التي يقضيها في المقاهي باعتبار أن الإنترنت سلاح ذو حدين، ولمعاناة الشباب من الفراغ الذي يعيشونه فيكون هذا الحل الوحيد عندهم مما يجعلهم يقعون في المحظور من خلال هذه المقاهي والتعرف على صحبة سيئة وغير ذلك.
ويؤكد سعود حميد أن هناك فئة من الشباب ليس لها هدف في الحياة وغالبا ما يقضون أوقاتهم في المقاهي ويقضون فيها أوقاتا كثيرة وبعضهم فيه الغموض والبعض الآخر يندمج مع الآخرين بسهولة, لذا فإن هناك ما يهدد الشباب, خصوصا صغار السن في هذه المقاهي ويوقعونهم في المحظور.
الرأي الشرعي
من جهته, يقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو الإفتاء الواجب على أصحاب هذه المقاهي وأصحاب هذه الأجهزة صيانتها وحفظها عن الفساد والمُفسدين، والابتعاد عن كل سوء وعمل سيئ، ولا شك أن هذه الأجهزة سلاحٌ ذو حدين، ولكن المُشاهد أن الفساد والشر فيها أكثر، وأن أغلب الذين يرتادون هذه المقاهي وينظرون فيما تبثه وتُرسله هذه الأجهزة أنه شرٌ وفساد، وقد رأينا التأثير البليغ والانحراف في هؤلاء الشباب الذين يتلقون ما تبثه أجهزة الإنترنت من صور خليعة ومقالات فاتنة وشُبهات مُضللة وحكايات مكذوبة، فنصيحتنا لأرباب هذه المقاهي منع هذا الضرب من الاشتراك في التلقي، أو في البث، والواجب أن تكون هناك مُراقبة شديدة لكل من يرتاد هذه المقاهي، حتى يتحفظ عليها ويقتصر أهلها على ما يفيد المسلمين في دينهم ودُنياهم. والله أعلم.
جواز فتح المحال بشروط
ومن جانبه, يرى الشيخ سامي بن عبد العزيز الماجد عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جواز فتح محال لمقاهي الإنترنت إذا تحققت فيه الضوابط التالية: وهي استخدام المرشحات القوية للمنع من تصفح المواقع المحظورة، مع ضرورة قطع الاتصال بالشبكة متى ما تعطلت هذه المرشحات.
وأنْ تكون الأجهزة مكشوفة حتى يسهل مراقبتها، فكم وجد من الطوام والفظائع في الغرف المغلقة, وتفقّد الأجهزة كل حين؛ لتنظيفها من كل ما قد يُحفظ فيها من الصور أو المواقع المحرَّمة ونحو ذلك مما يستعان به للوصول إليها. هذا مع ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومسؤولية صاحب المقهى أو من يقوم مقامه في ذلك أعظم من غيره، فله في محله سلطان كسلطان الأب في بيته, والأخذَ بهذه الضوابط واجبٌ على كلِّ من أراد الاستثمار في هذا المجال، ولكن المأمول الاستفادة من الشباب المترددين على هذه المقاهي لما يملكون من المهارات والطاقات ما يحتم علينا استثمارها وتوظيفها في سبل الخير، ونجاح هذا مرهونٌ بقوة التأثير والاجتذاب التي لا تتحقق غالباً إلا من خلال التجديد والابتكار واستغلال تقنيات هذا العصر في طاعة الله.
الاستفادة من خدمة الشبكة للدعوة.
ومن جانبه يقول الشيخ محمد المنجد المشرف على موقع الإسلام إنه كان من المؤمل أن يستفيد الشاب المسلم من استخدامه الإنترنت من تسخيره لخدمة الإسلام من أي مكان هو فيه ويحتاج منا الدين أن نكون خير يعمل له، لذا فإن إضاعة الأوقات يكون له آثار سيئة، والشباب الذي يرتاد المقاهي عليه ألا يستخدم المقاهي وسيلة فيها الكثير من المشكلات والمؤثرة في حياته وعليه إن كان متخصصا أن يخدم العلوم الشرعية بإيجاد قواعد البيانات التي يبحث فيها المتخصص عما يشاء من أحاديث النصوص وكلام العلماء بشكل متيسر ثم يربط الناس بدروس أهل العلم على هذه الشبكة. لأن هذه الشبكة يمكن أن يبث من خلالها دروس العلماء سواء من القصيم أو الرياض والحجاز أو الشمال أو الجنوب أو مصر و الشام و اليمن وغير ذلك وهذا ما يحدث الآن, ولله الحمد، كما أن العمل لإيجاد قنوات خاصة بالدروس العلمية على هذه الشبكة وعند ما يلقي الشيخ درسا في المسجد يبث عن طريق الشبكة آنيا وفي الوقت نفسه إلى أنحاء العالم وإذا كان هناك أناس منا قد بلغوا أجرا عظيما في ثني الركب في حلقة العلم وعند المشايخ وأهل العلم وهناك أناس محرومون من هذه النعم بسبب عدم وجود علماء لديهم، عدم وجود من يقيم الدروس العلمية لديهم، فإنهم يمكن أن يسلكوا سبلا يلتمسون منها علما عن طريق قنوات الدروس العلمية الموجودة على هذه الشبكة إذا وجدت, فإن من سلك سبيلا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، خامسا: يجعل فتاوى أهل العلم تصل إلى الناس عن طريق الاستفتاءات التي تحدث بترتيب معين في ساعات معينة مع أهل العلم عبر قنوات الإفتاء التي يمكن أن تكون مبثوثة عن طريق هذه الشبكة سواء كان في الفترة كما يقولون على الهواء أي فورية أو كانت تدرس ويرسل الجواب للسائل, أما إهدار الأوقات في المقاهي فيما لا يعود بالنفع على صاحبه فإنه سيكون وبالا عليه في الآخرة، وينبغي على الآباء الانتباه للأبناء حتى لا يقعوا في حبائل هذه المقاهي التي تتيح لهم الاطلاع على أمور محرمة وربما علاقات مع فتيات وغير ذلك ونأمل أن يبتعد الشباب عن هذه المقاهي ويتقوا ربهم ويعلموا أن سعادتهم في القرب من ربهم واتباع أوامره.