للمرة المليون
"بالمحكي" صفحات لا تنتمي إلا لآيدولوجية اللهجة المحكية بجنسياتها المختلفة وشخوصها، بلا تعنصر لعرق ما أو تحزب لمنهج معين، وستمضي سياستها التحريرية هكذا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
خبران أحدهما مفرح والآخر محزن كثيرا، ولأبدأ بالمحزن لعلي أغسل حزنه بما سيفرح بعده، هذا المحزن يؤكد أن "بالمحكي" لم تستطع للأسف النجاح في الوصول إلى أهداف ثانوية رُسمت ضمن الأهداف الرئيسة لها، من هذه الأهداف الثانوية تغيير النمطية المتخلفة لتناول القصيدة في دورتها بداية من الأخ الشاعر إلى الأخ المعد إلى الأخ القارئ، فهذه الدورة تعيسة جدا، وتؤدي بشخوصها الثلاثة إلى الإحباط من فعله الذي يؤديه أيا كان هذا الفعل (كتابة، إعداد، وقراءة)، فلا الأخ الشاعر مقتنع بعمل المعد، ولا المعد مرتاح لتفاعل الشاعر، ولا القارئ يعجبه الاثنين!!
كنا نحلم بخلق دورة لا تحمل الملل ولا الرتابة أو الإحباط للجميع، نحلم بشاعر يرسل قصيدته ولا يسأل عن نشرها إلا عندما تُنشر، ولا يغضب من المساحة التي أعطيت له أيا كانت تلك المساحة، كنا نحلم بمعد بعيد كل البعد عن ضغوط الشعراء والقراء، ليعمل بمزاج ملتزم بالإبداع والفكرة المدهشة والالتقاء مع القارئ كل أسبوع بدهشة القارئ والشاعر، كنا نحلم بقارئ لا يتذمر من انتقاد الشاعر من أبناء قبيلته، قارئ لا يتعنصر إلا للشعر فقط، قارئ يقرأ ليستمتع بجماليات الشعر لا جماليات الشاعر!! لم نجد كل هؤلاء ونحن منهم لم نستطع خلق هذه الدورة حتى الآن، ولكننا جادون في الوصول إليها بإذن ربنا الواحد الذي لا يتغير.
الخبر المفرح هو زيادة عدد صفحات "بالمحكي" إلى أربعة صفحات، وهو أمر لم يأت إلا بتفاعل القراء مع الصفحات، وهذه الزيادة سترافقها بإذن الله دهشة جديدة من حيث الزوايا التي ستطرح، أو الكتاب الذين سيضفون مزيدا من الاختلاف على طرح هذه الصفحات بإذن الله، يرافق ذلك مساحة أكبر للقصائد، ومساحة أكبر للقاءات أسماء قد لا تكون بارزة ضوئيا، لكنها بالتأكيد ستكون بارزة بحضورها الواعي وثقافتها التي سيستفيد القارئ منها بكل تأكيد، لن نكرر أو نستهلك مستهلكا – (واخد بالك يا حج مرسي؟) - سيكون حضور "بالمحكي" في حلتها الجديدة حضورا لافتا كحضورها الأول بإذن الله، وسنؤكد تفوقنا في هذا المجال، الذي لا يتفوق فيه سوى من يقدم عملا خاليا من المجاملة ومسح الجوخ! فالقارئ مل المجاملة ومقت التكريس، وهو أذكى بكثير من تمرير يمارسه البعض تبعا لسياسات أثبتت عقمها شعريا.