فيلسوف : أمريكا فشلت في بناء جسور مع المسلمين
قال الفيلسوف الكندي تشارلز تايلور إن الولايات المتحدة بددت فرصة مهمة لبناء جسور مع المعتدلين المسلمين بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) وإن حرب العراق الآن تمثل دعوة يومية لتجنيد متشددين.
ويزور تايلور لندن ليتسلم واحدة من أكبر الجوائز العالمية لدفاعه عن القيم الروحية وقدرتها على أن تساعد في محاربة التعصب والعنف. وقال "إذا واصلنا السير على ذلك الطريق فيمكن أن نتسبب في كابوس صدام حقيقي بين الحضارات".
وأضاف تايلور (75 عاما) الذي سيحصل على جائزة "تمبلتون" البالغة قيمتها 1.5 مليون دولار في قصر بكنجهام يوم الأربعاء "لا يمكننا الكف عن عمل الأشياء التي تجعلنا نفقد القلوب والعقول". ومنحت الجائزة أول مرة عام 1973 إلى الأم تيريزا وفي وقت لاحق إلى القس الإنجليكاني الأمريكي بيلي جراهام والمنشق الروسي ألكسندر سولجنيتسين وقد أسسها رجل الأعمال البريطاني جون تمبلتون لتعزيز فهم القيم الروحية.
وتايلور مفكر مؤثر ألّف أكثر من عشرة كتب وهو حاصل على زمالة رودس من جامعة أوكسفورد. وقال إن هجمات (أيلول) سبتمبر على الولايات المتحدة كانت مأساة مزدوجة. وأضاف الفيلسوف الذي يجمع بين عذوبة الحديث واتقاد العاطفة لـ (رويترز) في مقابلة بمناسبة حصوله على الجائزة "فوتت أمريكا فرصة قيمة بعد 11 أيلول (سبتمبر) لتعزيز المسلمين المعتدلين في بلادهم ولبناء الجسور".
وتابع "الحرب في العراق أصبحت ملصقا إعلانيا لتجنيد الجهاديين المتبنيين للعنف. العنف المتواصل في فلسطين ملصق إعلاني آخر للتجنيد". ويجادل بأن من الحيوي فهم الظمأ للهدف والرغبة في قضية أكبر للذين يدفعان المثاليين الشبان إلى أن يصبحوا متطرفين. ويحدد تايلور الذي يشغل حاليا منصب أستاذ في جامعة مكجيل في مونتريال، وجامعة نورث ويسترن في إيلينوي نوعين مختلفين من التطرف.
ويجادل بأن الأطفال الصغار يتحولون إلى العنف في مدينة غزة وينخرط المهاجرون الذين خاب أملهم في ثورات هياج في ضواحي باريس؛ لأن حياتهم تفتقر إلى أي هدف. وقال "يوجد غضب مفرط.. إحساس قوي بالعزلة".
وعلى الجانب الآخر من العملة يأتي المفجرون الانتحاريون الإسلاميون الأربعة في بريطانيا الذين قتلوا 52 شخصا في شبكة النقل في لندن يوم السابع من تموز (يوليو) 2005. وقال تايلور "هناك شخص رأيت الفيديو الخاص به أثار القشعريرة في بدني. إنه يتحدث بلكنة يوركشير (شمال إنجلترا). إنه مندمج تماما في المجتمع البريطاني". وحذر من أن الخوف المرضي من الإسلام خطر موجود دائما.
وأضاف "حين نستسلم بسهولة للخوف المرضي من الإسلام في الإعلام والخطب فإننا نتجه إلى الاستقطاب. فعلنا في الغرب كثيرا من الأشياء الغبية لزيادة ذلك". وتابع "في وسائل الإعلام والمجتمع العلماني الغربي توجد سطحية في فهم القيم الروحية لحياة الناس.. كم هي معقدة".