المدارس الأهلية تربح مبالغ طائلة من حفلات التخرج في الاستراحات وفنادق 5 نجوم

المدارس الأهلية تربح مبالغ طائلة من حفلات التخرج في الاستراحات وفنادق 5 نجوم

اعترفت مجموعة من مديرات المدارس الأهلية بالمبالغة في الإنفاق المادي على الحفلات المدرسية التي تقام نهاية العام الدراسي والتي أصبحت في جدة تقام في الفنادق والقاعات الكبرى بشكل غير معقول.
وأرجعت مديرات المدارس الأهلية أسباب ذلك إلى إصرار المستثمرين من رجال الأعمال على تنفيذ هذه البرامج لأنها أصبحت ذات مردود مادي كبير يضاف إلى خزينة المدرسة في ظل غياب رقابة وزارة التربية والتعليم عن هذه البرامج والاكتفاء بالحضور والرعاية لتلك الحفلات.
وأشار عدد من مديرات المدارس إلى أنهن مكلفات فقط بإدارة المدرسة من قبل وزارة التربية والتعليم ضمن أذرع المساعدة المادية للمستثمرين في التعليم الأهلي من قبل وزارة التربية والتعليم وليس من الناحية التشغيلية أو الاستثمارية والتي عادة تكلف بها إحدى الإداريات من قبل ملاك المدارس الأهلية.
وكان عدد من أولياء الأمور قد صبوا غضبهم على ضعف الرقابة من قبل وزارة التربية والتعليم خاصة المدارس الأهلية للبنات حول برامج الحفلات المدرسية في جدة والتي وصلت أسعار المشاركة فيها للطالبة مبلغ ألف ريال مقابل الاشتراك في مسيرة التخرج (زفة الخريجات) التي يلبسن خلالها بالطو التخرج مصحوبا بقبعته في مسيرة حفل التخرج إضافة إلى ما يتبع ذلك من إنفاق كبير على المستلزمات الأخرى مثل مصاريف ملابس التخرج, ماكياج ، أسواق وبازارات تنظم على هامش التخرج تبرعات لتحسين المدرسة.
ويغلب على مدينة جدة ما إن ينتهي العام المدرسي حتى تقوم المدرسة بتهنئة طلابها بحفلة نهاية العام ورغم أن هذه الحفلات مقيدة بمعايير صارمة من وزارة التربية و التعليم لتنفيذها، ولكن يبدو أن غياب الرقابة والمتابعة والاستفسار شجع على استفحال الرسوم التي تضعها المدرسة لاشتراك الطالبات لتصل إلى ألف ريال أو أكثر حسب تسعيرة المدرسة، ليتوقف على ولي الأمر الدفع في ظل إصرار بناته على المشاركة في مسيرة التخرج وشراء روب المسيرة .
إلى ذلك برر مستثمرون ومندوبات عن ملاك بعض المدارس الأهلية هذا المبلغ منطقيا ليغطي نفقات الاحتفال الكبير الذي تقيمه عادة بعض المدارس في قاعات الفنادق الفخمة، أو قاعات الأفراح، وتكلفة ديكورات المسرح، والهدايا التذكارية، وأزياء الفقرات .
وعزت سيدات يملكن مدارس أهلية أن أهمية الحفلة الختامية تنبع من أهمية مشاركة الأطفال فرحتهم خاصة ما إذا كانوا خريجين ينتقلون من مرحلة إلى أخرى أو عرض الطلاب مواهبهم المتنوعة في المشاركة في الفقرات المتعددة التي يتضمنها جدول الحفل الذي تدربوا عليه لأشهر طويلة ليختموا بها عاما مثمرا .
ووفقا لمصدر مسؤول في تعليم البنين في وزارة التربية والتعليم فإن إدارة تعليم قسم البنين وجهت تعميما عاجلا يمنع إقامة الحفلات في الفنادق والاستراحات، على أن تقام فقط داخل المدارس في أجواء تربوية تحت إشراف إدارة المدرسة ودون تحصيل رسوم مالية من الطلاب.
ويشير أولياء أمور بعض طالبات في المدارس الأهلية للبنات أن غياب الرقابة والمتابعة فتح شهية المدارس الأهلية لزيادة جشعها وتحميل أولياء أمور الطالبات مبالغ طائلة تصب في النهاية في خزينة المدارس دون وجه حق خلافا للرسوم المدرسية التي ترتفع عاما بعد عام دون تحرك ومساءلة من وزارة التربية والتعليم أو تصريحا بذلك.
وتساءل ولي أمر إحدى الطالبات عن عدم وجود الرقابة بعد أن جمعت إحدى المدارس في جدة مبلغ قد يصل إلى نحو نصف مليون ريال من خمسمائة طالبة من أجل تنظيم حفل تخرج لطالبات المدرسة وتساءل أولياء أمور الطالبات كيف تشارك منسوبات تعليم البنات في هذه الحفلات وترعاها؟
يشار إلى أن دراسة حديثة توقعت نمو عدد طلاب المدارس الأهلية حسب خطة وزارة التربية والتعليم العشرية، إلى أربعة ملايين طالب في عام 1435هـ، وأن تتراوح نسبة زيادة المدارس (فوق رياض الأطفال) من 7 في المائة إلى 25 في المائة ورياض الأطفال من 8 في المائة إلى 40 في المائة.
وكشفت الدراسة الصادرة حديثا من الغرفة التجارية والصناعية في الرياض، أن عدد المدارس زاد إلى أكثر من الضعف بنسبة 114.1 في المائة خلال 11 سنة في الفترة بين 1415 و 1426هـ، و ازداد عدد الفصول إلى الضعف تقريباً ، كما زاد عدد الطلاب بنسبة 122.1 في المائة
وبينت الإحصاءات لعام 1426هـ أن عدد المدارس بلغ 2585 مدرسة، و19967 فصلا دراسيا، و447485 طالبا وطالبة، و35153 معلما ومعلمة.

الأكثر قراءة