خطة سعودية لاستقطاب استثمارات سياحية بـ 50 مليار ريال
خطة سعودية لاستقطاب استثمارات سياحية بـ 50 مليار ريال
كشف تقرير دولي أن السعودية تعتزم تأسيس صندوق لتمويل المشاريع السياحية ضمن خطة استراتيجية للهيئة العليا للسياحة لاستقطاب استثمارات بـ 50 مليار دولار.
ووفقا للتقرير الذي حمل عنوان "رؤية 2020 " وأعلن عن تفاصيله أمس مع انطلاقة معرض سوق السفر العربي في دبي، فإن المشاريع السياحية الجديدة في المملكة تركز على السياحة العائلية، العلاجية، التسوّق، والسياحة الرياضية، بما يتواكب مع الاتجاهات العالمية الحالية.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
افتتح الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران في دبي الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات أمس جناح السعودية المشارك في ملتقى سوق السفر العربي 2007، وذلك بحضور الأمير سلطان بن سلمان، الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، والأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة، ووزير السياحة اللبناني جو سركيس، وعدد من المسؤولين في سفارة خادم الحرمين الشريفين في الإمارات.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان عقب افتتاح جناح السعودية في الملتقي أن التطور المتسارع الذي يشهده القطاع السياحي في السعودية يعكس ما تتمتع به السعودية من بيئة استثمارية مثالية قائمة على دعائم قوية من الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي والثقل الدولي الذي تتمتع به السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله - وهو ما انعكس في نمو حجم الاستثمار بجميع أوجهه وشجع المستثمرين السعوديين والعرب والأجانب على التوجه باستثماراتهم السياحية إلى السعودية، خاصة أن السائح السعودي يعتبر عنصرا مهما في الصناعة السياحية في المنطقة والعالم.
وأبان أن السعودية بما تتمتع به من مميزات ثقافية واجتماعية وبيئية أضحت وجهة للسياحة القيمة التي تستهدف السياح من داخل السعودية ومن دول الخليج الذين يجذبهم هذا التميز والانضباط الذي تتميز به، مضيفا أن التوجه الذي تتبناه الحكومة السعودية باعتبار السياحة أحد المقومات الرئيسية للاقتصاد كانت له نتائجه الملموسة في تطور هذا القطاع سواء على مستوى المشاريع السياحية والفندقية التي أنجزت والتي يؤسس لها وسترى النور في السنوات القليلة المقبلة أو على مستوى نشر وترسيخ الثقافة السياحية في المجتمع، إضافة إلى الاهتمام ببناء القدرات السياحية من خلال برامج التدريب والتأهيل السياحي, وكذا مشاريع تطوير الآثار والمتاحف.
وأوضح أن الهيئة أعلنت عن عدد من المشاريع السياحية المقبلة، مشيرا إلى مشاريع الوجهات السياحية الجديدة كالمدينة السياحية في العقير، والمشاريع السياحية في البحر الأحمر، وعدد من المنتجات السياحية الجديدة والتراخيص الجديدة كتراخيص منظمي الرحلات السياحية.
وأكد الأمير سلطان أن المشاريع غير المرئية أخذت من الهيئة الكثير من الوقت على حساب المشاريع والوجهات السياحية، منها البناء المؤسسي لقطاع اقتصادي جديد، مجددا في الوقت ذاته أهمية المناطق ودورها الريادي في إدارة السياحة المحلية.
وأوضح الأمير سلطان أن الهيئة تعرض من خلال جناحها في الملتقى الهويات السياحية لعدد من المناطق الجديدة، مضيفا أن هذه المشاركة المهمة للسعودية في الملتقى تأتي في سياق الجهود للترويج للمقومات السياحية التي تمتلكها، وما تتميز به من توافر بيئة سياحية مميزة جعلتها المقصد الأهم لمواطني السعودية ومقيميها ولمواطني دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يرون فيها مكانا ملائما يحقق لهم الراحة والمتعة والطمأنينة ولا سيما بعد التزايد السنوي للمشاريع السياحية الأسرية.
وأكد أن كل منطقة من مناطق السعودية سيكون لها هوية سياحية مميزة في المرحلة الأولى، مضيفا أن الهيئة بدأت هذا العام تحويل تنفيذ الأنشطة السياحية من هيئة السياحة كجهة مركزية إلى المناطق، متوقعا أن تتم هذه الخطة خلال العامين المقبلين.
وأوضح أن الهيئة ستعرض على مجلس الإدارة في الاجتماع المقبل الذي يعقد الشهر المقبل خطة لتحويل مركزية إدارة وخطط التنمية السياحية إلى مجالس التنمية السياحية في المناطق، وذلك وفق الخطة الخمسية التي أقرت من الدولة.
وأكد الأهمية الاقتصادية لقطاع الحرف والصناعات التقليدية، مشيرا إلى أن الدولة حريصة على هذا القطاع، وأن الهيئة من خلال استطلاع التجارب العالمية مع شركائها في اللجنة التي ضمت عدة وزارات أن هذا القطاع قطاع صناعات مؤسسية تنتج فرص عمل كبيرة، وأنه قطاع يحتاج إلى دعم، خاصة في المرحلة التأسيسية في ضبط جودة المنتجات وإعطائها هوية سعودية خاصة التسويق والتمويل والتدريب، وذلك من خلال استراتيجية وطنية متكاملة مع خطة تنفيذية مدتها خمس سنوات رفعت للدولة في العام الماضي، متوقعا إقرارها في وقت قريب.
وجدد الأمير سلطان تأكيده على أهمية دور القطاع الخاص الذي يعد الشريك المهم الذي تقوده الهيئة، مشيرا إلى أن هذا القطاع لن ينمو ويؤدي أي نجاح في الاقتصاد الوطني دونما أن ينمو الأداء الحكومي ويواكب احترافية ونمو القطاع الخاص لنقل الاقتصاد الوطني من اقتصاد حكومي مركزي إلى اقتصاد حر، بحيث يكون متلازما بين نمو ودور القطاع الخاص ودعم القطاع الحكومي ونموه ونضجه الإداري ليواكب العصر الحديث في إدارة اقتصاد السعودية.
وأضاف أن الهيئة بنت نفسها كمنظومة من خلال مؤسسة حكومية نموذجية بتقديم خدماتها بطريقة جديدة وتواكب فكر وأداء القطاع الخاص فيما يتعلق بتمرير معاملاته والتعامل مع الإجراءات الروتينية الحكومية.
وأشار الأمير سلطان إلى أن الهيئة سوف تنظم منتصف العام المقبل معرضا سنويا للسفر والسياحة والاستثمار السياحي في السعودية بعد أن حصلت على موافقة المقام السامي الكريم، يوازي في حجمه ملتقى سوق السفر العربي.
وقال: إن الهيئة رفعت للدولة من ضمن لجنة مكلفة من الدولة في وزارة التخطيط، بمنظور متكامل للتمويل السياحي من خلال مجالس التنمية السياحية في المناطق وتمويل القطاع الخاص ودعم الاستثمارات التي قد لا تجذب التمويل ومساندتها ودعم الفرص الصغيرة والمتوسطة، مشيرا إلى أن هذه الدراسة التي تمت بالتعاون مع البنك الدولي رفعت للمجلس الاقتصادي الأعلى وهي تحت الإقرار.
ونصح الأمير سلطان المستثمر السعودي بأن يركز على السوق السياحية السعودية، واصفا هذه السوق بالمستقرة التي لم تتأثر بأي تقلبات، والمثمرة والرابحة اقتصاديا، فيما قال إن السائح السعودي أصبح يحتاج إلى الكثير من الخدمات الكبيرة جدا.
.