غرس (زراعة) الأسنان

غرس (زراعة) الأسنان

غرس (زراعة) الأسنان

الله عز وجل خلق للمرء جيلين من الأسنان لا ثالث لهما، الأسنان البنية والأسنان الدائمة، فإذا تلفت الأسنان الدائمة بسبب التسوس أو أمراض اللثة أو الكسر فلا يوجد ما يعوض عن هذا التلف في الوظيفة، النطق، الجمالية، والمضغ. ولقد فكر الإنسان، ومنذ قديم الزمان، بتعويض هذه الأسنان المفقودة بمحاولات زرع الأسنان. حيث إن كتب التاريخ تحدثت عن محاولات زرع الأسنان منذ ثلاثة آلاف سنة في الحضارات البابلية والآشورية والفرعونية وقبل الحديث عن زراعة الأسنان لابد من التفريق هنا بين نوعين مهمين من أنواع زراعة الأسنان.
أولا
إعادة زراعة الأسنان الأمامية للطفل الذي يتعرض لصدمة معينة على وجهه بحيث تخرج السن تماماُ من تجويف الفم بسبب شدة الصدمة وهذه الحالة من أهم الحوداث التي يتعرض لها الأطفال خاصة الأولاد أكثر من البنات, وإذا ما حدث ذلك فعلى الأم أن تنظف السن بالماء البارد فقط إذا ما احتوت على أوساخ وإعادتها إلى تجويف الفم في مكانها الطبيعي ولابد هنا من التأكيد على أن عدم إعادة السن إلى مكانه الطبيعي خلال العشرين دقيقة الأولى بعد الحادث يقلل من فرصة إعادة الحيوية لهذه السن. أما إذا لم تتمكن الأم من إعادة السن المصدوم إلى مكانها الطبيعي فعلى الأم أن تضع السن في وعاء فيه حليب ونقل الطفل بأسرع وقت ممكن لطبيب الأسنان. وهناك حالة أخرى من الزرع المسماة Transplantation حيث يتم زرع سن مطمورة في الفك إلى مكانها الطبيعي في الفك بحيث تفقد هذه السن حيويتها في أغلب الأحيان, وهذا النوع من زراعة الأسنان ذات نجاح محدود وسأتدرج لتفصيل هذا في مقالات لاحقة إنشاء الله.

ثانيا
أما النوع المهم والشائع من أنواع غرس (زراعة) الأسنان تتلخص فكرته بأن يتم غرس قاعدة معدنية داخل الفك وبعد فترة من الزمن تثبت هذه القاعدة داخل الفك ثم تتم صياغة تراكيب فوقها لتصبح القاعدة لبناء أما تاج لتعويض سن واحدة مفقودة، أو جسر ثابت للتعويض عن أكثر من سن واحدة مفقودة أو لتثبيت طقم أسنان(وجبة أسنان)، جزئي أو كلي Partial & completeلتعويض الأسنان المفقودة.
بدأت محاولات زرع الأسنان في منتصف السبعينيات حيث تم استخدام التراكيب الزراعية الأسطوانية, المسطحة والتراكيب تحت اللثة Subperosteadal . ثم استعمال معادن عديدة مثل الكوبلت كروميوم، Stenless Steel، الخزف وبعض الأحجار الكريمة ولكن أصاب هذه المحاولات الفشل بسبب الالتهابات التي رافقت هذه التراكيب.
لم تنجح عمليات زراعة الأسنان إلا في بداية الثمانينيات، حيث قام فريق طبي سويدي بتطوير تراكيب زراعة الأسنان باستعمال مادة التيتانيوم Titanium . حيث أثبت البروفيسور Brenermen أن تراكيب زراعة الأسنان المصنوعة من التيتانيوم بعد زرعها في الفك تترك لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر حيث إن هذه التراكيب تحفز خلايا عظم الفك على صنع مادة العظم حول هذه التراكيب، مما يخلق ما يسمى بالتكامل العظمي Osseo integration وتصبح هذه التراكيب المزروعة جزءا ثابتا من الفك. في المرحلة الجراحية الثانية يقوم على تثبيت قاعدة Fixture abutment لهذه التراكيب ليتم تثبيت التاج والجسر والطقم (الوجبة).
نسبة النجاح لمدة خمسة 15 هي 81 في المائة في الفك العلوي و91 في المائة في الفك السفلي.
لمن زراعة الأسنان؟ ( دواعي الاستعمال)
كل شخص فقد عددا من أسنانه يمكن أن يكون مرشحا لزراعة الأسنان على شرط:
> أن يمتلك فما صحيا خاليا من التسوس وأمراض اللثة وعلى مستوى عال من صحة الفم.
> أن يكون صحيا لا يعاني من أي مرض يؤثر على التئام الجروح مثل: النزيف, السكري غير المسيطر عليه تحت علاج الستيرويد Steroids.
> يجب أن يمتلك كمية ونوعية كافية لعظم الفك التي يمكن أن تستقبل تراكيب زراعة الأسنان وتحقيق التكامل العظمي Osteointegration ويتم التأكد من ذلك من خلال التشخيص الإشعاعي لعظم الفك باستعمال T scan .
> يجب أن يكون المريض مستعد نفسياُ ومادياُ لتحمل مراحل زراعة الأسنان والعمليات الجراحية المرافقة لها.
وتفشل زراعة الأسنان بسببين هما:
الالتهاب - وعدم توازن قوة الأطباق والمضغ.
وعادة تكون علامات الفشل هي:الألم عند المضغ، تهطل اللثة بعيداُ عن الأسنان المزروعة، تورم ونزيف اللثة.
شرح الصورة: 1- غرس الأسنان تتلخص فكرته في أن يتم غرس قاعدة معدنية داخل الفك وبعد فترة من الزمن تثبت هذه القاعدة داخل الفك ثم تتم صياغة تراكيب فوقها.
2- ثمة عدد من الشروط يجب توافرها في المرشح لإجراء زراعة الأسنان.

*مدير المراكز البريطانية للجودة في طب الأسنان- لندن.
استشاري ومدير مركز الأسنان في مستشفى دلة – الرياض – جدة.

الأكثر قراءة