دور وسائل الإعلام في التنمية.. "الاقتصادية" أنموذجاً

[email protected]

تظل وسائل الإعلام المختلفة في ظني من أهم محفزات النمو الاقتصادي في المجتمعات على الرغم من كونها محفزا غير مباشر, فهي تعطي زخما إيجابيا له دور مهم في تفعيل الأدوات اللازمة للنمو الاقتصادي, وهذا عادة ما يتم عن طريق رفع الثقافة الاستثمارية لشريحة واسعة من الأفراد بالبرامج والأخبار والتحليلات والمقابلات, وأيضا تعد وسيلة فاعلة لطرح هموم رجال الأعمال ومتطلباتهم والمشكلات والعقبات التي يعانونها, وتفتح قناة اتصال غير مباشرة بينهم وبين الجهات الحكومية ذات العلاقة, كما أنها تلعب دور المراقب المستقل في متابعتها إنجازات وإخفاقات الجهات الحكومية الراعية والمشرفة على النشاط الاقتصادي.
وكلما ازداد زخم التغطيات الإعلامية للأحداث الاقتصادية المختلفة أسهم ذلك في دفع عجلة النمو الاقتصادي، وهذا الدور المهم لوسائل الإعلام ربما يتضح جليا خلال العامين الماضيين عندما توسعت المطبوعات الصحافية في تغطية كل ما له علاقة بالشأن الاقتصادي وأولته اهتماما خاصا, وأسهم دخول القنوات التلفزيونية على الخط في دعم هذا الدور.
لقد تحسنت صياغة الخبر الاقتصادي عن ذي قبل وبدأنا نشعر شيئا فشيئا بتقدم في هذا الجانب, كما أن المطبوعات والبرامج المتخصصة بدأت في الظهور وإن كانت تواجهها بعض المشكلات والعقبات.
ومن الأدوات التي أسهمت وسائل الإعلام في تفعيلها ولها علاقة بتحفيز النمو الاقتصادي رعاية الندوات والمحاضرات والمؤتمرات واللقاءات والملتقيات الاقتصادية, وهذا ما قامت به صحيفة "الاقتصادية" بشكل واضح بل تميزت به خلال الأعوام الثلاثة الماضية حتى أنني أكاد لا أستثني أية مناسبة اقتصادية من رعايتها, وهذا الدور يدل على إحساس عميق بالمسؤولية الاجتماعية والوطنية بشكل عام, وإدراك من قبل المسؤولين فيها أهمية الدور الذي ينبغي أن تلعبه وسائل الإعلام بعيدا عن حسابات الربح والخسارة التي عادة ما تهتم بها وسائل الإعلام كافة.
ولم يقتصر دور صحيفة "الاقتصادية" على ذلك فحسب, بل تجاوزته إلى ممارسة أدوار أخرى, مثل تنظيمها محاضرات ولقاءات يتحدث فيها خبراء دوليون ورجال أعمال ومسؤولون حكوميون, كما أنها عقدت اتفاقيات مع دور خبرة لتنظيم مسابقات وإحصاءات لها علاقة بتحفيز منشآت القطاع الخاص, وأسهمت في دعم مطبوعات بعض الجمعيات العلمية والبحث عن ممولين لبعضها الآخر, وهذا بلا شك تجاوز نبيل للدور الإعلامي النمطي لدور أرحب يتصف بالوطنية والمسؤولية, كما ذكرت سابقا.
من هنا تأتي أهمية وسائل الإعلام في بث الشعور بالمسؤولية الوطنية والاجتماعية لدى القراء والمشاهدين ورجال الأعمال ومنشآتهم والمسؤولين الحكوميين, فبدون هذا لن تتقدم عجلة النمو الاقتصادي, ولن نستطيع التغلب على العقبات التي يواجهها العمل الاقتصادي وإيصال أصوات منشآت الأعمال للمسؤولين.
من الضروري أن تتصف وسائل الإعلام كافة بالمسؤولية والرصانة, فهذا من شأنه أن يمنحها احترام ذوي العلاقة, فالتزام هذا الخط هو الطريق الوحيد للنجاح في وقت لم تعد فيه الإثارة مقبولة, كما أن افتقاد الموضوعية والحياد سيؤول بها إلى الفشل لا محالة.
و مادام حديثنا عن وسائل الإعلام لا بد من المرور على ما ينشر في بعض مواقع الإنترنت, خصوصا تلك التي تهتم بالأسهم, فهي تحوي الغث والسمين وتتصف بعدم الموضوعية والحياد وتتعداه إلى البذاءة في بعض الأحيان, كما أنها تستغل لتمرير أخبار وتحليلات مغلوطة وغير حيادية, وهو ما ينزع عنها سمات الطرح المسؤول المحايد, لذا يجب الحذر منها وعدم الاعتماد عليها في أي قرارات استثمارية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي