جامعة الملك سعود في حفل خريجيها .. أمسية حافلة بالوفاء والإنجاز

جامعة الملك سعود في حفل خريجيها .. أمسية حافلة بالوفاء والإنجاز

جامعة الملك سعود في حفل خريجيها .. أمسية حافلة بالوفاء والإنجاز

حث الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، خريجي جامعة الملك سعود في مختلف الدرجات العلمية لهذا العام، بأن يسيروا على خطى أسلافهم الذين سبقوهم في طريق العلم والمعرفة.
وقال الأمير سلمان عقب رعايته حفل تخريج الدفعة 46 من طلاب جامعة الملك سعود في مختلف الدرجات العلمية: الدكتوراه، والماجستير، والبكالوريوس البارحة، "إنني مسرورا جدا بحضوري هذا اليوم حفل أبنائي الخريجين من طلاب الجامعة، مثل غيرها من المناسبات العزيزة على قلبي وأرجو للجميع التوفيق والسداد وأن يكونوا عبادا صالحين خادمين لدينهم ثم وطنهم وأمتهم".
ورحب الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن العثمان مدير جامعة الملك سعود،
بالأمير سلمان بن عبد العزيز والحضور، معتبرا أن رعاية الأمير سلمان لهذا الحفل دلالة للمكانة العالية التي يحظى بها منسوبو الجامعة والتعلم عامة عنده.

5% من المشاريع التنموية

ونوه بدعم القيادة الرشيدة للجامعة، إذ استحوذت مشاريع الجامعة على 5 في المائة من إجمالي المشاريع التنموية في منطقة الرياض الذي تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز برعايتها علاوة على أن 30 في المائة من مشاريع منطقة الرياض تقع بجوار الجامعة مما يحتم عليها التفاعل والشراكة في المجتمع.
وقال: "إنه من فضل الله عز وجل أن من على بلادنا الغالية وقيض لها قيادة رشيدة جعلت همها الأكبر بعد خدمة الدين والحرمين الشريفين الرقي بإنسان هذا الوطن بكل ما يتطلب من جهد وإنفاق وعلى رأس تلك الجهود الرقي بالعلم".
وأضاف قائلا: هناك الكثير من الاستثمارات الضخمة التي تم توجيهها للتعليم، حيث تحققت جملة من الإنجازات خلال السنوات الأربع الماضية ومنها إنشاء 12 جامعة حكومية جديدة، فضلا عن إنشاء 153 كلية علمية تطبيقية ترتبط جميع برامجها بسوق العمل ودعم التوسع في التعليم الجامعي الأهلي وتخصيص سبعة مليارات ريال لبرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، وقد تم استكمال ابتعاث 23 ألف طالب وطالبة لجامعة عالمية مرموقة أكثر من 70 في المائة منهم للماجستير والدكتوراة والزمالة.

17 كلية أهلية

كما تم دعم التوسع في التعليم الجامعي الأهلي، وذلك بتخصيص القروض وبرنامج الابتعاث الداخلي ليصبح عدد الجامعات الأهلية ثلاث جامعات و17 كلية أهلية، إضافة إلى تخصيص وزارة التعليم العالي أكثر من 450 مليون ريال لتمويل إنشاء مراكز تميز للبحث العلمي كان نصيب الجامعة منها أكثر من 100 مليون ريال، وكذلك تخصيص 100 مليون ريال من وزارة التعليم العالي خلال العام المالي الماضي والحالي منها 60 مليون ريال لدعم الإبداع والتميز لأعضاء هيئة التدريس وتطوير مهاراتهم و40 مليون ريال لبناء مقار دائمة للجمعيات العلمية.
وأكد الدكتور العثمان أن جامعة الملك سعود ستكون بعون الله تعالى ثم بتوجيه سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز مؤسسة تعليمية تتولد منها فرص جديدة اقتصادية وتعليمية وإبداعية حيث سيتم التركيز على البحث والتطوير واقتصاديات المعرفة والتعليم المبني على جودة المخرجات من حيث المحصول المعرفي والمهاري، كي يتمكن خريجوها من خلق فرص وظيفية أو الحصول على أفضل الفرص الوظيفية ذات المزايا المالية العالية في سوق العمل السعودية التي أصبحت سوقا عالمية.

هنا الجامعة الأم

وزاد: لا يفوتني أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان والتقدير، باسم جميع منسوبي الجامعة، للدكتور عبد الله بن محمد الفيصل مدير الجامعة السابق على حُسن قيادته لهذه الجامعة العريقة طيلة فترة إدارته، والإنجازات الكبيرة التي حققتها الجامعة في السنوات الماضية، وتتشرف الجامعة باستمراره أستاذا متميزا في قسم المحاسبة في كلية إدارة الأعمال، وخبيرا وطنيا في مجال التعليم العالي تستفيد الجامعة من خبراته وتستنير بآرائه.
وتابع قائلا: "في ظل هذا التوسع الكبير في قطاع التعليم الجامعي إضافة إلى التغيرات الكونية التي يشهدها العالم التي تتبلور ملامحها في بداية الألفية الثالثة نتيجة للتقدم الهائل في تقنية الاتصالات والمعلومات, كل هذا يحتم على جامعة الملك سعود, الجامعة الأم, أن تعيد اكتشاف نفسها وتحدد الدور الذي يجب أن تقوم به جامعة في حجم جامعة الملك سعود في بلادنا بعد 50 عاما من عمرها".

دعم رجال الأعمال

وأضاف: "إن جامعتنا اليوم بحاجة إلى بناء صورة ذهنية جديدة تتلاءم مع الظروف والمستجدات والتوقعات ومخرجات العملية التعليمية التي تشمل الطالب والطالبة والمسؤول والمجتمع والقطاعين الخاص والعام والدولة في مفهومها الأشمل".
ودعا العثمان المحبين للجامعة من المسؤولين ورجال الأعمال والصناعة للمشاركة في إعداد وبناء خطة استراتيجية لها نستشرف من خلالها المستقبل، وقال: "معا نحدد معايير الإنجاز والحكم على جودة الأداء".

قيمة العلم والعلماء

من جانبه أشاد الدكتور سعيد الزهراني عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، بما يحظى به قطاع التعليم في المملكة من رعاية خاصة من القيادة الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده، إيمانا منها بقيمة العلم والعلماء في عالم اليوم، الذي يعتمد اقتصاده ويزدهر على المعرفة، وتبنى نهضته ومكانته على العلم.

وسام الملك عبد العزيز

ونوه الزهراني في كلمة ألقاها نيابة عن زملائه أعضاء هيئة التدريس المكرمين الحاصلين على وسام الملك عبد العزيز, بالخطوات التي خطتها المملكة في الارتقاء بالأداء التعليمي بجميع أبعاده البشرية والتقنية سعيا للوصول إلى المستوى العلمي العالي، وتهيئة جميع الكوادر البشرية القادرة على المشاركة بكفاءة عالية في صنع نهضة البلاد ورقي الأمة، وأن السبيل إلى كل ذلك هو العلم والعمل، والإبداع والتطوير، والابتكار والتجديد، في عالم أصبح العلم أداة قوته، عالم لا يحترم إلا الأقوياء.

مرونة الأنظمة وتسهيل الإجراءات

وأبدى الزهراني نظرة التطلع إلى مرونة الأنظمة وتسهيل الإجراءات الإدارية، لتخطي المعوقات التي قد تحد من دعم البحث العلمي، وتسجيل براءات الاختراع، إضافة إلى التطلع لتفعيل دور مكاتب براءات الاختراع من قبل الجهات المختصة لتحويل الابتكارات إلى واقع ملموس، وتشجيع رأس المال الجريء، للاستثمار في نتائج الأبحاث والمبتكرات للمخترعين السعوديين، مؤكدا أن البحث العلمي يعد من منظور منظومة التعليم العالي بمثابة النواة التي تنمو وتتكاثر بشكل طبيعي، مكونة الأنسجة الحيوية المترابطة لدعم المجالات المختلفة للعلوم الأساسية والتطبيقية والإنسانية، لذا تعد البحوث العلمية هي الجذور الأساسية لتقدم الأمم وتطورها.

البحث العلمي وتحفيز الباحثين

وتابع قائلا: إن الإبداع والاختراع يحتلان مكانا بارزا في النهضة العلمية للأمم، وما الجامعات ومراكز البحوث سوى المهاد الرئيسية لهذا النشاط العلمي الحيوي، بما لها من وظيفة أساسية في تشجيع البحث العلمي وتنشيطه ودعمه، وإثارة الحوافز العلمية لدى الباحثين، حتى يؤدوا هذه المهمة على وجهها الأكمل، مضيفا إن حاجة العالم اليوم إلى الإبداعات والاختراعات والبحوث المتميزة أشد منها في أي وقت مضى، فالعالم في سباق للوصول إلى أكبر قدر من المعرفة المتقدمة والمستمدة من العلوم والتقنية الحديثة، التي تكفل تقدم الحياة ورفاهيتها.
ورأى الزهراني في كلمته أنه إذا كانت الدول المتقدمة تولي اهتماما كبيرا بالإبداع والاختراع، فذلك يعزى إلى إدراكها أن تقدم الأمم يكمن في قدرات أبنائها العلمية والفكرية، لافتا إلى أن الاختراع ميدان خصب ودعامة أساسية لاقتصاد الدول وتطورها، ومن ثم تحقيق رفاهية على رفاهية شعوبها والمحافظة على مكانتها الدولية تفاديا لمخاطر التبعية الصناعية، فضلا عن دفع عجلة التقدم الصناعي، وإتاحة فرص عمل وتطوير لصناعات جديدة.

الارتقاء بقدرات الطلاب

وبين الزهراني أنه لا يخفى أن الاختراعات العلمية مرتبطة بكفاءة المنهج التعليمي وجودة مخرجات التعليم، موضحا أن ذلك لا يكون إلا بالتركيز على مضامين التعليم القادرة على الارتقاء بقدرات الطلاب في شتى المراحل، حتى يصبح ذلك عاملا في تراكم الكفاءات العلمية والصناعية، مشيرا إلى أن من الحكمة أن يكون المناخ العام للتعليم موجها توجيها تقنيا يراعي حاجة البلاد المستقبلية لأجيال قادرة عل الاختراع والابتكار والتطوير، حيث من الثابت أن معظم الاختراعات الحديثة انطلقت من المؤسسات التعليمية ومراكز البحوث.

علوم وتقنيات النانو

واختتم الزهراني كلمته قائلا يشرفنا أن ننسب الفضل لأهله، ذلك أن خادم الحرمين الشريفين هو من يقود ذلك المخاض الفكري العلمي في بلادنا، حيث تقام المؤتمرات والندوات لتوعية المجتمع بضرورة البحث والابتكار، ودعم مراكز البحوث المتخصصة في علوم وتقنيات النانو، كما كرم الملك أساتذة الجامعات بأوسمة الملك عبد العزيز، تقديرا لجهودهم وتشجيعا لغيرهم من الباحثين والطلاب.

الأكثر قراءة