"دينافاكس" تتجه لكسب مليار دولار من سوق أدوية الحساسية

"دينافاكس" تتجه لكسب مليار دولار من سوق أدوية الحساسية

"دينافاكس" تتجه لكسب مليار دولار من سوق أدوية الحساسية

[email protected]

صناعة الدواء أحد أهم قطاعات الاستثمار، فمن أوجاع وآلام المرضى وتخفيف معاناتهم تأتي الدولارات وتتكاثر ويرى البعض أنها منجم الثروات ونتذكر أن "مصائب قوم عند قوم فوائد"، وأحد أهم المشاكل الصحية التي تواجه البشرية هو مرض الكبد الوبائي والالتهابات التي تأخذ كل فترة أشكالاً وألوانا مختلفة وصولاً إلى أمراض السرطان على اختلاف أنواعها، وكثيرة هي الشركات التي تقوم وتنشأ على ترويج نفسها بأنها تملك تقنيات دوائية تحت التجربة والتقييم ثم تجمع أموال المُساهمين المؤسسين ومن ثم تُدرج في البورصة لتتم المساهمة فيها عن طريق الاكتتاب لتُكمل العمل على أبحاثها وخططها قبل أن تُصنع كبسولة دواء واحدة، المهم أن يضع المُستثمر يده على شركة تبتكر أدوية بمفهوم جديد يعتمد على فهم الجينات البشرية أو أدوية تُعالج مرضا عالميا خطيرا.
اليوم سنستعرض إحدى هذه الشركات العاملة في مجال صناعة الأدوية ولديها تقنياتها الخاصة وهي لم تربح شيئاً في حياتها لأنها ببساطة تملك تقنيات دوائية تحت التطوير والاختبار ولم تقدم تقنياتها هذه على شكل منتج دوائي تجاري حتى الآن، لكنها تُحقق مبيعات من عقدها شراكات وتعاونا تجاريا مع جهات حكومية وشركاء تجاريين، اسم الشركة هو "دينا فاكس" Dynavax وتأسست عام 1996 ومقرها الرئيسي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية ولديها 77 موظفا فقط هم عماد الشركة ومُدرجة ضمن بورصة ناسداك تحت الرمز DVAX.

نظرة عامة

الشركة تقوم بتطوير الأدوية البيولوجية في مجال العلاج والوقاية من مختلف الأمراض المعدية والالتهابات، ولديها حتى الآن أربع منتجات يتم اختبارها سريرياً ومنتجات دوائية أخرى ما زالت في طور التطوير والبحث، ولدى الشركة تقنيتها الخاصة في تطوير الأدوية أُصطلح على تسميتها تقنية ISS وتعني سلسلة تنشيط المناعة الذاتية، حيث تقوم فكرتها على تنشيط مناعة الجسم ليتمكن من مواجهة المرض والالتهابات ويزيد من حصانة الجسم لوقت أطول، كما تقوم هذه التقنية بإعادة برمجة المناعة حتى تقوم بعلاج أسباب المرض وليس أعراض المرض كما هو الأمر الدارج مع معظم الأدوية التي تعالج الأعراض، وحتى الآن تعتبر أعمال الشركة في اختبار الدواء إيجابية.

الأدوية جديدة

لدى الشركة أربعة أدوية جديدة يتم اختبارها إكلينيكيا أولها دواء اسمه "تولامبا" Tolamba خاص بعلاج الحساسية الموسمية، كما تُطور الشركة لقاحا اسمه "هيبليساف" Heplisav لعلاج التهاب الكبد الوبائي "ب"، إضافة إلى علاج لسرطان القولون والتهاب الغدد اللمفاوية، ودواء "تولامبا" وصل إلى مراحل متقدمة في الاختبار ويتوقع أن يحصل على الموافقة من الجهات المختصة بحلول عام 2011، لذا تقوم شركة "دينافاكس" Dynavax بالبحث عن شريك تجاري يقوم بعمل تصنيع وتسويق الدواء وستجد الشركة هذا الشريك، خاصة أنها تجاوزت مراحل مهمة من اختبار الدواء مما سيُغري كبريات شركات الأدوية مثل Pfizer وميرك Merck للعمل على إنتاج وتسويق دواء "تولامبا"، ويتوقع المُحللون أنه في حالة تمكن دواء "تولامبا" من تحقيق أداء علاجي جيد على بقية الأدوية أن تحصل الشركة على حصة من السوق مقدارها مليار دولار أمريكي.
أما دواء "هيبليساف" Heplisav الخاص بعلاج "الكبد الوبائي" فتتوقع الشركة أن تحصل الموافقة على طرحه في نهاية عام 2009 ويُحقق مبيعات تصل إلى 500 مليون دولار أمريكي، لذا الشركة هي أيضاً في طور البحث عن شريك يقوم بإنتاج الدواء وتسويقه.

مؤشرات مالية

سنتناول قوائم الشركة الخاصة بعام 2006 التي صدرت أخيرا في شباط (فبراير) حيث سجلت الشركة في الاثني عشر شهراً الماضية مبيعات بلغت 4.85 مليون دولار وخسائر مقدارها 52 مليون دولار، وهذا أمر طبيعي في حالة مثل حالة شركة "دينافاكس" التي ما زالت تنفق على تطوير أدويتها وأبحاثها فهي تجني أرباحها مُستقبلاً، بالنسبة لربحية الشركة نجد أن نسبة صافي أرباح الشركة منخفضة بسالب 1274 في المائة وهي خسارة أعلى من معدل صافي خسائر الشركة في السنوات الخمس الأخيرة والتي تصل إلى – 365 في المائة ولكن نسبة صافي نمو الربحية لبقية الشركات العاملة في القطاع نفسه أفضل من الشركة ويُقدر بسالب 102 في المائة في المائة.
لا يوجد ديون على الشركة، علماً بأن السيولة الجارية Current Ratio المتوافرة لدى الشركة تستطيع تغطية أي ديون عليها في حالة وجودها مستقبلا بمقدار 6.5 مرة في حال طلب التسديد الفوري للفوائد، أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE فهي – 68.8 في المائة أي أقل بكثير من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع، بينما العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع الذي تنتمي إليه الشركة يُقدر بـ 5.4 في المائة، وقُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover هي مرة واحدة.
من المعروف أن المخزون يُعتبر أحد أهم الأمور المُكلفة للشركات وخصوصاً شركات بيع التجزئة ولكن دوران المخزون لدى الشركة Inventory Turnover يصل إلى 390، أي أنه يتفوق على دوران المخزون في شركات الأخرى الموجودة في القطاع الذي تنتمي إليه الشركة ويصل إلى 2.5 مرة لكن هذا المؤشر لا يؤخذ في الاعتبار حالياً، كما أنه توافر لدى الشركة عند نهاية عام 2006 سيولة نقدية واستثمارات مقدارها 86 مليون دولار، وهذه السيولة معرضة للتناقص حتى نهاية العام الحالي، ذلك أن الشركة تقوم بعمل أبحاث إكلينيكية لدوائها "تولامبا" وفي حالة حصول الشركة على شريك يقوم بعمل تصنيع وتسويق الدواء فسوف تتوافر لها سيولة نقدية إضافية.

مؤشرات فنية

سهم شركة "دينافاكس" تعرض لموجة هبوط منذ بداية العام الحالي فبعد أن ارتفع واقترب من سعر 9.5 دولار هبط فوصل إلى 4.5 دولار تقريبا، ما يعني خسارته بنسبة 52 في المائة ثم بدأ يتماسك ويرتفع ليُغلق يوم الجمعة الماضي عند سعر 4.94 دولار. حالياً السهم يقع تحت متوسط 200 يوم، ومتوسط 50 يوما كما أن متوسط 50 يوما هبط أسفل متوسط 200 يوم، ما يعني أن المقاومة ستكون قوية وتمنع من صعود السهم وستدفعه للهبوط والوصول إلى مستويات دعم قوية قريبة من سعر 4.5 دولار مرة أخرى في أحسن الأحوال وإن لم يصمد سيصل سعر السهم إلى مستوى قريب من 3.5 دولار، كما أنه توجد فجوة علوية Gap تكونت في ثامن يوم من عام 2007 بين سعري 8.5 و6.5 دولار وسيعود السهم إلى ملئها أي أنه سيرتفع من جديد على مراحل لكن ليس قبل أن ينتهي من طور الهبوط الحالي، وعندما ينتهي السهم من استكمال مرحلة الهبوط فيمكن شراؤه وطلبه بسعر يقع بين 4.5 و4 دولارات ثم الاحتفاظ بالسهم حتى يُحقق هدفه الاستثماري.

مخاطر الاستثمار

كثير من القراء يُصيبه الإحباط من هذه الفقرة من التقرير لأنه بعد قراءة بدايات التقرير يقتنع بجدوى الاستثمار في الشركة ثم تأتي هذه الفقرة من التقرير لتُعكر صفوه وترتيب أفكاره، وذكر هذه المخاطر هو من باب التحوط ودراسة جدوى الاستثمار في الشركة من جميع جوانبها، وأول ما يجب التنويه إليه هو أن الشركة تستخدم تقنية ISS التي طورتها وتملكها جامعة كاليفورنيا، أي أن الشركة تدفع مقابل الترخيص لها باستخدام هذه التقنية والرخصة مقيدة بزمن محدد وقد تنتهي الرخصة قبل أن تتم الموافقة على أدوية الشركة، ما يضطر شركة "دينافاكس" إلى دفع مبالغ مالية جديدة للجامعة مقابل تمديد رخصة استخدام تقنية ISS.
كما أن صناعة الأدوية أمر في غاية التعقيد ويدخل في مراحل تطويرها أمور قد تُغير مسار الخطة التي تتبعها الشركة مما يؤخر عملية التصنيع والتسويق، وباختصار أنها تستغرق الكثير من الزمن ونتائجها قد لا تُغطي تكاليفها إلا بعد زمن طويل، ومسألة طول الزمن واضحة في حديثنا عن أدوية الشركة الجديدة، حيث إنه ستتم الموافقة عليها بعد مدة تصل إلى سنتين في أقل تقدير حسب توقعات المهتمين بصناعة الأدوية، ومن الآن حتى ذلك الوقت على المُستثمر أن ينتظر وهو يرى الشركة تنفق الكثير من سيولتها النقدية ما دام مقتنعاً بجدوى استثماره.

المُنافسون

مع اقتراب الشركة من طرح دواءي الحساسية والتهاب الكبد الوبائي فإنها ستواجه منافسة من شركات الأدوية الناشطة في هذه السوق أو التي تُخطط للدخول إليه وخاصة سوق أدوية الحساسية الموسمية حيث يوجد 30 مليون أمريكي تقريبا يُعانون هذه المشكلة والخيارات المتاحة أمامهم من الأدوية لها آثارها الجانبية بينما يأتي دواء "تولامبا" على شكل ست حقن تُعطى كل أسبوع فقط وأثبتت حتى الآن أنها آمنة، مما سيؤهلها إلى اقتناص حصة قوية من سوق أدوية الحساسية الموسمية أما كُبريات شركات الأدوية المنافسة لها فقد تتحول إحداهم إلى شريك أيضاً.
أما في سوق أدوية علاجات التهاب الكبد الوبائي فإن الرائد فيه هو شركة "جلاكسو" ومعها شركة ميرك وروش وهي أسماء قوية في عالم صناعة الدواء ومُقارعتها ليس بالأمر الهيّن فبعض هذه الشركات لديه أدوية أخرى تحت البحث والتطوير والاختبار السريري والتوقعات من قبل خبراء صناعة الأدوية تقول إن دواء " هيبليساف" سيكون في أحسن الأحوال خيارا آخر أمام المُعالجين والمرضى.

المُستثمرون

المؤسسات المالية التي تدير صناديق استثمارية ضخمة تملك في أسهم الشركة ما نسبته 52 في المائة من الأسهم المُصدرة وعلى رأس هذه المؤسسات المالية Deerfield Management وFederated Investor وبنك أمريكا ولكل منهم نسبة تملك مقدارها 3 في المائة بينما المُطلعون على أخبار وأعمال الشركة من مديرين ومؤسسين فيملكون 28 في المائة ولم يقم أحد منهم بعمليات بيع أو شراء بحجم كبير بل عمليات محدودة حسب البيانات الصادرة أخيرا بعد الربع الأخير.

الخلاصة

أعمال شركة "دينا فاكس" تتركز على تطوير وتصنيع أدوية تهتم بعلاج الالتهابات والحساسية وسرطان القولون وأمراض الغدة الليمفاوية وهي أمراض أنهكت الناس ويحتاجون إلى أدوية جديدة ذات فعالية كما أن الشركة لا تقدم وتطور أدوية تعالج الأعراض بل تعالج أسباب المرض وذلك باستخدامها لتقنية ISS التي تقوم بتحفيز المناعة وتحسن من استجابة الجسم وتعيد برمجة المناعة، والشركة لديها علاجان سيتم طرحهما في غضون سنتين بعد أن تجاوزا مراحل متقدمة من الاختبار.
المحللون المراقبون لأعمال الشركة وعددهم يصل إلى خمسة محللين يتوقعون أن يصل السهم إلى سعر قريب من تسعة دولارات وثلاثة منهم ينصحون المستثمر على المدى الطويل بشراء السهم بينما اثنان منهم اقترحا الاحتفاظ بالسهم لمن يملكه، ومن وجهة نظر التحليل الفني فإن السهم يواجه ضغوط من عمليات بيع يتوقع لها أن تستمر وقد تصل بالسهم إلى سعر قريب من أربعة دولارات أو أقل وهنا قد تكون الفرصة سانحة، وعلى القارئ أن يتنبه إلى أن هذا التقرير هو تقرير تثقيفي وليس تقريرا يقيم جدوى الاستثمار في الشركة والتوصية عليها.

الأكثر قراءة