"جوجل" و"مايكروسوفت": سباق للاستحواذ على قطاع الإعلانات المبوبة في الإنترنت
حرب المنافسة بين شركتي جوجل ومايكروسوفت الأمريكيتين في قطاع الإنترنت قد تؤدي الآن إلى سباق استحواذ بتكلفة قد تصل إلى المليارات: فحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت" جورنال الاقتصادية تشارك الآن أيضا شركة جوجل في عملية المزايدة على شركة الإنترنت دوبل كليك (Doubleclick) من مدينة نيويورك. وكان قد أعلن الأسبوع الماضي أن دوبل كليك تخوض مفاوضات استحواذ مع ميكروسوفت. كما ورد أيضا أن شركات انترنت كبيرة أخرى مثل "ياهو" وقطاع الإنترنت "إيه أو إل" (AOL) لشركة الإعلام تايم وورنر (Time Warner) قد قادت محادثات مع "دوبل كليك". وحسب التقرير قد يزيد بوضوح سعر الشراء عن ملياري دولار.
من جانبها لم تدل الشركات بأية تصريحات حول الموضوع. و"دوبل كليك" هي شركة تسويق لإعلانات الإنترنت، فهي عبارة عن وسيط بين الشركات التي تبيع الإعلانات والشركات التي تدير مواقع الإنترنت. وتتميز "دوبل كليك" في هذا القطاع بأنها تضع إعلانات مصورة وإعلانات بالفيديو في مواقع زبائنها. بالإضافة إلى ذلك تمتلك الشركة نظاما لقياس مدى نجاح حملات الإعلان. وتأسست "دوبل كليك" في عام 1996 وأصبحت بسرعة إحدى أهم الشركات في قطاع الدعاية عبر الإنترنت. وبعد انفجار فقاعة التكنولوجيا انخفض حجم تعاملات الشركة. وفي عام 2005 بيعت دوبل كليك بمبلغ 1,1 مليار دولار للشركة المساهمة هيلمان & فريدمان من ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وفي الأعوام الماضية شهد قطاع الدعاية في الإنترنت انتعاشا قويا بمعنى الكلمة استفادت منه بالدرجة الأولى شركات مثل "جوجل" و"ياهو". ويتوقع أيضا للأعوام المقبلة نموا سريعا في هذا القطاع. ففي دراسة أجراها أخيرا بنك الاستثمار بايبر جافري يتوقع البنك في المعدل المتوسط نموا سنويا بنسبة 21 في المائة حتى عام 2011. وحتى ذلك الوقت ستصل الأعمال في قطاع الدعاية عبر الإنترنت حجما يزيد عن 81 مليار دولار.
وعلى خلاف "دوبل كليك" تركز "جوجل" بالدرجة الأولى على الإعلانات النصية المرتبطة مع عمليات البحث عبر الإنترنت. حيث تضع "جوجل" الإعلانات المناسبة من حيث المحتوى النصي للمصطلحات التي يعطيها المستخدمون بجانب نتائج عملية البحث. هذا وقد تضاربت الأقوال في الآونة الأخيرة من أن "جوجل" تريد تقوية الأعمال في قطاع تسويق الإعلانات المصورة، وأن الاستحواذ على "دوبل كليك" سيمثل خطوة في هذا الطريق. ويذكر أنه إذا استطاعت "جوجل" الاستحواذ على "دوبل كليك"، ستكون هذه أكبر صفقة في تاريخ الشركة.
وكانت "ميكروسوفت" قد بذلت في الأعوام الماضية جهودا كبيرة لتوسعة أعمالها في قطاع الإنترنت، فقامت بتطوير آلة بحث خاصة بها ونظام خاص لوضع الإعلانات. ولكن الأمل المرجو من عمليات التطوير هذه للوقوف بقدم راسخة أمام "جوجل" والشركات المنافسة الأخرى لم يتحقق لغاية الآن. فقد بلغت أخيراحصة ميكروسوفت في جميع عمليات البحث في الولايات المتحدة أقل من 10 في المائة، فيما بلغت في المقابل حصة "جوجل" 56 في المائة تقريبـا. وبينما تسجل "جوجل" بأعمالها في قطاع البحث عبر الإنترنت أرباحا كبيرة، يعاني قطاع الإنترنت لشركة مايكروسوفت خسائر. ففي الربع الثاني الأخير من السنة المالية 2006/2007، 30 حزيران (يونيو)، سجلت "ميكروسوفت" في هذا القطاع خسارة بقيمة 155 مليون دولار.