طلاب الامتياز في الطب: نعمل كالأطباء .. نريد إنصافنا ببعض مميزاتهم

طلاب الامتياز في الطب: نعمل كالأطباء .. نريد إنصافنا ببعض مميزاتهم

طلاب الامتياز في الطب: نعمل كالأطباء .. نريد إنصافنا ببعض مميزاتهم

يشكو طلاب الكليات الصحية في سنة الامتياز (سنة التطبيق في المستشفيات) من خفض مكافآتهم من عشرة آلاف و700 ريال إلى ستة آلاف ريال فيما خفضت مكافآت طلاب كلية العلوم الطبية من خمسة آلاف و400 إلى 2500 ريال، لافتين إلى أن هذه المكافآت لا تساعدهم على تنفيذ بعض البرامج المهمة لأداء أعمالهم المهنية.
في حين أن اختبارات التخصص للطلاب تراوح أسعار أدائها من 2500 ـ 3500 ريال، كما أنها غير متوافقة مع طول فترة العمل في المستشفى، لا سيما أنهم يعملون ويكدحون مرهقين وكأنهم أطباء لهم رواتبهم ومميزاتهم.
ويرى الطلاب أنه يجب إنشاء جيل طبي سعودي يفيد بلده لا الاعتماد على الأجانب، وهذا لن يتحقق إلا بتوفير البيئة الصحية والمكافآت المجزية لنا "أطباء الامتياز" إذا ما علمنا أن نسبة الأطباء السعوديين ضعيفة في المستشفيات 20 في المائة، وهناك وظائف طبية شاغرة.
في السياق ذاته، أكد عبد العزيز القحطاني طبيب امتياز: أن قرار تخفيض المكافأة كان ثاني أيام زواجي وفوجئت كغيري لأني تحملت ديونا كثيرة باعتبار أن المكافأة السابقة لن تتغير، صدقني ضاقت بنا السبل، ونحن مطالبون بدورات باهظة الثمن لا نستطيع دفعها بهذه المكافأة الضعيفة".
من جهته، قال طبيب امتياز آخر رفض ذكر اسمه "نريد أن يعاملونا كموظفين من حيث الراتب والإجازة، وإذا لم يرفعوا مكافآتنا فيجب أن يعاملونا كطلاب من حيث العمل والإجازة، نحن لا نعرف بالضبط هل نحن طلاب أم أطباء؟ المكافأة ضعيفة، والعمل عمل أطباء".
أما طبيب الامتياز عبد العزيز المنيع فيقول بحسرة: كنا ننتظر زيادة المكافأة 15 في المائة مثل باقي الموظفين ولكن فاجأنا تخفيضها، غيرت كل مخططاتي المستقبلية فأنا أجلت الزواج وعددا من مشاريعي، كما أن الدورات المطلوبة غالية، والمناوبات كثيرة والعمل مرهق".
على الصعيد ذاته، قال أنس عبد الحفيظ خان: أنا موجود في المستشفى من البارحة وأنت تجري اللقاء معي أكملت الساعة 24 في المستشفى وهذه معاناة كبيرة وبعد كل هذا نعامل معاملة طلاب وليس أطباء من حيث المكافأة والعمل، أتصدق أننا نعمل حتى في الأعياد!". كان بجانب أنس زميله طبيب الامتياز عبد الوهاب البابطين الذي قال:" أكملنا ست سنوات في الكلية، وكنا نعتقد أننا على النظام السابق نفسه من حيث المكافأة، وبنينا آمالا كثيرة وفجأة وبدون مقدمات خفضت المكافأة، أنا أخصص شهريا ثلاثة آلاف ريال لدورات واختبارات مهمة ولا حول ولا قوة إلا بالله".
على الصعيد ذاته، أكد مزيد العتيبي طالب امتياز تخصص علاج طبيعي، أن الطلبة بحاجه لحافز مادي يساعدهم على الإبداع في تخصصاتهم المختلفة، وبدون الدعم المادي ستتغير نظرة الأجيال المقبلة للكليات الصحية، وقال: لا أعلم هل أتنازل عن الدورات المطلوبة؟ أم أتنازل عن مصروفي الشهري؟".
من جانبه، أوضح أيمن الحازمي طالب امتياز تخصص مختبرات أن الطالب في سنة الامتياز يقضي فترة من 48 إلى 52 أسبوعا في أحد المستشفيات بدوام رسمي كباقي موظفي المستشفى الرسميين، ويباشر حالات المرضى ويتحمل المسؤولية ومع ذلك المكافأة 2500 ريال".
وزاد: أيضا من المعلوم أن في القطاع الصحي الكثير من المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تعقد بشكل مستمر ولكننا لا نستطيع دفع رسوم هذه المؤتمرات والندوات".
وفي هذا الإطار، لم تكن كلمة الطالبات غائبة، إذ قالت أحلام عبد الرحمن طالبة امتياز تخصص علاج طبيعي: هل من المنطقي أن أعطي وأعمل بإخلاص فأجد أن مجهودي هذا لا يوازي المقابل! أين عامل التحفيز؟ والعالم في غلاء مستمر، نعمل بدون مقابل معقول؟ مقابل لا يساوي المجهود المبذول". وأيدت أشواق عبد الرحمن طالبة امتياز تخصص صحة أسنان زميلتها قائلة: أتمنى من المسؤولين النظر مرة أخرى في قرار الخفض الذي لا أرى مبررا كافيا له خصوصا أنها توافقت مع زيادة رواتب الموظفين بنسبة 15 في المائة، ولا أعتقد أن 2500 ريال مشجعة لطالب الامتياز الذي يسعى لتطوير نفسه أكثر خلال فترة التدريب، وحقيقة لقد صدمنا كثيرا ونحن على أبواب التخرج بخفض المكافأة إلى أكثر من النصف".
من جهة أخرى، بين الدكتور عبد الله السبيعي استشاري وأستاذ الطب النفسي في مستشفى الملك خالد الجامعي، أن طبيب الامتياز لم يعد طالبا، فهو في كل الأعراف المهنية طبيب، ولكنه يعمل تحت إشراف من هو أكثر خبرة منه، وهو بذلك يختلف عن الطالب الذي لم يتخرج وليس من حقه معاينة المريض إلا لغرض التعلم تحت نظر أساتذته. وأضاف: طبيب الامتياز يعمل وقد تجاوز مرحلة التعليم في كلية الطب، وانطلاقا من هذه المسؤولية الملقاة عليه من مباشرة الحالات في أقسام الطوارئ والتنويم والعيادات والتي تعترف له ضمنيا بكونه طبيبا، فإنني أرى أن التخفيض لا يجب أن يطاله، كما أنه يفترض ألا يحرم هذه السنة في خدمته في النظام التقاعدي.

الأكثر قراءة