الصين تقتحم سوق صناعة الطائرات العملاقـة
الصين تقتحم سوق صناعة الطائرات العملاقـة
رحبت شركة صناعة الطائرات الأوروبية إيرباص بخطط الصين الساعية إلى الإسهام في تشكيل مستقبل تصنيع طائرات الركـاب مشيرة إلى أن التنافس شيء إيجابي. من جانبهم لا يرى محللون على المدى المتوسط منافسة كبيرة في طريق النمو، فهم يعتقدون، أن الصين ستحتاج إلى زمن أطول من الزمن الذي وضعته وهو عام 2020، حتى يصبح في مقدروها أن تكون منافسا قويا.
ويرى تشارلس أرميتاج من بنك الاستثمار ميريل لونش أن التركيز الضروري على مسألة تخفيض استهلاك الوقود، وتكاليف صيانة أقل وكذلك بناء شبكة صيانة دولية، سيكلف وقتا وثمنا كبيرا. ولن تكون طائرات الصين مستعدة للمنافسة في السوق العالمية قبل عام 2030، ولغاية هذه اللحظة قد تجد استخداما لها داخل الصين.
وأعلنت الصين أنها تعتزم التقدم في السوق العالمية لصناعة طائرات الركاب إلى مرتبة ثالث أكبر مصنّع في العالم كاشفة النقاب عن خطة تتمثل في تطوير وبناء طائرات تتسع لأكثر من 150 راكبا ومنافسة لبوينج وإيرباص في هذا المجال . ومثل هذه الطائرة تعادل في حجمها طائرة إيرباص من طراز إيه 320 (A320) أو بوينج 737. ويعتقد خبراء في القطاع أن الصينيين سيضاربون فيما بعد أسعار الطائرات المصنوعة في الغرب بسعر أقل بنسبة 20 في المائة.
ويعتبر بناء طائرة كبيرة إحدى الأولويات المهمة للتطوير العلمي والتكنولوجي للصين على المدى البعيد. وتعمل بكين في الوقت الحالي على تطوير طائرة مسافات متوسطة، هي الطائرة الإقليمية المتطورة إيه آر جي 21 (ARJ 21) والتي تتسع لـ 105 ركاب. وفي جميع الأحوال يباغت التوقيت الزمني القطاعَ، وليست محاولة الصين، لترسيخ قدم ثابتة في سوق الطائرات. فحتى الآن كان محللون يعتقدون أن نقطة تطوير الطائرات الكبيرة هي إحدى النقاط الرئيسية للخطة الخمسية القادمة اعتبارا من 2010. وحتى رئيس بوينج جيمس ماكينزي توقع في لقاء صحافي أن يكون المنافس الجديد من الصين لكنه لم يحدد موعدا لظهور تلك النافسة.
ويُتوقع على المدى المتوسط ألا تختلف سياسة الصين في صناعة الطائرات عن السياسة التي تتبعها في صناعة السيارات على الرغم من اختلاف الظروف والعوامل: فبعد التعلم من شركات التصنيع الأجنبية الرائدة سيمثّل دعم أعمال التطوير الذاتية النقطة الرئيسية.
يد المساعدة هنا ستمدها إيرباص. فالأوروبيون يريدون اعتبارا من مطلع عام 2009 بناء مصنع للتجميع النهائي بالقرب من ميناء تيانجين الواقع على بعد 120 كيلومترا جنوب شرق العاصمة بكين. وينبغي حتى عام 2011 أن يرتفع عدد طائرات المسافات القصيرة والمتوسطة (A320) والتي سيتم تركيبها هناك إلى أربع طائرات في الشهر، أي ما يعادل 13 في المائة من إجمالي الحجم الحالي والذي حتى ذلك التاريخ سيرتفع أيضا بدوره. وتعمل إيرباص اليوم مع ست شركات تزويد صينية، مما تنتجه هي أجزاء من أجنحة الطائرة وأبواب لمخارج الطوارئ ومعدات صيانة. وعلى الرغم من ذلك تقول إيرباص منذ زمن طويل إن خطر فقدان تكنولوجيا من إيرباص هو خطر يمكن السيطرة عليه ولا يشكل أي معنى ذي وزن قد يسيء إلى الصين كدولة عميلـة. ومنذ تموز (يوليو) 2005 تدير إيرباص في بكين بجانب مركز للتدريب مركزا هندسيا.
وفي خطة التطوير الجديد لصناعة طائرات الركاب سيربط الصينيون تلقائيا اسطولي الطائرات الحكوميين التابعين لهم China Aviation Industry Corp. I & II - واللذان يزودان أيضا شركة الطائرات الأوروبية والأمريكية. وتقابل إيرباص النقد العريض حول انتقال التكنولوجيا منها إلى الصين بنظرة إيمان بالقضاء والقدر: فذكرت المجموعة سواء الآن أو فيما بعد سيقلد الصينيون صناعة الطائرة بلا شك. وما نستطيع أن نفعله على الأقل إلا أن نحاول أن نجني بعض الأموال لبضعة سنين عبر برنامج تعاون. وبهذا يمكن أن تسير الأمور بصورة أسرع من المتوقع.
السبب في التطوير الخاص هو بالدرجة الأولى الحاجة الملحة: فالصين قد تشتري حتى عام 2025 نحو 2200 طائرة جديدة بتكلفة تزيد على 200 مليار يورو. وحسب دراسة أجرتها بوينج فسوف تصبح الصين مع هذا الموعد ثاني أكبر دولة بعد الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك أسطول طائرات مدنية. بيد أن صناعة طائرات عملاقة يعد أمرا مكلفا، فهو يتطلب تكنولوجيا عالية، ورأسمال ضخم وفي الوقت نفسه يشكل مغامرة خطيرة: فكما يبين حاليا تطوير الطائرة إيرباص إيه 380 (A380)، يعتبر النجاح أمرا لا يمكن حسابه. محاولات الصين منذ السبعينيات في صناعة طائرات ركاب حالفها جميعها الفشل. وتأمل الصين في الوقت الحالي من خلال طائرة (ARJ 21) بوضع خطط أكبر: ويقول رئيس اتحاد المؤسسات المصنّعة، تانج اكسياوبنج، هدفنا هو اللحاق خلال العشرين أو الثلاثين سنة المقبلة بشركات التصنيع العملاقة. هذا وقد ذُكر في سياق الإعلان عن طائرة الركاب العملاقة الجديدة، أن مجلس الدولة يريد إنجازا تاريخيا مشهورا مع عزيمة مريرة وإرادة قوية وجهود غير مضنية.