102 ألف إصابة مهنية خلال 1426هـ أدت إلى تكاليف مالية تزيد على 319 مليون ريال
102 ألف إصابة مهنية خلال 1426هـ أدت إلى تكاليف مالية تزيد على 319 مليون ريال
للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية دور فعال في العمل في رفع مستوى الصحة والسلامة المهنية في أماكن العمل ويظهر ذلك جليا في التشريعات التأمينية وما تقوم به المؤسسة من خدمات جليلة في هذا المجال ومن أبرزها في الوقت الحاضر الإعداد لمؤتمر الصحة والسلامة المهنية والذي سيعقد يومي السبت والأحد 11 – 12 ربيع الآخر 1428هـ الموافق 28- 29 أبريل من هذا العام بمناسبة اليوم العالمي للصحة والسلامة المهنية، ولتسليط الضوء على هذا المؤتمر وعلى دور المؤسسة في تعزيز ثقافة الصحة والسلامة المهنية في بيئات العمل المختلفة التقت "الاقتصادية" مع محافظ المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية سليمان بن سعد الحميّد:
في البداية نأمل منكم عرض دور المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في مجال الصحة والسلامة المهنية؟
عندما صدر نظام التأمينات الاجتماعية بموجب المرسوم الملكي الكريم رقم م/ 22 وتاريخ 6/9/1389هـ، اشتمل على فرعين أساسيين: فرع المعاشات وفرع الأخطار المهنية وأدى قرار تطبيق فرع الأخطار المهنية في تاريخ 1/7/1402هـ إلى تكفل المؤسسة بالعناية بإصابات العمل والأمراض المهنية، وبذلك اتخذت المؤسسة على عاتقها الارتقاء بمستوى الصحة والسلامة المهنية وجعلت ذلك من أبرز اهتماماتها إيماناً منها بأن التقصير في متطلبات الصحة والسلامة المهنية من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإصابات والأمراض المهنية فسعت إلى تعزيز ثقافة الصحة والسلامة المهنية والعمل على كل ما من شأنه أن يسهم في حماية العاملين وسلامتهم، وحرص نظام التأمينات الاجتماعية على رعاية العمال والتنبيه إلى أهمية السلامة المهنية حيث أوردت المادة (18/1) من النظام النص على إمكانية زيادة معدل الاشتراك حتى الضعف بالنسبة لأصحاب العمل الذين يرفضون التقيد والالتزام بالتعليمات الصادرة عن السلطات المختصة في موضوع سلامة العمال وصحتهم، ثم أتت اللوائح التطبيقية والتعميمات الصادرة بهذا الشأن لتشكل الكيفية التي تمكن المختصين في المؤسسة إلى الرقي بهذا المجال وتحقيق الأهداف المرجوة منه على النحو الأمثل.
مؤتمر الصحة والسلامة المهنية الذي تعتزم المؤسسة إقامته خلال الشهر الجاري ما أبرز أهدافه؟
للمؤسسة دور مهم في رفع المستوى العام للصحة والسلامة المهنية ولإيمانها بذلك ولأهمية الدور الذي يقع على عاتقها تجاه هذا المجال، قامت المؤسسة بالإعداد وتنظيم مؤتمر ومعرض الصحة والسلامة المهنية، والذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي بأهمية متطلبات الصحة والسلامة المهنية في بيئة العمل والتعريف بمعايير الصحة والسلامة المهنية المتبعة ومساهمة من المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في هذا المجال وإبراز جهودها وإسهاماتها المختلفة في خدمة المجتمع بشكل عام وأصحاب العمل والعمال بشكل خاص، ويعد هذا المؤتمر بأهدافه ومحاوره وأوراقه المقدمة من ذوي الخبرة والاختصاص من داخل المملكة وخارجها فرصة لأصحاب العمل والمعنيين للحضور والمشاركة في فعالياته والاطلاع على أحدث الطرق والوسائل التي تحد من مخاطر العمل وترفع احتياطات السلامة المهنية، والمساهمة في تطوير وتنمية المجتمع من خلال نشر ثقافة الصحة والسلامة المهنية.
وماذا عن أوراق العمل التي سوف تطرح في المؤتمر؟
يشارك في المؤتمر الدكتور جوا شيم براور مدير عام اتحاد برامج تأمين الحوادث بألمانيا رئيس اللجنة الفنية لتأمين الحوادث في الجمعية الدولية للضمان الاجتماعي، وسوف يتطرق لمفهوم الصحة والسلامة المهنية وبيان أهميتها وأهم المعايير التي يلزم على المنشآت التقيّد بها للحد من الحوادث والأمراض المهنية والطرق التي ينصح بها للارتقاء بالصحة والسلامة المهنية في مكان العمل.
كما يشارك الدكتور أحمد الشطي رئيس قسم الطب المهني في وزارة الصحة الكويتية أستاذ الطب المهني بجامعة الكويت ونائب رئيس الجمعية الآسيوية للطب والصحة المهنية بورقة عمل عن الخطط المهنية للصحة... أولويات وتوجيهات عالمية.
كما سيطرح في المؤتمر العديد من أوراق العمل المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية ومنها:
ورقتا عمل مقدمة من شركة أرامكو السعودية الأولى عن الصحة المهنية ضوابط وقواعد، والأخرى عن برنامج السلامة في أرامكو السعودية، وورقة عمل مقدمة من جامعة الملك فهد عن السلامة بالمختبرات، وورقة عن السلامة المهنية بالمرافق الصحية مقدمة من وزارة الصحة، وكذلك ورقة حول تطوير بيئة سلامة مؤثرة وفاعلة من شركة سابك، وورقة عمل مقدمة من رئيس اللجنة الوطنية للسلامة المرورية بعنوان حوادث المرور وخسائر أرباب المهن ومسؤولياتهم في مواجهتها. وورقة عن المخاطر والاحتياطيات الأساسية لتقليل الإصابات من الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وورقة عن مفهوم الجهاز التنفسي من المنظور المهني من جامعة الملك فيصل. وورقة عمل مقدمة من المديرية العامة للدفاع المدني بعنوان السلامة المهنية علم وتطبيق. وورقة عن حوادث إصابات العمل للشركة السعودية للكهرباء. وكذلك ورقة عن الطب المهني تقدمها المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بعنوان الارتقاء بالصحة بمكان العمل.
كيف تقيمون تأثير مثل هذا المؤتمر على مجال الصحة والسلامة المهنية وتأثير ذلك في العملية الإنتاجية على المستوى الفردي والعام ؟
لقد تم إعداد محاور هذا المؤتمر لتشمل أغلب الجوانب المهمة في مجال الصحة والسلامة المهنية والتي سيتناولها العديد من المختصين في هذا المجال من داخل المملكة وخارجها ومما لا شك فيه أن مثل هذا الحدث له الأثر الفعال في التعزيز والرفع من إدراك مفهوم وثقافة السلامة المهنية مما سيؤدي إلى اهتمام العمال وأصحاب العمل في متطلبات الصحة والسلامة المهنية ومراعاة تطبيق هذه المتطلبات في الأنشطة المهنية والتي تؤدي بدورها إلى تحفيز العملية الإنتاجية وزيادة جودة المنتج حيث تكمن الأسباب التي تؤدي إلى استغلال العمال كافة قدراتهم الذهنية والبدنية في توفر بيئة عمل آمنة وسليمة كما أن طريقة العمل الملائمة لقدرات الطاقة العمالية تقلص الجهد الناتج عن العمل ما يؤدي إلى استمرار القدرات الذهنية والبدنية لدى العاملين لوقت أطول وتدفعهم إلى أدى أعمالهم بطريقة أفضل وأسرع والعكس صحيح حيث يتحاشى العمال أداء العمل بشكل سليم عندما تكون بيئة العمل أو طريقته مكمناً للمخاطر التي قد تولد الإصابة في أي لحظة حيث تتركز أفكار العاملين في مثل هذه الظروف على كيفية المحافظة على السلامة الجسدية ما يؤدي في نهاية المطاف إلى التقصير في الجودة والعائد للعملية الإنتاجية، كما أن عائد تعزيز ثقافة السلامة المهنية ومراعاة متطلبات الصحة والسلامة المهنية لا تقتصر على الحماية الفردية بل تتعدى إلى الحفاظ على سلامة المنشأة و مكان العمل والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي, لذا فإن الاهتمام بمجال الصحة و السلامة في مكان العمل له آثاره الواضحة في رفع مستوى الإنتاج و تحسين العلاقة بين أصحاب العمل و العمال عندما يشعر العامل بأن صاحب العمل حريص كل الحرص على توفير أجواء عمل آمنة وصحية له. حيث يؤدي ذلك إلى الارتياح النفسي للعامل، لذا فإن إقامة مثل هذا المؤتمر تسهم في الوصول إلى المستوى المأمول لمتطلبات الصحة والسلامة المهنية.
ما الجهود التي تقوم بها المؤسسة لتعزيز ثقافة السلامة المهنية؟
للمؤسسة جهود متعددة في هذا المجال فقد سنت التشريعات والأنظمة الخاصة بالسلامة المهنية واستقطبت الكفاءات المتخصصة ووفرت الاحتياجات اللازمة لأداء العمل بالشكل المطلوب، حيث أنشأت منذ البداية إدارة معنية بالأخطار المهنية تبعها بعد ذلك إدارة طبية في المركز الرئيسي للمؤسسة وفي جميع مكاتب المؤسسة الواحد والعشرين وهي إدارات ذات علاقة وثيقة بجميع الفئات العمالية وينتسب إلى الإدارتين عدد من الكوادر الطبية والهندسية والمستشارين من ذوي الاختصاص بالصحة والسلامة المهنية.
وتتضمن المهام الموكلة إليهم زيادة الوعي بالصحة والسلامة المهنية عن طريق عقد الدورات والندوات وإعداد الكتيبات الخاصة في متطلبات الصحة والسلامة المهنية وزيارة الحالات الناجمة عن الإصابات المهنية بالمستشفيات والزيارات الميدانية للمنشآت من قبل مفتشي الصحة والسلامة المهنية وتقديم جميع المقترحات فيما يختص بالصحة والسلامة المهنية لزيادة الوعي بمفهوم الصحة والسلامة المهنية لدى العمال وأصحاب العمل، إضافة إلى عمل الدراسات لأسباب الحوادث المهنية و المساعدة في تقليصها و منعها و المشاركة دوليا و محليا في إعداد اللوائح و التشريعات الخاصة بالصحة و السلامة المهنية، والقيام بالدراسات والبحوث في مجال الصحة والسلامة المهنية.
كما تقوم المؤسسة بإصدار كتاب إحصائي سنوي يشتمل على تصنيف وتحليل الإصابات المهنية إضافة إلى إعداد جدول الأمراض المهنية الذي يشتمل على أكثر من 180 مرضاً مهنياً ويتم تحديثه حسب المستجدات التي تطرأ على طبيعة الأنشطة المهنية في ميادين العمل المختلفة، كما تم إعداد كتاب يعتبر دليلاً لمتطلبات الصحة والسلامة المهنية في أغلب المهن المحلية وتوزعه المؤسسة مجانا.
هل تقومون بشكل أو بآخر بالتفتيش للتأكد من قيام المشتركين من تطبيق متطلبات الصحة والسلامة المهنية؟
هناك زيارات ميدانية لمفتشي الصحة والسلامة المهنية لمختلف الأنشطة المهنية وتستند هذه الزيارات إلى البيانات الإحصائية التي يتم تسجيلها في نظام المؤسسة الآلي بشكل فوري عند وقوع الإصابة أو الإبلاغ عنها من قبل صاحب العمل أو من ينوب عنه بحيث يتم جمع هذه البيانات الإحصائية وتحليلها وتتم الزيارات الميدانية بناء على نسبة الإصابات إلى العدد الكلي للعمال لدى المنشأة أو حسب تكرار الإصابة أو طبيعتها، وتهدف الزيارات الميدانية بالدرجة الأولى إلى زيادة الوعي لدى العمال وأصحاب العمل بمتطلبات الصحة والسلامة المهنية وتقديم المساعدة الفنية المتخصصة لتلافي الأخطاء المهنية وتحسين بيئة العمل وظروفه ثم إلزام أصحاب العمل والعاملين بتطبيق متطلبات الصحة والسلامة المهنية التي يتطلبها نوع النشاط المهني للمنشأة ومتابعة هذا التطبيق حتى يتم بالشكل السليم حسب ما تنص عليه المواصفات المحلية والعالمية الخاصة بذلك.
هل تتوفر لديكم إحصائيات تبين حجم الإصابات المهنية ونوعيتها واتجاهها؟
هناك إحصائيات للإصابات تصدرها المؤسسة بشكل سنوي في "الكتاب الإحصائي السنوي" والذي يقوم بتحليل الإصابات وتوزيعها بناء على المعطيات الأساسية ويبرز هذا التحليل للبيانات الإحصائية مدى ارتباط الإصابة بالنشاط الاقتصادي للمنشآت ومواقع النشاط المهني،إضافة إلى البيانات الأخرى التي تمد المهتمين بمجال الصحة والسلامة المهنية بالمعلومات الكافية لدراسة ووضع الحلول اللازمة لتقليل الإصابات المهنية في المملكة.
وقد اتضح من البيانات الإحصائية الأخيرة أنه قد حدث ما يفوق 102 ألف إصابة خلال عام 1426هـ أدت إلى تكاليف مالية تقدر بنحو 319 مليون ريال، ومن الملاحظ أن هناك زيادة سنوية في عدد الإصابات بسبب الزيادة العددية في الأنشطة المختلفة وبالتالي الزيادة في عدد الأيدي العاملة وكذلك بسبب ما يطرأ على المهن المختلفة من دخول لمواد وعدد وآلات جديدة تحمل معها الكثير من المخاطر المهنية.
ما العوائق التي تواجهكم خلال العمل؟
أغلب ما يعانيه مفتشو الصحة والسلامة المهنية بالمؤسسة خلال القيام بمهامهم هو قلة الوعي بمتطلبات الصحة والسلامة المهنية لدى العديد من المنشآت سواء على مستوى العمال أو أصحاب العمل وخصوصاً لدى المنشآت الصغيرة، كما أن عدم مراعاة متطلبات السلامة العامة عند تصميم وإنشاء المباني وما تحتويه من آلات وأجهزة ومعدات يشكل عائقاً أمام تطبيق متطلبات الصحة والسلامة المهنية لصعوبة التغيير أو التحسين في وقت قصير خصوصاً للمنشآت ذات العوائد الإنتاجية المحدودة، كما يشكل المنظور المادي وعدم القناعة بما يعود به توفير متطلبات الصحة والسلامة المهنية من فوائد إنسانية ومادية والتسرع في جني عوائد مالية دون تطبيق برامج السلامة المهنية والمقارنة الخاطئة بين ما يتم إنفاقه على هذه البرامج وبين ما تعود به على العملية الإنتاجية من جودة وعوائد مادية بعد وقت قصير من تطبيقها لدى بعض المنشآت إلى التقصير والتواني في تلبية متطلبات الصحة والسلامة المهنية، كما أن قلة تضافر الجهود بين الجهات المعنية بالصحة والسلامة المهنية أدى إلى اختلاف في وجهات النظر وزيادة الأعباء على أصحاب العمل مما أدى إلى التقصير في تلبية المتطلبات الخاصة بهذا المجال.