صلاح جاهين.. مدح الثورة وقتل الثور!

أنا كل يوم أسمع.. فلان عذبوه
أسرح فـ بغداد والجزاير واتوه
ما اعجبش م اللي يطيق بجسمو العذاب
واعجب من اللي يطيق يعذب اخوه
عجبي!!
رسام كاريكاتير، صحافي، كاتب قصة، ممثل، منتج، محام... إلخ، كثيرة هي الأعمال التي قام بها صلاح جاهين، وكثيرة هي المهن التي تعاطاها أو الهوايات التي أتقن الغوص في أعماقها، إلا أن تخليد اسمه في أذهان المصريين والعرب، لم يكن مع أحدها كما كان مع الشعر الذي قاله في رباعياته.
حركة الضباط الأحرار وثورة 23 يوليو كانت مصدرا لإلهام جاهين، حيث خلَّد جمال عبد الناصر فعليا بأعماله، وسطر عشرات الأغاني له، لكن هزيمة 5 يونيو 1967م، وخاصة بعد أن غنت أم كلثوم أغنيته راجعين بقوة السلاح عشية النكسة، أدت إلى إصابته بكآبة لم يخرج منها، وكانت النكسة الملهم الفعلي لأهم أعماله الرباعيات التي قدمت أطروحات سياسية تحاول كشفت الخلل في مسيرة الضباط الأحرار، والتي يعدها الكثيرون أشرس ما قدمه شاعر معاصر لانتقاد ضباط الثورة الذين لم يلتزموا بخطها السياسي الذي أنشئت من أجله.