منتدى الدوحة: لجنة رفيعة بدل "أوبك للغاز"

منتدى الدوحة: لجنة رفيعة بدل "أوبك للغاز"

أسفر اجتماع الدول المصدرة للغاز في الدوحة أمس (منتدى)، عن تشكيل لجنة رفيعة المستوى للمنتجين, ويعني ذلك أن تلك الدول أجلت مشروعها لتأسيس منظمة للغاز شبيهة بـ "أوبك". وقال البيان الختامي للاجتماع، إن اللجنة ستكون برئاسة روسيا بوصفها الدولة المضيفة للاجتماع الوزاري المقبل, وستقوم اللجنة بوضع خطة شاملة لدعم وظائف المنتدى وتحديد كيفية تحقيق التطور المستقبلي للمنتدى.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

أسفر اجتماع الدول المصدرة للغاز في الدوحة أمس، عن تشكيل "لجنة رفيعة المستوى"، في الوقت الذي أكد فيه المجتمعون "أهمية تعميق التعاون بين الدول المصدرة للغاز وتعزيز تأمين وسائل إمدادات الغاز، واستقرار السوق بما يصب في مصلحة المنتجين والمستهلكين".
ووفقا للبيان الختامي للمنتدى فإن الاجتماع الوزاري المقبل سينعقد العام المقبل في موسكو.
وتجنب المتحدثون في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الغاز الذي بدأ أعماله في الدوحة أمس، الحديث عن قضية إنشاء منظمة لمنتجي الغاز مماثلة لـ"أوبك"، وركزت كلمات المتحدثين على مسألة تعزيز التعاون المشترك والتنسيق دون الإشارة إلى القضية الشائكة التي تقلق المستهلكين الكبار خصوصا الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
في الوقت ذاته، أكد مشاركون في المنتدى أن بعض الدول ستطرح قضية إنشاء منظمة لمنتجي الغاز في الاجتماع المغلق الذي يشارك في أعماله عشرة وزراء، بينما تغيبت نيجيريا عن الاجتماع.
وقال الدكتور إبراهيم الإبراهيم المستشار الاقتصادي لأمير قطر لـ"الاقتصادية": "إن التخوفات التي تطلقها الدول المستهلكة ليس لها مبرر على الإطلاق... وهم يتخذون قرارات لها علاقة بالمصدرين دون الأخذ في الاعتبار مصالح المنتجين"، مضيفا أن بعض الدول تطالب المنتجين بعدم توقيع عقود طويلة الأجل، وأنها تتدخل في الشروط التعاقدية التجارية.
وقال" نحن نرى أن هذه التصرفات غير ملائمة". وطالب بعدم معاملة الغاز في المرتبة الثانية بعد النفط "ونحن نفضل أن يعامل مثل النفط إذا لم يكن أفضل... وإننا نفضل أن يكون المنتدى أقوى مما هو الآن، مستدركا إلى أن المنتدى "ليس (كارتيل) ضد أحد وإنما منظمة تسعى للتنسيق بين الأعضاء والتفاهم بين المصدرين.
واعتبر الإبراهيم أن هناك آراء متباينة بين أعضاء المنتدى حول قضية إنشاء (كارتيل) للغاز.
من جهته، أكد عبدالله بن حمد العطية وزير الطاقة القطري أن بلاده لا تحبذ فكرة إقامة تكتل على غرار منظمة أوبك لمنتجي الغاز لكنها ستستمع لآراء الأعضاء الآخرين في منتدى الدول المنتجة للغاز.
ودعت دولتان من أمريكا الجنوبية من الدول المؤيدة للفكرة منتجي الغاز إلى العمل على زيادة التعاون فيما بينهم وقالتا إنهما ستمضيان قدما في تنفيذ خطط ترمي إلى إقامة تكتل إقليمي. وفي حين أن مؤيدي الفكرة سلموا بأن الاقتراح ليس عمليا في الوقت الحالي، فقد أكدوا تأييدهم أمس الأول قبل أول اجتماع وزاري للمنتدى منذ عامين.
وقال العطية للصحافيين قبل بدء الاجتماع في العاصمة القطرية إنه يكره كلمة تكتل. وسئل عما إذا كانت الفكرة ستناقش في الاجتماع فقال إن جدول الأعمال مفتوح.
ودعا العطية إلى العمل على زيادة التعاون لتحقيق استقرار السوق ومنح الثقة للمستهلكين مطالبا بإصدار بيان إيجابي موجه للعملاء مفاده أن المنتجين معهم وليسوا ضدهم.
وأضاف أن قطر التي تملك ثالث أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم،ستستمع لآراء الدول الأخرى المنتجة للغاز في الاجتماع. وقال إن على الدول الغربية ألا تشعر بالقلق لأن المنتدى ليس جديدا.
وأشار عبد الله بن حمد العطية نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة الصناعة القطري إلى أن المنتدى سيناقش التقلبات السعرية التي تسببت في عدم استقرار الأسعار، لافتا إلى أن التكلفة العالية لإنشاء مصانع تسييل الغاز مقارنة بالنفط هي "تكلفة عالية للغاية".
وأضاف أن الغاز يلعب دورا مهما جدا في الحياة البيئية "لذلك يجب أن تكون له أفضلية وقيمة مضافة مقارنة بالمنتجات الأخرى"، مشددا على أن كل هذه القضايا ستناقش في المنتدى بشفافية كاملة.
وطالب بتضافر الجهود لتوفير الاستثمارات لتطوير الموارد المتوافرة وضمان الشروط التي تكفل مصالح الدول المنتجة والمستهلكة.
ودعا لينيك سميث وزير الطاقة في ترينداد ورئيس الدورة السابقة إلى بذل الكثير من الجهد لتعزيز ومواصلة التشاور والتنسيق المشترك بين المنتجين وزيادة التعاون مع الدول المستهلكة بما يضمن الحفاظ على السوق العالمي وفق شروط عادلة تكفل مصالح جميع الأطراف لأن صناعة الغاز لا تخلو من مصاعب فنية واقتصادية وتسويقية.
وأبان أنه قدم مقترحات إلى المنتدى عبر الاجتماعات الدورية والمستمرة تتعلق بالإطار التعاقدي في تنفيذ مشاريع الغاز والوقود ضمن المنافسة والتعاون في مجال الاستثمار المشترك إضافة إلى شبكات الغاز عبر الحدود وخطط الدخول إلى أسواق الكهرباء ووضع سوق الغاز قصير الأمد.
وأكد وزراء آخرون أنهم يتطلعون إلى مزيد من التعاون الوثيق بين المصدرين.
ولا تصدر إيران ولا فنزويلا الغاز رغم أنهما تملكان احتياطيات كبيرة منه. وينتظر أن يطور البلدان هذه الاحتياطيات يوما ما.
ورغم أن الرئيس الروسي وصف فكرة التكتل المقترح في وقت سابق من هذا العام بأنها مثيرة للاهتمام فقد هونت روسيا أكبر مصدر للغاز في العالم من شأن الاقتراح.
وقال وزير الطاقة الروسي فيكتور خريستنكو مطلع الأسبوع الجاري، إن روسيا ليس لديها أي نية للتحكم في الأسعار على حساب الدول المستهلكة، مضيفا أنه يريد أن يشكل منتدى منتجي الغاز جزءا من حوار الطاقة العالمي بين المنتجين والمستهلكين.
ويقول محللون إنه يتعين على روسيا طمأنة عملاءها بأنها مصدر جدير بالاعتماد عليه خصوصا أنها قطعت صادرات الطاقة الأوروبية مرتين في إطار خلافات بشأن التسعير مع الدول التي تمر عبرها إمدادات الطاقة.
ومنذ تكوينه في 2001 لا يعد المحللون منتدى منتجي الطاقة أكبر من محفل لتبادل الأحاديث رغم أن أعضاءه يضخون نحو 60 في المائة من صادرات الغاز العالمية.
ورغم تنامي أهمية الغاز لمصدر للطاقة فإن المحللين لا يتوقعون أن يتمخض اجتماع اليوم عن أي قرارات جذرية.
وقال عدة وزراء إن احتمال تحول المنتدى إلى تكتل على غرار أوبك فكرة غير عملية نظرا لأن منتجي الغاز يمدون مناطق مختلفة من العالم ويحددون عادة الأسعار على أساس العقود طويلة الأجل.
وقال وزير الطاقة الإندونيسي بورنومو يوسجيانتورو "الغاز والنفط مختلفان".
واتفق معه وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل قائلا إن هناك سوقا صغيرة نشطة للغاز ولكن هذا لا يبرر إقامة منظمة على غرار "أوبك".
ويرى المحللون في الغاز الطبيعي المسال خطوة نحو قيام سوق غاز عالمية أكثر حركة ونشاطا.
ويمكن شحن الغاز المسال إلى أسواق مختلفة ولذا فهو أكثر مرونة بكثير من الغاز المنقول عبر خطوط الأنابيب والذي يتم توريده لأصحاب العقود طويلة الأجل.

الأكثر قراءة