كارثة المناخ: الأمم المتحدة تعلق الجرس وجماعات البيئة تطلب التحرك

كارثة المناخ: الأمم المتحدة تعلق الجرس وجماعات البيئة تطلب التحرك

دعت جماعات بارزة معنية بشؤون البيئة أمس الأول الجمعة للتحرك فورا لمواجهة ارتفاع درجة حرارة الأرض بعد أن أقر مؤتمر دولي تقريرا يوضح مدى الدمار العالمي الذي قد يسفر عنه التغير المناخي الذي ينتج عن أنشطة يقوم بها الإنسان.
وتأتي الدراسة بعد خمسة أيام من المفاوضات الشاقة بين العلماء ومسؤولين
حكوميين وجلسة أخيرة استمرت 26 ساعة نجحت خلالها الصين والسعودية وروسيا في التخفيف من حدة صياغة بعض الرسائل الرئيسية أو حذفها. ورغم الخلافات السياسية نجحت الوفود المشاركة في الاجتماع من 130 دولة في التوصل إلى اتفاق لأول مرة على أن التلوث بثاني أكسيد الكربون بفعل الإنسان يتسبب في رفع درجات الحرارة في أنحاء العالم. وأوضح ملخص لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة الموجه إلى صناع القرار في أنحاء العالم أن ارتفاع درجات الحرارة بفعل الأنشطة الإنسانية له تأثير ملحوظ على المستوى العالمي على كثير من الأنظمة الطبيعية والبيولوجية.
وأكدت الهيئة أهمية أحدث تقاريرها بخصوص ظاهرة الاحتباس الحراري رغم صدوره بعد خلافات استمرت حتى اللحظات الأخيرة خلال اجتماعات في بروكسل بسبب بعض أجزاء مهمة وحيوية في التقرير. وأكدت الهيئة أن الرسالة الأساسية وراء التقرير الخاص بالتغير المناخي لم تتأثر سلبا بتلك الخلافات.
وقال رئيس اجتماعات بروكسل مارتن باري"ما زال عصب الموضوع باقيا.. وليس من الصحيح القول إن الرسالة صارت ضعيفة". وعلى الرغم من ذلك اعترف باري بأن بعض الرسائل التي أكد عليها علماء شاركوا في كتابة التقرير لم توضع في الاعتبار بهدف الحصول على موافقة جماعية من الحكومات على التقرير.
غير أن باري قال خلال المؤتمر الصحفي الذي جاء بعد الموافقة على الصياغة النهائية لملخص التقرير الذي صدر في 1500 ورقة "إن بعض الحكومات تتخذ مواقف ربما تؤثر في بعض الأحيان على تقييمها". وأضاف "كان عملا شاقا" .. وكانت هناك لحظات صعبة و"مناقشات مطولة للغاية" فيما يختص بأمور حيوية.
ووصف عملية التفاوض التي شارك فيها علماء ومسؤولون حكوميون بأنها كانت مؤلمة. وأضاف أن الوفود اتفقت على أن "الاحتباس الحراري الذي تتسبب فيه الأنشطة الإنسانية له تأثير ملحوظ على المستوى العالمي في الكثير من الأنظمة الطبيعية والبيولوجية".
وقال باري إن الوفود اتفقت على أن مناطق القطب الشمالي وإفريقيا جنوب
الصحراء والجزر الصغرى ومناطق الدلتا في آسيا هي الأكثر عرضة لأخطار الاحتباس الحراري. وزاد أنه كان هناك اتفاق أيضا بشأن استمرار درجات الحرارة في الارتفاع في أوروبا وأمريكا الشمالية وعلى أن إنتاج الحبوب في المناطق المنخفضة ينخفض على نحو مطرد. وأعلن راجندرا باتشوري رئيس الهيئة إصدار التقرير، حيث وصفه بأنه "وثيقة جيدة للغاية" لم يكن من السهل التوصل إليها.
وقال باتشوري: "لقد أكملنا اجتماعا مطولا. وتم إقرار التقرير. كانت عملية مثمرة للغاية ولكن مجهدة في الوقت نفسه. في النهاية حصلنا على وثيقة جيدة للغاية. كانت عملية معقدة ولم تكن وثيقة سهلة من حيث الإصدار". ووفقا لمصادر بالوفود المشاركة في بروكسل كانت العقبات التي ظهرت في اللحظات الأخيرة قبل إصدار الوثيقة نابعة من السعودية والصين وروسيا، حيث طالبت الدول الثلاث بتخفيف الألفاظ الواردة في الوثيقة. ومن المتوقع أن تظهر تفاصيل أخرى بشأن الوثيقة في المؤتمر الصحافي في أعقاب إصدارها رسميا.
ووافق خبراء من 130 دولة على مطالب الولايات المتحدة والصين خلال
المفاوضات السابقة لإصدار الوثيقة. وقالت المصادر إن المقاطع التي تم حذفها من النص من بينها مقطع بخصوص الأضرار المتوقعة للمناخ في أمريكا الشمالية. وكانت مسودة التقرير الأصلية تشير إلى أن الأعاصير والجفاف والفيضانات والحرائق ستزيد نسبتها نتيجة لتغير المناخ وحذفت هذه الفقرة بعد طلب الولايات المتحدة.
وخلال المفاوضات أصرت الصين على حذف جزء من الوثيقة يشير إلى احتمال وقوع أضرار "ذات احتمالية عالية للغاية". وطالب علماء يحضرون المفاوضات بضرورة الاحتفاظ بهذا الجزء من النص وتم التوصل بعدها إلى حل وسط. وفي بداية المؤتمر أصبح من المعروف أن واحدا على الأقل من كل خمسة فصائل من الحيوانات والنباتات معرض لخطر الانقراض. كما أن الحرارة والضباب والدخان وسوء التغذية تصيب المزيد من الأشخاص بالمرض. وأن الفيضانات والجفاف أصبحا أكثر شيوعا. ووفقا لجماعات البيئة فإن النتائج الرئيسية التي توصل إليها التقرير بما في ذلك ارتفاع حرارة الأرض التي أدت إلى تغير المناخ من المرجح أن تؤثر في الملايين من البشر وأن تتسبب في موجات حارة وفيضانات وعواصف وحرائق وموجات جفاف.
وهناك عدة ملايين من البشر سوف يكونون عرضة للمخاطر نتيجة لارتفاع
منسوب المياه في الشواطئ نتيجة لارتفاع مناسيب البحار، لا سيما في المناطق المنخفضة المأهولة بالسكان والكثيفة السكان التي تعاني من تحديات أخرى مثل العواصف الموسمية. وفي شباط (فبراير) صدر الجزء الأول من التقرير الذي ركز على العلم واعترف بكلمات لا تدع مجالا للشك بأن النشاطات الإنسانية هي السبب وراء زيادة انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون الذي يحبس الحرارة داخل الغلاف الجوي للأرض. ومن المقرر أن يصدر الجزء الثالث من التقرير في أيار (مايو) حيث يختص بإيجاد طرق لمكافحة تغير المناخ.

الأكثر قراءة