مختصات: ضعف المعلومات المتوافرة عن الكوادر النسائية السعودية سبب لغيابها عن المؤتمرات الدولية
مختصات: ضعف المعلومات المتوافرة عن الكوادر النسائية السعودية سبب لغيابها عن المؤتمرات الدولية
دخلت المرأة السعودية مجال الطب في وقت متأخر بعض الشيء عن الرجل, إلا أنها أثبتت جدارتها في مجالات الطب المختلفة, ولكن قلة منهن عرفن في الوسط المحلي، بينما توجد مجموعة كبيرة من الطبيبات المتميزات اللاتي لم يظهرن في الإعلام ولا يعرفن خارج الوسط الطبي.
هذا بالنسبة للمستوى المحلي إما على المستوى العالمي فالوضع أسوأ، إذ لا تستطيع الجهات الطبية الخارجية الوصول لمعلومات عن الكوادر الطبية المتميزة في السعودية، لعدم وجود قاعدة بيانات بكافة المعلومات عن المتخصصات في المجالات الصحية يمكن الرجوع إليها في حال رغبت أي جهة خارجية دعوة المتخصصات لمؤتمر أو ندوة عالمية، الأمر الذي انعكس سلبا على مشاركة الطبيبة السعودية في المؤتمرات العالمية.
ذلك ما أكدته طبيبات سعوديات ومختصات في مجالات علمية ممن استطلعت"المرأة العاملة" آراءهن حول أسباب تدني مشاركة المرأة في المؤتمرات والندوات الدولية، حيث أجمعن على أن قلة مشاركة المرأة في المؤتمرات العلمية الخارجية يعود إلى عدة أسباب منها جهل الجهات الخارجية التي تقيم المؤتمرات والندوات العلمية بالكوادر النسائية بسبب عدم توافر قاعدة بيانات تضم معلومات كاملة عن المتخصصات في كل المجالات، إضافة إلى تقصير الجهات الرسمية في توجيه الدعوات لهن مكتفية بتوجيهها إلى نظرائهن الرجال.
وأكدت الطيبات أن ذلك أجبرهن على الاعتماد على جهود شخصية لحضور المؤتمرات والندوات التي تتعلق بتخصصهن, كما بين أن دعوات حضور المؤتمرات المحلية تتم عن طريق البريد ما يؤدي إلى تأخرها في بعض الأحيان لتصل بعد انتهاء المؤتمر, منوهات إلى أن قصر الإجازة العلمية السنوية يشكل هو الآخر عائقا أمام الراغبات في حضور أي نشاط خارجي, وطالبن بإعادة النظر في مدة الإجازة العلمية وإنشاء قاعدة بيانات إلكترونية تحتوي عنوان وأسماء المختصين في المجالات العلمية باللغتين العربية والإنجليزية.
وهنا تؤكد الدكتورة منى الصواف استشارية الطب النفسي ورئيسة وحدة الطب النفسي في مستشفى الملك فهد، أن قلة مشاركة المرأة في المؤتمرات الخارجية لها عدة أسباب، منها قلة عدد السيدات في ميدان العمل مقارنة بالرجل، كما أن العالم الخارجي ليس لديه معرفة كافية بجهود المرأة السعودية، ولهذا لا توجه لها دعوات للحضور, إضافة إلى أن حضور المؤتمرات العلمية بالنسبة للمرأة لا يكون بتمثيل رسمي، إذ إن معظم المشاركات النسائية في المؤتمرات تكون بجهود شخصية.
وزادت"كما أن الإجراءات الإدارية تمر بمراحل متعددة قد تأخذ وقتا طويلا ما يجعل دعوات الرجل للحضور أسهل بكثير، كما أن مشاركة المرأة في ندوات علمية خارجية تحتاج إلى نوع من المساندة من داخل الأسرة وهذا لا يتوافر في معظم الأحيان".
أما الدكتورة هيا الجوهر رئيسة قسم الأجهزة المركزية والمختبرات في المختبر المركزي لتحليل الأدوية والأغذية في مستشفى الرياض المركزي فقالت" إن عدم توجيه الدعوات للمختصات لحضور الندوات العلمية والمؤتمرات لا يقتصر على تلك التي تقام خارج المملكة فقط، بل حتى الندوات والمحاضرات المحلية في بعض الأحيان لا تصل للمختصين, مضيفة أنها تعرف عن أخبار إقامة المؤتمرات العلمية والندوات عن طريق الصحف أو المجلات العلمية".
وتضيف الجوهر أن لكل تخصص جمعية خاصة, فمن المفترض أن يكون لتلك الجمعيات دور في توجيه الدعوات وإطلاع المختصين على الأنشطة التي تقام في مجال تخصصهم محليا وعالمياً, وفيما يتعلق بتخصصها في مجال الصيدلة بينت أن الدعوات لحضور المؤتمرات الدولية غالبا ما تتم عن طريق شركات الأدوية المشاركة في المؤتمرات أو الندوات العلمية فيما عدا ذلك عبارة عن جهود شخصية".
في المقابل تخالف البروفيسورة زينب حبيب أستاذة في قسم النساء والولادة في كلية الطب جامعة الملك سعود زميلتيها السابقتين، إذ تؤكد أن قلة مشاركة الطبيبات السعوديات في المؤتمرات الدولية لا ترجع إلى التفرقة بين المرأة والرجل في تقديم دعوات للحضور، بل يعود لكون المرأة السعودية دخلت مجال الطب في وقت متأخر بعض الشيء مقارنة بالرجل، فمن الطبيعي أن تكون نسبة حضور الرجال للمؤتمرات الطبية أكثر من الحضور النسائي, مشيرة إلى أن الجامعة توجه دعوات حضور للمختصين بغض النظر عن جنسهم.
وزادت حبيب" على الطبيبة متابعة أخبار الفعاليات والأنشطة التي تقام في مجال تخصصها وألا تنتظر أن توجه لها دعوة للحضور بل عليها المبادرة للمشاركة, موضحة أن الجهات المسؤولة لا تمانع إطلاقا في مشاركة المرأة في أي نشاط يزيد من خبراتها وألا تسعى لحضور الندوات العلمية الداخلية والخارجية لمجرد الحضور فقط، بل عليها أن تحاول المشاركة بتقديم الأبحاث والدراسات ".
وهنا تعود الدكتورة الصواف إلى مدة الإجازة العلمية السنوية وتزيد" إن الإجازة السنوية محدودة نسبياً كونها لا تتجاوز 14 يوما ما يحد من مشاركة الطبيبة في الندوات العلمية, مبينة أنها في حال رغبت في المشاركة بإقامة محاضرات لأي جهة محلية تقيمها في الفترة المسائية حتى لا تستنفذ أيام الإجازة العلمية التي خصصتها للمشاركات الخارجية"، مطالبة بأن تمدد الإجازة العلمية لتصبح على الأقل أربعة أسابيع، مؤكدة أن ذلك سيساهم بشكل كبير في زيادة مشاركة المرأة في المؤتمرات والمنتديات العلمية سواء المحلية أو الخارجية.
وحول هذا الموضوع أكد الدكتور خالد مرغلاني المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أن الوزارة تعتبر أكثر وزارة تقدم برامج تدريبية لموظفيها وتعمل على تحسين خبراتهم العلمية، وذلك حسب دراسة أجراها معهد الإدارة العامة, مشيرا إلى أنه من شروط الهيئة الصحية للتخصصات الصحية إلزام الأطباء بحضور عدد معين من الندوات العلمية خلال العام.
وتابع مرغلاني" تقيم الوزارة في كل فترة دورات مجانية في مختلف التخصصات الصحية وتوجه دعوات عامة للراغبين والراغبات في الحضور بهدف رفع كفاءة منسوبيها وفتح مجال تبادل الخبرات".
وفيما يتعلق بالإجازة العلمية أوضح مرغلاني أن الوزارة حددت 14 يوما إجازة علمية، مشيرا إلى أن نظام الخدمة المدنية يتيح كذلك فرصة الانتداب لمدة لا تزيد على شهرين خلال العام الواحد, كما أنه يتاح للطبيب أو الطبيبة الحصول على إجازة دون راتب في أي وقت، وفقما يسمح به العمل في حال تجاوز عدد أيام الإجازات المسموح بها خلال العام التي حددها نظام الخدمة المدنية بـ 40 يوما خلال العام الواحد.