الاتحاد الأوروبي يحث أمريكا والصين والهند على التصدي لظاهرة تغيير المناخ
الاتحاد الأوروبي يحث أمريكا والصين والهند على التصدي لظاهرة تغيير المناخ
حث أمس الأول الإثنين كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة والصين والهند على تسريع الجهود الرامية إلى مكافحة ظاهرة تغير المناخ وتعهدوا بمساعدة الدول النامية على التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري.
وانتقد مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون البيئة ستافروس ديماس الولايات المتحدة بالتباطؤ في مكافحة ظاهرة تغير المناخ قائلا إن "هذا النهج يحول دون التوصل إلى اتفاق دولي حول ضرورة القيام بالعمل العاجل المطلوب لمكافحة تغير المناخ". وجاءت تعليقات ديماس خلال افتتاح الاجتماع الذي يعقد على مدى أسبوع لكبار خبراء تغير المناخ في العالم في بروكسل. كما حث ديماس الولايات المتحدة على التوقيع على المعاهدة الدولية لتغير المناخ، مضيفا أن هناك حاجة لإجماع دولي لكي يتم اتخاذ إجراء فعال على صعيد مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم.
في الوقت نفسه، دعا رئيس الوزراء البلجيكي جي فيرهوفستادت الولايات المتحدة والصين والهند على "الانضمام إلى الجهود الحالية من أجل اتخاذ إجراءات أكثر اتساعا" فيما يتعلق بمكافحة ظاهرة تغير المناخ. كما طالب بتغيير النظم الضريبية الوطنية من ضرائب العمل والممتلكات إلى ضرائب على التلوث والاستهلاك. يذكر أن نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة في الاتحاد الأوروبي تبلغ 14 في المائة، بينما تبلغ في الولايات المتحدة 25 في المائة، وبالتالي فإنها تعد أكثر دولة في العالم من حيث هذه الانبعاثات.
وقال ديماس إن "الاتحاد الأوروبي سيقوم بتمويل مشروعات تطوير البنية التحتية التي تكفل تقليل الانبعاثات وتوفير الطاقة في الدول النامية كما ستخصص جزءا من هذه الأموال للجهود الرامية إلى الحد من إزالة الغابات وفي نهاية المطاف زيادة رقعة الغابات".
ومن المتوقع أن يتضمن التقرير الذي تصدره لجنة الحكومات للأمم المتحدة لتغير المناخ المناطق الفقيرة في العالم التي ساهمت بأقل نصيب في الانبعاثات الصناعية، في حين ستكون هي الأكثر تأثرا بظاهرة الاحتباس الحراري. أما أوروبا الشمالية وأمريكا وهي المناطق المسؤولة بالدرجة الأولى عن نشوء ظاهرة تغير المناخ ستكون على الأرجح هي المستفيدة من ارتفاع درجة حرارة الكون.
من جهة أخرى، بدأ أبرز خبراء العالم في مجال تغير المناخ الإثنين الماضي محادثاتهم النهائية بشأن تقرير عن آثار الاحتباس الحراري، ومن المنتظر أن يصدر الخبراء تقييما متشائما لأثر هذه الظاهرة على حياة الإنسان. ومن المقرر أن تصدر الدراسة التي تدعهما الأمم المتحدة في السادس من نيسان (أبريل) في بروكسل بعد أن استغرق إعدادها ست سنوات بمشاركة أكثر من ألفي خبير.
وتبحث الدراسة الأثر المتوقع للتغير في المناخ على المجتمع البشري. وتشكل الدراسة التي أجرتها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ القسم الثاني من تقرير بشأن مناخ الأرض. وكان الجزء الأول قد صدر في شباط (فبراير) في باريس وركز على الأدلة العلمية التي تؤكد ارتفاع درجة
حرارة الأرض. ومن بين توقعات القسم الثاني من التقرير غرق المناطق الساحلية والمنخفضة بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار، مما سيدفع الملايين من البشر للنزوح إلى مناطق داخلية بعيدا عن الساحل.
ومن المتوقع أيضا أن يحذر التقرير من ارتفاع درجات حرارة الأرض وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تغير في المحاصيل الزراعية مما سيزيد من الجوع والأمراض. ويحذر التقرير أيضا من أن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة قوة الرياح سيؤديان إلى المزيد من الوفيات. كما أن تغير الأنظمة البيئية سيعني انقراض فصائل حيوانية ونباتية لا حصر لها.
وسيشير التقرير أيضا إلى أن الوقت قد يكون فات فيما يتعلق بمنع بعض آثار الاحتباس الحراري حيث إن البشر لا يمكنهم التأقلم أكثر من ذلك خاصة حينما يتعلق الأمر بارتفاع منسوب مياه البحار وتعرض الجزر للغرق. وسيقدم التقرير أيضا نصائح بشأن كيفية التعامل مع الآثار التي حدثت بالفعل نتيجة التغير في المناخ. وستنشر الهيئة القسم الثالث من التقرير في العاصمة التايلاندية في أيار (مايو) المقبل وسيتضمن نصائح محددة موجهة لصناع السياسات عن كيفية تقليل معدلات الارتفاع في حرارة الأرض.
ويتوقع الخبراء أن ترتفع درجة حرارة الأرض بواقع ما بين 8.1 درجة وأربع درجات مئوية قبل نهاية القرن الحالي وسترتفع بمقدار 4.6 درجة مئوية عند القطبين الشمالي والجنوبي، حيث ترتفع درجات الحرارة عندهما بضعف سرعتها قرب خط الاستواء. وأدى ذوبان الجليد إلى زيادة منسوب البحار والمحيطات 17 سنتيمترا خلال القرن العشرين بمعدل1.3 ملليمتر كل عام منذ عام 1993.