العالم يترقب 3 معارك تقنية كبري خلال عام 2007

العالم يترقب 3 معارك تقنية كبري خلال عام 2007

في الجزء الأخير من عام 2006، ظن البعض أنه من المثير أن يستشرف المرء عام 2007 ويستكشف المعارك المرتقبة. وخلُصَ الخبراء إلى أن المعارك الثلاث الأساسية ستتمثل في معركة المنزل الرقمي، ومعركة السيطرة على الأجهزة الكفية، ومعركة الهيمنة على سوق الأجهزة المحمولة.
وتتضمن الشركات المشاركة في هذه المعارك آبل، ومايكروسوفت، وسامسونج، وإتش بي، وديل، وجيت واي، وسوني، آي إم دي، وإنتل، وأنصار لينكس، وموتورولا، ونوكيا، وبالم، وريسيرش إن موشن، وسيسكو، وآي بي إم. وهذا يعني أننا نتحدث عن شركات عملاقة ستتميز المعارك بينها بالشراسة وستدوم لفترات طويلة.
والفائز في هذه المعارك هو الذي سيتمكن حقاً من التركيز على المستهلك الحقيقي بغية توفير الحلول التي لم تدرك الأسواق بعد حاجتها إليها، ولكنها ستسعى وراءها ما أن تدرك حاجتها إليها سعياً حثيثاً - والخاسر في هذه المعركة هو المنافس الذي قد لا يكون لديه أدنى فكرة عن مثل هذه الحلول.

معركة الهيمنة على سوق المنزل الرقمي

هناك عدد من المعارك الدائرة للسيطرة على المنزل الرقمي. وهي على الترتيب معركة الموسيقى الموزعة، والفيديو الموزع، والأتمتة المنزلية، والأمن المنزلي. والمنافسون الذين نراهم عادة يلاحقون بعضهم البعض عن كثب يتمثلون في شركات الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية التقليدية مثل سوني، وسامسونج، والفئة الناشئة من شركات التكنولوجيا التي تبحث لنفسها عن موطئ قدم في هذا العالم مثل آبل، ومايكروسوفت، وإتش بي، وديل، وسوني، وسيسكو.
وخلف الكواليس نجد شركات تكنولوجيا أخرى مثل آي إم دي، وإنتل، وتكساس إنسترومينتس، وموتورولا. وسينصب تركيزنا في الأعم الأغلب على كبرى الشركات المنافسة، ولكن شركة إنتل تمتلك القوة الكافية لتغيير نتائج هذه المعركة إذا أحسنت استخدام هذه القوة بحكمة وفعالية. والغريب أن شركة آي إم دي قد تكون بصدد المغالاة في القتال على الرغم من أنها تفتقر حقاً إلى الموارد اللازمة للمنافسة بفاعلية واقتدار.
وتتمثل العراقيل الأساسية في جمعية صناعة التسجيل الأمريكية RIAA، وجمعية أفلام الرسوم المتحركة الأمريكية MPAA، ومالكي المحتوى، حيث تنتابهم جميعاً مخاوف بشأن عمليات القرصنة لدرجة أنهم جعلوا من المستحيل صناعة حل يوفر تجربة تجدها السوق مثيرة.
ومن المثير أن نلاحظ أن هؤلاء الذين يخوضون هذه التجربة الآن ربما يخوضونها بواسطة تجاوز أدوات التحكم التي فرضتها هذه الجهات، الأمر الذي يجعل من الوسائط عالية الجودة المسلوبة أكثر قيمة من تلك التي يمكن الحصول عليها عبر الطرق القانونية. ويبدو أن كلا من جمعيتي RIAA وMPAA، تحثان دون وعي منهما، على تفشي القرصنة نتيجة لممارساتهما، وهذا أمر يخالف المنطق في نظري.
إن الهدف من تجربة المستخدم هو إمكانية الاستماع في أي مكان بالمنزل أو السيارة ومشاهدة الوسائط التي يحق لي استخدامها في أي وقت أريد، عدا أثناء القيادة الفعلية، بالسهولة نفسها التي يتيحها التلفاز. وهذا هدف بسيط بحق كل ما عليك هو أن تجلس، وتقوم بتشغيل الوسائط، وتستمتع. ويبدو من الواضح أن شركة مايكروسوفت وشركة آبل مستغرقتان بقوة في إسعاد مالكي الوسائط بتوفير هذه التجربة لهم.
إن القلق يطغى على شركات الأجهزة التكنولوجية والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية فيما يتعلق بالحفاظ على رضا باعة التجزئة، بحيث يقومون بتوفير العتاد اللازم لتفعيل هذه التجربة وإنجاحها. ويبدو أن شركة ديل يمكنها التفوق في هذا المضمار إذا أدارته كما ينبغي؛ لأنها هي نفسها منفذ البيع بالتجزئة الخاص بها. وما من أحد يدرج السيارات عملياً ضمن الحل الشامل. ومن الغريب أن شركة إنتل تعد استثناءً لهذا الموقف، حيث إنها تبذل جهداً في هذا الصدد.
ومن بين المنتجات التي اطلع عليها الخبراء، تبين أن أكثرها إثارة، وأغلاها عادة، هي تلك التي تقوم على نظام التشغيل لينكس، أو التي تمتلك برنامجاً أساسياً خاصاً وتكفل لك حرية نسخ الأسطوانات المدمجة وأسطوانات الفيديو الرقمية بداخل مستودع مشفر، ثم توزيعها في شتى أرجاء المنزل.
وبالنسبة للموسيقى، احتلت شركة سونوس المرتبة الأولى في هذا الحقل، ولكنها قاصرة فيما يتعلق بالفيديو، ويفتقر حلها إلى عرض النطاق اللازم لالتقاط مقاطع الفيديو.
ومازالت الأتمتة المنزلية حتى الآن على هامش المنافسات الضارية، حيث تسعى شركات مثل سمارت لابس سراً إلى تفعيل الأتمتة المنزلية في برامجها الرئيسية الحالية. ومن بين كبار المنافسين شركة سيسكو؛ حيث إنها تتمتع بالقوة والتكنولوجيا، فضلاً عن أنها لا تبدو وكأنها منشغلة بصفة خاصة بإرضاء كل من يسعى لحل جيد.
ومن الغريب أن شركة سوني من المفترض أن تسيطر على هذا المجال دون أدنى منافسة. فقدرتها على تصنيع منتجات مثيرة لا مثيل لها في كل الشرائح التي قد يتعين عليها تبنيها، ولكن من الواضح أنها لا تستطيع جمع شمل أقسامها المختلفة للتعاون من أجل تحقيق هذا الهدف. علاوة على ذلك، فقد وقعت الشركة في العديد من الأخطاء المدمرة، على الأقل في عام 2006، لدرجة أنه بدلاً من أن يراهن البعض على أنها ستهيمن على هذه الصناعة، صار كثيرون يراهنون على أنها ستفلس بحلول نهاية عام 2007.

معركة الفوز بسوق الأجهزة الكفية

يبدو أنه في ظل استقلال المساعد الرقمي الشخصي، فإن الطريق صار ممهداً لمشغلات ملفات MP3 للظهور في عام 2007، حيث ستحل المساعدات الرقمية الشخصية محل الهواتف التي صارت تتمتع بهذه الخاصية. وهذا هو أحد الأسباب التي دفعت بعض الخبراء كي يتوقعوا أن تقتحم شركة آبل عالم الهواتف، وطالما أنها تفرض سيطرتها على عالم ملفات MP3، فإن لديها ميزة رائعة تسمح لها باختراق عالم الهواتف. ولكن مازال من المشكوك فيه ما إذا كانت الموسيقى أم التراسل سيقود الصرعة التالية. وبينما أن شركة RIM (Research In Motion) لم تصل إلى مرتبة وقوة شركة آبل في المنافسة، إلا أنها تنمو بقوة، كما أنها حققت، رغماً عنها، أرباحاً رائعة في عام 2006.
إن الإجابة السليمة على السؤال التفاضلي ما بين الوسائط أم التراسل هو "نعم" على الأرجح، ذلك لأن الناس سيزداد إقبالهم تدريجياً على الخدمتين في آن واحد. يُذكر أن شركة آبل، نظراً لانسحابها من عملية Newton، لا تتمتع بميزة تنافسية في تقنية التراسل، على الرغم من أن الموسيقى تتمتع بميزة تنافسية أكبر.
وفي هذا الحقل، يعتقد أن الشركات المنافسة ستكون مايكروسوفت، ونوكيا، وموتورولا، وآبل، وجوجل. وستفتقر شركة آبل إلى القدرة على اللحاق بإيقاع السوق التجارية الرئيسية لحجم التعاملات الاحترافية، ولكنها ستكون الشركة المفضلة الأولى للمستهلكين. وسيشتري المستهلكون، لا الشركات، أغلب الهواتف المستخدمة حالياً.
أما مايكروسوفت وشركاؤها فيتمتعون بميزة تنافسية في السوق التجارية، ولكن هذه الشركات كانت غير راغبة في، أو لنقل، غير قادرة على بذل الجهد اللازم للفوز بشريحة كهذه. وهذه الشركات تضن بالتمويل اللازم للجهود المرجوة وتفتقر للإرادة المطلوبة - وشركة Plays مثال حديث على الشركات التي تسلك هذا المسلك - للمثابرة لحين تحقيق النجاح.
وتعد شركتا نوكيا وموتورولا الحصانين الأسودين في هذه الشريحة، حيث يمكنهما اقتحام هذه الشريحة سواء بمساعدة شركة مايكروسوفت أو من دون عون منها لإنجاح جهودهما. ولكن، يبدو أن هاتين الشركتين أيضاً تفتقران إلى القوة التسويقية لتحقيق النجاح المرجو على الرغم من المعوقات. ويمكننا القول إن شركة جوجل أيضاً حصان أسود أكثر خطورة؛ لأنه من المتوقع أن تكشف النقاب عن هاتف ممول كلية اعتماداً على أرباح الإعلانات ومن المتوقع أن يتمتع بالكثير من هذه الإمكانات. وإذا نجحت في ذلك، خاصة إذا كان ذلك بالتعاون مع شركة آبل بدلاً من التنافس ضدها، فقد يتعين على المنافسين الآخرين جميعاً البدء من نقطة الصفر.
ومن المرجح أن التميز في مجالي التسويق والعتاد سيمثل النقطة الفارقة في هذا المضمار، والبعض يغامر بمنح شركة آبل ميزة تنافسية مبكرة في بداية هذا السباق. فإذا استطاعت أن تحقق للهواتف ما تمكنت من تحقيقه لسوق ملفات MP3، ومن الواضح أن تاريخها حافل بمثل هذه النجاحات، فمن المفترض أن تكون هي الشركة المفضلة في بداية السباق.
يشار إلى أن هناك دعما تبادليا كامنا ما بين هاتين المعركتين الأوليين؛ فالفوز في إحداهما قد يمنح الفائز ميزة هائلة تمكنه من الفوز في الأخرى.

معركة السيطرة على سوق الكمبيوتر المحمول

إن هذه هي حقاً معركة الهيمنة على سطح المكتب، ولكن نظراً لأن أغلب أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي بيعت ستكون محمولة، فيبدو أن الحديث حول معركة السيطرة على سوق الكمبيوتر المحمول أكثر منطقية. وفيما يتعلق بالهدف من وراء هذه المعركة، سينصب تركيزنا على هؤلاء الذين يشترون أجهزتهم الخاصة، ذلك أن تكنولوجيا المعلومات تعتمد اعتماداً كبيراً على الأسعار. ومن ثم، فإن الهدف هو خط إنتاج جذاب منخفض الأسعار يغطي تشكيلة الخصائص التي يبحث عنها المستهلك، على أن يسمح بأكبر قدر ممكن من التخصيص.
من الممتع أن نضع آبل ولينكس في مواجهة مايكروسوفت، ولكن في أجزاء من حصة السوق، وهما لن يمثلا فارقاً عظيماً في واقع الأمر في عام 2007 لأي من أنصار المعسكرات الأخرى خلاف آبل ولينكس. وستنحصر المعركة الحقيقية فيما يتعلق بأنظمة التشغيل ما بين ويندوز إكس بي وفيستا، ولن تكون هذه المعركة سهلة قط.
فعلى الرغم مما قد تطالعونه من أخبار، فإن السواد الأعظم من المستخدمين يبدو راضِيا بنظام التشغيل إكس بي، والقاعدة العامة هي أن الراضين من الصعب زحزحتهم عن رأيهم.
يمكننا أن نتحاور بعض الشيء حول السبب وراء فرضية أن شركة مايكروسوفت كان ينبغي عليها الاعتماد على اختراق للأسواق قائم على استراتيجية تسعير مغرية فيما يتعلق بالإصدار فيستا، والتعويل على حقيقة أن نظام التشغيل هو منتج محوري يُمَكِّن من بيع قسم كبير من المنتجات المتعلقة به، ويخلق أعظم حاجز تكميلي للوصول كأساس لتسويق هذا النظام. ويمكننا أيضاً الإشارة إلى شركة آبل على أنها من الشركات التي تعي هذه الحقيقة أفضل من شركة مايكروسوفت. وأيضاً يمكننا الإشارة إلى استراتيجية متصفح الإنترنت "إنترنت إكسبلورد" كحالة تثبت هذه النقطة، ولكن لا حيلة لدينا، ومن الأرجح أن شركة مايكروسوفت تصم آذانها عن هذا الوضع.
وبحسب هؤلاء الذين يعملون بالتعاون مع شركة مايكروسوفت على تدشين إصدارها الأخير فيستا، فإن فريق التسويق المسؤول عن هذا الإصدار هو أفضل فرق التسويق التي عملت لدى الشركة على الإطلاق، كما أن الجهود المبذولة أيضاً تبدو منقوصة التمويل. إن المعلقين الرئيسيين الإيجابيين لا يبدو أنهم يلقون الدعم الذي يحتاجون إليه، كما أنهم يبدون عاجزين عن مصارعة شركة آبل التي من الواضح أن حملة "ماكنتوش في مواجهة الكمبيوتر الشخصي العادي الخاصة بها تعود بالنفع على مكانة شركة مايكروسوفت بشكل أكبر من أي جهد آخر بذلته من قبل لإثارة الحوار حول التحديث.
ولذا، فإذا لم تقوم شركة آبل بزيادة مواردها، فسيتم الإعلان عن التفوق لصالح نظام التشغيل إكس بي حتى نهاية عام 2007 فيما يتعلق بأنظمة التشغيل. أما بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر الشخصية نفسها، فإن أقوى الشركات المنافسة هي إتش بي، وديل، وجيت واي، وتوشيبا، وشركة آيسر، ولينوفو (في الصين)، وسوني. وبينما يعتقد بعض الخبراء أنه في حال حشد تنفيذيو شركة لينوفو جهودهم، فمن الممكن أن تحدث الشركة انقلاباً. ونجد أن هناك شركتين استمعتا إلى نصائح بعض الخبراء وقامتا بتصنيع منتج مصمم خصيصاً لنظام التشغيل فيستا. ولم تقم سوى واحدة منهما فقط بتطوير كمبيوتر محمول، أما الآخر فكان أكبر بكثير.
ومن سوء الطالع أنه لا يمكنني التصريح بهاتين الشركتين، وإلا سيتحتم على أن أقدم على الانتحار، على حد قول خبير في تقنية المعلومات، ولكنني سأمنح الميزة التنافسية إلى الشركة التي تتبنى نظام التشغيل فيستا وتحرص على تصنيع المنتج الذي يقترب بقدر الإمكان من تحقيق ما ستحققه شركة آبل بخطوط إنتاجها لنظام التشغيل Leopard. ستتعرفون على هذه الشركة في غضون أسابيع قلائل.

الأكثر قراءة