مادة الوطنية .. معلمون يتهربون من تدريسها وطلاب يستهترون!

مادة الوطنية .. معلمون يتهربون من تدريسها وطلاب يستهترون!

"التربية الوطنية" .. مادة دراسية أدرجت عام 1417 هـ ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم، والهدف "تفعيل الحس الوطني في نفوس الطلاب".
لاقت المادة جدلا تربويا واسعا .. لا اعتراضا على محتوى المادة، بل على المنهجية التربوية في التعامل معها، لتبقى مذبذبة يدرسها معلم علم النفس أو علم الاجتماع أو التاريخ والجغرافيا، وكأنها مادة تكميلية لا قيمة لها، والدليل أنه لا نجاح ولا رسوب فيها، كما أنها لا تدخل في معدل الثانوية العامة، لذا فقدت المادة هويتها وهيبتها وجمال مضمونها!
يقول المعلم محمد سالم الغامدي إنه سبق أن درس مادة التربية الوطنية في إحدى ثانويات الرياض، لافتا إلى أن الطلاب يتعاملون مع المادة باستهتار ولا يكترثون لها، بل يعتبرونها حصة فراغ.
ولفت إلى أنه يبدي عتبه على وزارة التربية والتعليم، مبينا أن الوزارة حين أقرت إدراج المادة في المناهج السعودية جعلتها بلا قيمة "إذ لم تدرجها في نهاية السنة ضمن المواد التي يمكن أن يرسب فيها الطالب ما شجعه على ألا يلقي لها بالا".
وأضاف: يفترض أن يكون مضمون المادة حول معلومات وفيرة عن تاريخ الوطن ومدنه وقراه وعن آثاره السياحية ومعالمه، والتطرق إلى أبرز مشاريعه التنموية العملاقة عن ماضيه وحاضره وعن المواطنة الصالحة والتحذير من الأفكار السامة المنحرفة والحديث حول تفعيل الوئام بين المواطن والوطن وغرس حبه والحنين إليه.
وطرح المعلم الغامدي عدة أسئلة قال فيها: هل نجحت مادة الوطنية في تنمية الحس الوطني عند الطالب؟ هل أسند تدريس المادة لمعلمين قادرين على تفعيل مضمونها؟ هل أوفت الغرض الذي من أجله أقرت؟ أم انضمت إلى صندوق التكديس في جدول الحصص الدراسية؟
على الصعيد ذاته، أبدى المعلم محمد الوليعي معلم التاريخ في مدرسة الأندلس الثانوية الذي يدرس حاليا مادة الوطنية، تضجره من إسناد المادة إليه وتدريسها بشكل دوري، موضحا أن المادة ليست من تخصصه، ما يجعلها ثقيلة على نفسه وثقيلة في جدوله.
وأبان أن أغلب المعلمين يحاولون التهرب من تدريس المادة، لافتا إلى أنهم يأنفون من تدريسها لعدة أسباب، وقال: الطلاب يعاملون مادة الوطنية بلا جدية، حينما نشرح الدرس لا نجد التفاعل باعتبار الطالب "ناجح ناجح" حسب تفكيره، فلماذا يبذل الجهد؟
وبين الوليعي أن المعلم يشعر بالإحباط عندما يحضر لدرسه ليعرضه بإتقان على طلابه ثم يجد التراخي منهم والاستهتار غير عامدين وعدم تفاعلهم تجاه المادة، ما ينعكس على نفسية المعلم ليساير الموقف!
في السياق ذاته، أكد بندر الرياعي المعلم في ابتدائية بكر بن أمية شرقي الرياض، أن مادة التربية الوطنية عبارة عن مزيج بين القراءة والتاريخ والثقافة الإسلامية وآدابها.
وأضاف: إن مواضيع مادة الوطنية لا علاقة لها بتربية الوطنية في نفوس النشء ولا تربي سلوكه ولا تفعل فيه حب الوطن إطلاقا.
على الصعيد ذاته، اعترف ثامر الغامدي الطالب في الثاني ثانوي، أن جل الطلاب لا يعتبرون المادة ذات قيمة، مبررا ذلك بـ "إن المادة لا تهدد نتيجة الطالب فيأمن الرسوب فيها .. إذا النتيجة .. التقاعس".
وطالب الغامدي بتكثيف دروس مادة الوطنية في المرحلة الابتدائية، مشيرا إلى أنها المرحلة الأهم في تعليم الطالب حقوق الوطن عليه منذ صغره كي يكبر وهو يتشرب قيمة الوطن.

الأكثر قراءة