الابتكارات الفكرية تحول الاقتصاد السعودي من العمومية إلى المعرفية

الابتكارات الفكرية تحول الاقتصاد السعودي من العمومية إلى المعرفية

كشف الدكتور خالد السليمان أمين عام جائزة موهبة للإبداع العلمي لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين، أن الاقتصاد الوطني يعتمد على المعرفة والتقنية، مبينا أنهما يلعبان دورا أساسيا ومحوريا في نمو الاقتصاد.
وأشار السليمان في حوار أجرته معه "الاقتصادية" إلى أن الصناعة وغيرها من القطاعات الاقتصادية أصبحت لا تعتمد كثيرا على الثروات الطبيعية والثروات الموروثة بل تعتمد إلى حد كبير الآن على الابتكارات الفكرية.
وأضاف أن هذه الجائزة مهمة في تحول المملكة كاقتصاد عام إلى اقتصاد معرفي، مؤكدا أن تهيئة بيئة الإبداع ورعايته هما الأساس في التطور المعرفي.
وتوقع أمين عام جائزة موهبة للإبداع العلمي لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين أن تتجاوز أعداد المشاركين في الجائزة ألف مشارك ومشاركة.
وقال السليمان إنه سيتم إعلان الفائزين بجائزة موهبة للإبداع العلمي مع نهاية العام الدراسي الحالي، فإلى نص الحوار:

> ما تقييمك لمشاركات المتسابقين في جائزة موهبة للإبداع العلمي في عامها الرابع؟
* من حيث النوعية لا أستطيع التحدث عنها لحين عرضها على لجان التحكيم التي من خلالها يمكن الاطلاع على مدى نوعية المشاركات، أما من حيث أعداد المشاركين فقد تجاوزت الأعوام الماضية، ونتوقع أن تتجاوز ألف مشارك، إذا ما قورنت بالعام الماضي، الذي كان عددهم فيه يقدر بنحو سبعمائة مشارك.

> متى تتوقعون إعلان أسماء الفائزين بالجائزة؟
* الإجراءات هي أن تعرض على لجان التحكيم واللجان تقوم بدراسة جميع الأعمال، وتعلمون أن ألف عمل ليست اختبارا إجابتها في ورقة واحدة، إنما تكون كل مشاركة مستقلة بذاتها، فلذلك يجب النظر لها باستقلاليه فهذا بحد ذاته يأخذ وقتا من لجان التحكيم التي تعمل يوميا لمدة شهرين في الحد التقريبي، إلى أن يقوموا بكل الأعمال، ومن ثم يبدأون في إجراءات إعطاء الدرجات ومناقشتها مع بعض، ومن ثم تأتي مرحلة المقابلات مع بعض المرشحين للتأكد من النقاط غير الواضحة، فهذه العملية تحتاج إلى وقت، لكنني أتوقع أن يتم الإعلان عنها نهاية الفصل الدراسي الحالي وتحديدا مع بداية الصيف.

>أقمتم الحفل الأول في جدة والثاني في الدمام والثالث في الرياض، هل لنا أن نعرف أين سيقام حفل العام الرابع؟
* نسعى لأن يكون في أكثر من موقع في المملكة، ففي العام الأول كانت مجموعة عبد اللطيف جميل في جدة ترغب في أن يكون الحفل في جدة، فضلا عن كون الجائزة لها علاقة بمركز عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع، أما في العام الثاني فكان الشيخ سعد المعجل ـ رحمه الله ـ في المنطقة الشرقية هو راعي الجائزة فلذلك أقمناها تكريما له في الدمام، فيما تم اختيارها في الرياض في العام الثالث باعتبار أنها مقر الجائزة، أما حفل الجائز الرابع فلم يتم تحديده حتى الآن، لكن وجود حفل الجائزة في أكثر من موقع سياسة نسعى لاتباعها، إضافة إلى أن التحديد يتم بناء على معظم المشاركات من أين ستكون وكذلك رغبة الراعي.

> أطلقتم في العام الرابع فكرة تشكيل فريق تنسيقي للجائزة، ماذا تمثل هذه الخطوة في النشر والتعريف برسالة الجائزة؟
* ليس هناك شك في أن يسهم الفريق التنسيقي بشكل كبير في نشر الجائزة، لذلك نتوقع هذا العام أن نتخطى ألف مشاركة، فهذا كان بجهد متراكم وكان للجان التنسيق أو فرق التنسيق من الجهات ذات العلاقة دور كبير في نشر فكرة الجائزة وثقافتها بين عموم الفئات المستهدفة من الجائزة ممن هم على مقاعد الدراسة في المراحل الابتدائية، المتوسطة، والثانوية، وأيضا في الجامعات المختلفة سواء كانت في التعليم العالي أو التعليم الفني للذكور والإناث، فكان لفرق العمل دور كبير في تعظيم المشاركة من حيث العدد، لكننا نأمل أن يكون لها دور أكبر في تعظيم المشاركة من حيث النوعية (نوعية المشاركة)، كون هذا هو العام الأول الذي نصل فيه إلى ألف مشاركة.

> سمعنا عن تفاعل رئيس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور محمد السويل مع أحد الأعمال الفائزة في العام الثالث وهو بعنوان (الكتابة المخفية وأمن البيانات) والعمل يعود لأربع طالبات في جامعة الطائف، هل تحدثونا أكثر دكتور خالد عن ذلك؟ وهل سنرى في المستقبل جوائز أخرى تخدم هذا البلد؟
* العمل متميز. ومحافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات هو شخصيا متخصص في التشفير، فرأى بالفعل بعد قراءته وتفحصه العمل، أن العمل متميز علميا فعرض تبني الهيئة نشر هذا العمل. ومما لا شك فيه أننا نسعى بالتفكير إلى أن تكون الجائزة في أكثر من مجال، فهناك إمكانية للنظر في تجزئة الجائزة لتصبح في أكثر من مجال سواء في المجالات العلمية أو غيرها من المجالات الأخرى، والأهم في ذلك هو اهتمام مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين في استثمار هذه الأعمال ومحاولة نقلها من أفكار وابتكارات إلى شيء واقعي يستفيد منه المجتمع.

> أين ترون موقع القطاع الخاص في دعم جائزة موهبة وغيرها من الجوائز المماثلة؟
* إن دعم القطاع الخاص لجائزة موهبة كان جيد جدا في الأعوام الثلاثة الماضية وهذا العام كان هناك رعاية من القطاع الخاص لهذه الجائزة، تتمثل الرعاية في منح قيمة الجائزة للفائزين وهذه تتجاوز مليون ريال، إضافة إلى التكفل بجميع النفقات الإدارية لأمانة الجائزة وهذه مبالغ لا يستهان بها، فتجاوب الرعاة. أنا أقول إننا سعداء به لكننا نطمح للأكثر من رعاة آخرين، فلم نر منهم إلا كل خير ومصداقية.

> هل بالضرورة وجود براءة اختراع للمبتكر المقدم؟
* لا ليس بالضرورة أن يكون هناك براءة اختراع للمبتكر المقدم، لأننا نطمح أن يبدأ النشئ في التفكير في حلول لظواهر وقضايا ومشكلات يواجهونها في المجتمع ليتم الاستفادة منها في المجتمع، كما ليس من الضروري أن تكون اختراعا ولكنها تطبيق لفكرة تأتي بحلول يستفيد منها المجتمع، فليس هناك شك في أن تتم الاستفادة من الأفكار أو الحلول التي يمكن أن تستثمر وتنتهي ببراءة اختراع، لكننا في نهاية الأمر لا نشترط الحصول على البراءة، فهدفنا الرئيس هو تشجيع النشئ والشباب على تطوير الأفكار ومحاولة إيجاد الحلول لما يشاهدونه في المجتمع من مشكلات أو مظاهر.

> ما معايير اختيار الأعمال الإبداعية؟
* المعايير كثيرة، ولكن يجب أن يكون العمل أصيلا، بمعنى أن يكون المشارك هو من قام بتطوير هذه الفكرة، إما فكرة جديدة تماما هو الذي أتي بها، وإما قام بتطبيق فكرة موجودة لحل مشكلة ما، وهذا الحل واضح تماما وله فائدة وأثر كبير في المجتمع. أما المعايير فيجب أن تكون الفكرة علميا ناجحة فلا يمكن قبول فكرة تتعارض مع النظريات العلمية معيار آخر هو القيمة العملية لهذه الفكرة للمجتمع فهذه لها وزن في الجائزة لأننا نريد أن نشجع الأفكار التي تخدم المجتمع في نهاية المطاف.

> أمضت الجائزة أربعة أعوام من عمرها؟ هل سيتم اقتصار الجائزة على فئات عمرية محددة، بمعنى هل ستكون مفتوحة في العام المقبل لمن هم فوق 25 سنة؟
* في الوقت الحاضر لم نفكر في هذا لأن المؤسسة لديها برامج للمبتكرين لمن تزيد أعمارهم على 25 عاما، وبما أن الهدف الأساسي من الجائزة هو بداية التواصل مع المبدعين والمبتكرين من بدايات أعمارهم، لذلك حددت إلى عمر 25 عاما، فنحن نريد أن رعى جميع من هم الآن في المراحل التعليمية فالهدف بالدرجة الأولى هو التواصل من البداية مع الناشئة والشباب وهذا طبعا لا يلغي دور المؤسسة في رعاية من هم تجاوزوا سن 25 وبالفعل لدينا الكثير من البرامج التي ترعى هذه الفئة؟

> آلا ترى أن من هم في سن الـ 25 فما فوق تكون موهبتهم مكتملة النمو وسيستفاد منها وذلك لتوسع إدراكهم؟
* ما في شك لذلك أقول لك مهمة أساسية من مهام المؤسسة، هي رعاية هذه الفئة، رعايتهم من حيث مساعدتهم على تسجيل أفكارهم ومنحهم براءة اختراع، ومساندتهم من حيث ربطهم بمستثمرين بمقدورهم أن يحولوا أفكارهم واختراعاتهم إلى حقيقة وواقع يستفيدون منها شخصيا ويستفيد منها المجتمع، ليس إهمالا لهذه الفئة بقدر ما هو عدم إغفال البدايات وعدم إغفال أن الرعاية يجب أن تبدأ من الصغر، وليس لدينا دراسة بالنسبة لأمانة الجائزة لرفع السقف العمري للمشاركين في الجائزة، ولكن الجائزة ونظامها تطور أكثر من مرة خلال السنوات الثلاث الماضية.

> باعتباركم أمينا عاما للجائزة كيف ترون أن مساهمة جائزة الإبداع العلمي مستقبلا في الاقتصاد؟
* المملكة والعالم كله يعيش الآن مرحلة جديدة يعتمد فيها الاقتصاد الوطني على المعرفة والتقنية، فهما يلعبان دورا أساسيا ومحوريا في نمو اقتصاد البلد، فالصناعة وغيرها من القطاعات الاقتصادية أصبحت لا تعتمد كثيرا على الثروات الطبيعية والثروات الموروثة بل تعتمد إلى حد كبير الآن على الابتكارات الفكرية، فهذه الجائزة وغيرها من الأعمال مهمة جدا في تحول المملكة كاقتصاد عموما إلى اقتصاد المعرفة، أفضل ما يمكن تقديمه هو تهيئة البيئة المناسبة لكل مبدع ومبتكر، لأن تهيئة هذه البيئة ستفتح المجال أمام هذه الفئة لأن يطلقوا العنان لفكرهم الإبداعي ولقدراتهم الإبداعية، فمتى ما تهيأت هذه البيئة المناسبة استطاع الموهوب واستطاع المبتكر أن يقدم أعمالا لها ثمرة اقتصادية كبيرة جدا على البلد، ففي تقديري الشخصي أن تهيئة بيئة الإبداع ورعاية الإبداع هما الأساس فيها.

الأكثر قراءة