تخصيص المطارات للخطوط الخاصة
بدأت مبادرات تخصيص صناعة النقل الجوي في المملكة تؤتي ثمارها، فخطوط سما الجوية وطيران ناس استطاعا تقديم نموذج النقل الاقتصادي للرحلات الداخلية وأدى ذلك إلى افتتاح رحلات جوية مباشرة بين مدن لم تكن موجودة في السابق بل إن الكثير من روابط المدن المباشرة لاتزال مطلوبة بقوة كالرحلات بين مدن المنطقة الشرقية ومدن المنطقة الشمالية، وكذلك بين مدن المنطقة الشمالية ومدن المنطقة الجنوبية. الزيادة في حجم الحركة الجوية بين المطارات السعودية ستؤدي إلى خلق فرص استثمارية جديدة في المطارات الدولية والإقليمية وجلب العديد من القيم المضافة للمطارات، الذي بدوره سينعكس على تنمية المناطق ككل. هيئة الطيران المدني لديها خطة طموحة لتخصيص قطاع النقل الجوي في المملكة إلا أنها تعاني الكثير من موروثها الإداري والتشريعي مما تسبب في بطء تحقيق الأهداف. فصناعة النقل الجوي من أهم مزاياها سرعة تحركها وقدرة الشركات المنافسة على استحواذ إعمال خارج حدودها، ومن أشهر الأمثلة على ذلك تسرب جزء كبير من حركة السفر الخاصة بمطار الملك فهد الدولي إلى مطار البحرين الدولي. أما مطار دبي الدولي فأصبح بلا مبالغة (المركز) للمسافر العالمي في المنطقة، وبقية مطارات المنطقة أصبحت المطارات (المغذية) وبذلك تشكل ما يعرف في صناعة النقل الجوي بـ (Hub and Spoke). فعدد الرحلات الدولية ووجهاتها من مطار دبي الدولي تمثل حجم الإنجاز العالمي الذي تم تحقيقه في سنوات قصيرة من قبل الأشقاء في إمارة دبي. أغلب مطاراتنا لا تشكو من البنية التحتية وإنما تلتمس تشريعات سهلة وشفافة وضمانات موثقة كي يقوم القطاع الخاص بتمويل وتطوير أعمال المطارات. على سبيل المثال تقدم كاتب المقال بالعديد من الاقتراحات لاستثمار الصالة المغلقة في مطار الملك خالد الدولي في الرياض بأن تقوم شركات الخطوط الجديدة بعمل كونسورتيوم مع الشركات السعودية المتخصصة بالأسواق الحرة والمعارض. فالصالة المغلقة تحتاج إلى تجهيزات من قبل المستثمرين لتأهيلها لتكون صالة جاذبة للسفر ومركزا مرموقا للتسوق والترفيه والأعمال، حيث إن الصالات الثلاث بدأت تعاني ازدحام مرافقها وتكدس المسافرين، خاصة في مواسم السفر. أتمنى من هيئة الطيران المدني أن تعيد تشكيل رؤيتها للمطارات الدولية، التي تتباين فيها السياسات الإدارية نحو مبادرات القطاع الخاص. وخير مثال على ذلك الوضع المهترئ لمبنى الطيران الخاص في مطار الملك خالد الدولي، الذي لا يتناسب مع كونه مركزا لرحلات كبار الشخصيات. المؤسف أن العديد من المستثمرين السعوديين يتمنون إشارة خضراء لاستثمار المبنى وتأهيله ليعبر عن مكانة مدينة الرياض عربيا وعالميا.
* متخصص في صناعة النقل الجوي
[email protected]