قمة الرياض .. كشف الداء وتبيين الدواء
ظهرت ملامحُ نجاح القمة العربية التاسعة عشرة، التي انقضت أعمالها يوم الخميس الماضي, قبل انعقادها بفترة ليست بالطويلة, وتعود ملامح النجاح لعوامل مهمة ومؤثرة, في مقدمتها عقد القمة في دار العرب الرياض وبرعاية ورئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظه الله.
وفاقت نتائج قمة الرياض ما توقعه المراقبون، وجاءت الكلمة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في افتتاح أعمال القمة، لتكون الحدث الأبرز، حيث رسم الملك المفدى في كلمته خريطة لطريقٍ عربيٍ قويم، أساسها الصراحة والوضوح، وفيها كشف الداء وتبيين الدواء للواقع العربي الذي نعيشه اليوم، وجاءت كلمة الملك عبد الله لتؤكد من جديد وأمام الملأ أن القرار السعودي قرار مستقل، وأن الهم العربي هو ما يحمله السعوديون على كواهلهم .. قيادة وحكومة وشعبا.
وتوجت نتائج القمة بإعلان الرياض، الذي جاء ملبياً لطموح الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، ويعود بذلك الأمل لأبناء الأمة الذين تابعوا بشغفٍ أعمال القمة، وشهِدوا ما شهدته من توادٍ وتلاطفٍ بين القادة العرب، سيكون نتاجه بإذن الله مستقبلا وترابطا عربيا يخدم رغبات الشعوب العربية ومصالحها.
وفي الجانب الاقتصادي، فلا شك أن انعكاسات نتائج قمة الرياض ستمكن أو بالأصح تُعجل قيام الشراكة العربية الاقتصادية، وهي مسؤولية يمكن تحقيقها في ظل الأجواء الصحية التي شهدتها القمة أخيرا، ونحن في العالم العربي نملك من الثروات والاستثمارات ما يمكننا من خلق شراكة اقتصادية عربية وصناعة سوق عربية مشتركة، وفتح المزيد من مجالات التبادل التجاري وتفعيل حركة رأس المال العربي من بلد إلى آخر.
إنني أحسب وبلا شك، أن الشعوب العربية تشعر بالامتنان والتقدير لحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله، وما بذله من جهد لنجاح قمة الرياض، التي عقدت في عاصمة بلاد الحرمين الشريفين ومأوى أفئدة المسلمين وقلوبهم، ولا شك أن الدور السعودي القيادي سيشهد مزيدا من النتائج المبشرة للشعوب العربية، والمملكة العربية السعودية قادرة وبتميز على تفعيل قرارات القمة، إلى أن يلتقي القادة من جديد في الدورة المقبلة في دمشق وهم وشعوبهم راضون وممتنون لما قدمته القيادة والشعب السعودي.
* رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض