النفط اليوم: انفراج أزمة العمال الفرنسيين تخفف وطأة التوترات بين الغرب وإيران
النفط اليوم: انفراج أزمة العمال الفرنسيين تخفف وطأة التوترات بين الغرب وإيران
يستمر العامل السياسي والمواجهة المتصاعدة بين إيران والدول الغربية خاصة بريطانيا والولايات المتحدة تلعب دورها في التصاعد بسعر برميل النفط، هذا في الوقت الذي تتصاعد فيه مؤشرات الطلب، على أن قرار العمال الفرنسيين تعليق إضرابهم المستمر منذ 18 يوما مساء الجمعة يتوقع أن يكون له تأثيره ولو من جهة تخفيف حدة الشعور بوجود أزمة إمدادات.
المعدل الذي وصل إليه سعر البرميل متجاوزا وبصورة كبيرة 66 دولارا ليصل إلى أعلى سعر خلال فترة ستة أشهر وبزيادة 6 في المائة خلال الأسبوع الماضي وحده مرشح للبقاء في ذلك المستوى مع التطورات السياسية في منطقة الخليج خاصة بعد قيام الولايات المتحدة أمس الأحد بإرسال حاملة الطائرات نيمتز من مقرها في سان دييجو التي ستنضم إلى اثنتين أخريين في المنطقة وتضم بين جنباتها حاملة صواريخ. ويرى المحللون أنه من الصعب على واشنطن الاحتفاظ بهذه المدمرات إلى الأبد، الأمر الذي جعل بعض المحللين لا يستبعدون حدوث ضربة عسكرية في غضون فترة 60 يوما.
يأتي هذا التصعيد على خلفية القرار الأخير من مجلس الأمن المجاز بالإجماع داعيا إيران إلى وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم والتصاعد في قضية البحارة البريطانيين الـ 15 المحتجزين بواسطة طهران بدعوى انتهاكم المياه الإقليمية الإيرانية والتراجع عن إطلاق سراح بعضهم إلى جانب الاعترافات التي تبث على التلفزيون الإيراني من قبلهم، والمساندة التي لقيتها بريطانيا من الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة.
وأسهم تدني المخزونات في تقوية الاتجاه التصاعدي للأسعار. فللأسبوع السابع على التوالي يتراجع مخزون الولايات المتحدة من البنزين، ووفقا للبيانات الأسبوعية لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية فإن الأسبوع المنتهي في الـ 23 من الشهر الماضي شهد تراجع تلك المخزونات بنحو 210.2 مليون برميل، وذلك في الوقت الذي ظل فيه الطلب قويا وفي معدل يزيد على مستوى متوسط خمس سنوات.
وفي جانب آخر، فإنه تم سحب 226 مليار قدم مكعب من الغاز من المخزون، وهي كمية تزيد على ما توقعه المحللون في وول ستريت وذلك مقابل حقن 17 مليار قدم في الأسبوع الأسبق وسحب 104 مليارات خلال الفترة المقابلة من العام الماضي. ويبلغ حجم المخزون من الغاز حاليا 1.5 تريليون قدم مكعب، أي أقل 209 مليارات، لكنه يزيد بنحو 267 مليار قدم فوق متوسط خمس سنوات.
على أن التطور الذي يمكن أن يخفف من الاتجاه التصاعدي للأسعار يتمثل في انتهاء الإضراب الذي استمر لمدة 18 يوما بواسطة العمال الفرنسيين في مرفق فوس لافيرا وكان استمراره سيؤدي إلى تطورات إقليمية وتأثيرات على وضع الإمدادات. الاتفاق على إنهاء الإضراب تم مساء الجمعة الماضي ومن ثم سيسمح لنحو 63 سفينة من ضمنها 39 ناقلة نفط بالتحرك وإيصال شحناتها إلى المستهلكين. وهذا المرفق يعد الثالث من نوعه على نطاق العالم فيما يتعلق بالمنتجات المكررة، إذ يمر عبره سنويا نحو 64.2 مليون طن من المشتقات المكررة يؤدي غيابها إلى إحداث شح في السوق خاصة مع اقتراب موسم قيادة السيارات مع دخول فصل الربيع.
انتهاء الإضراب وتأثيره في تحسين وضع الإمدادات بالنسبة لسوق المشتقات وإعلان منظمة الأقطار المصدرة للنفط عن استعدادها لزيادة الإمدادات متى شعرت بحاجة السوق إلى ذلك سيلعب دوره في حدوث تقلب في الأسعار إذ ستظل مشدودة من الناحية الأخرى بالتوتر السياسي الذي تشهده منطقة الخليج، خزان النفط الرئيسي في العالم.