التحذير من الحرق العشوائي للنفايات لتجنب آثار "الدايكوسين" القاتل

التحذير من الحرق العشوائي للنفايات لتجنب آثار "الدايكوسين" القاتل

التحذير من الحرق العشوائي للنفايات لتجنب آثار "الدايكوسين" القاتل

حذر خبراء مختصون في مجال معالجة النفايات من خطورة اتباع طرق حرق النفايات في سبيل التخلص من آثارها السلبية على البيئة، على اعتبار أن هذه الطرق هي الحل الأسواء للتخلص من النفايات.
وقال الخبراء أنفسهم إن التخلص من النفايات بطريقة الحرق يعطي نتائج عكسية، حيث تصبح الآثار الناجمة عن هذه النفايات المحروقة أكثر فتكا بالإنسان والبيئة من الروائح والمايكروبات التي قد تنجم عنها قبل الحرق، ذلك لأن الأولى تفرز الكثير من الغازات السامة والدقائق العالقة المضرة ومن أكثر المواد سمية انطلاق دقائق "الدايكوسين" التي تتسبب في انتشار أمراض السرطان والتشوهات الخلقية والأمراض الجلدية.
وتؤكد الدراسات العلمية أن طرق معالجة النفايات بالحرق من أهم المشاكل البيئية التي يجب معالجتها، إضافة إلى إجراء فحوص تشخيصية لمادة "الدايكوسين" من المواد الغذائية التي تتأثر منه، وكذلك القيام بفحوص طبية مخبرية لتحديد هذه المادة في المناطق السكنية القريبة من أماكن حرق النفايات وتحديد الوضع البيئي لهذه المادة.
ومادة الدايكوسين هي مجموعة من مركبات كيميائية عضوية قد تصل لدى نموها إلى المئات وهي مواد ذات سمية عالية وتتكون نتيجة عمليات حرق النفايات، حيث تتكون بشكل غير مباشر من تفاعلات المواد المحتوية على مجاميع الكلور مثل: بولي فينيل كلورايد ومواد هيدروكاربونية مثل: النفايات الورقية والنفايات الكارتونية وفي ظروف خاصة بمواد غنية بـ "الكلور + مواد هيدروكاربونية = الدايكوسين".
كما يتولد "الدايكوسين" من توفر المواد والظروف الملائمة مثل الحرق المفتوح للنفايات وحرق النفايات المنزلية ومن خلال انبعاث دقائقه في الأجواء وانتشاره في الهواء ومن ثم يصل إلى الأرض بوسائل عديدة منها الرياح والأمطار والغبار حيث يتجمع على سطح الأشجار والنباتات ومن ثم يدخل إلى السلسلة الغذائية للإنسان والحيوان.
كما يصل "الدايكوسين" إلى الأجسام عن طريقي الطعام والتنفس ويكون تسلسل كميته في أنواع الطعام منها لحوم البقر ومنتجات الحليب ومشتقاته ولحم الدجاج والبيض والأسماك وهذه تشكل نسبة 97.5 في المائة من كمية مصادره الداخلة في الأجسام حيث يتجمع في الأنسجة الدهنية والشحمية ويذوب فيها.
وكذلك يوجد في الكبد ولا يتحلل بفعل البكتيريا العضوية ولا يتفاعل مع الأوكسجين يوجد القابلية للارتباط مع المركبات العضوية الموجودة في التربة ولهذا يتصف بشكل عام باستمرارية عالية، ما تزيد من درجة خطورته على الإنسان والبيئة، وأهم مخاطره أنه يسبب السرطان والعقم عند الرجال والنساء والإجهاض وتدني بمستوى الذكاء لدى الأطفال والإصابة بداء السكري ومشاكل في الرئة وأمراض جلدية، كما يؤثر في عمل الغدد الصماء والهرمونات ويحدث تشوهات خلقية.
والمطلوب من الجهات المعنية بالحفاظ على البيئة نشر معلومات أكثر عن هذا الموضوع لأهميته العلمية، خاصة كونه يتعلق بقضية بيئية حساسة ألا وهي مشكلة التلوث البيئي بهذه المادة الخطرة الناتجة من قصور في الوعي وجهل بطرق التعامل مع مخلفاتنا اليومية بصورة آمنة.
ويمكن توعية المجتمع في سبيل تجنب خطر هذه المادة من خلال إيجاد محارق متطورة في عملها والسيطرة على هذه المتغيرات ووضع آلية لفرز وعزل المواد المصنوعة من البولي فينيل كلورايد والمواد المشابهة وعدم حرق أكياس جمع النفايات ووضع ضوابط لمنع حرق المخلفات الصلبة بشكل عشوائي، إضافة إلى إعداد برامج توعية عن طريق وسائل الإعلام لغرض توضيح مخاطر حرق النفايات الصلبة التي لا تخضع للفرز والعزل.

الأكثر قراءة