سينما: "طريق البطيخ" الكرواتي يحصد جائزة تطوان
انتزع الفيلم الكرواتي "طريق البطيخ" للمخرج برانكو شميت الجائزة الكبرى لمدينة تطوان خلال حفل توزيع جوائز الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الخاص بالسينما المتوسطية مساء الجمعة. وتبلغ قيمة هذه الجائزة المالية 70 ألف درهم مغربي (5800 يورو). وسلمت الجائزة للمخرج شميت خلال حفل توزيع الجوائز في سينما "افنيدا" وسط المدينة بحضور عدد من المخرجين والممثلين المشاركين، إضافة إلى فعاليات رسمية تقدمها نبيل بن عبد الله وزير الاتصالات المغربي والناطق باسم الحكومة والذي يترأس مؤسسة المهرجان.
وكان يفترض أن يتم حفل الاختتام مساء السبت غير أن تاريخ توزيع الجوائز قُدِّم بسبب احتفالات المغرب اليوم بعيد المولد النبوي وفق ما أعلن، فيما ذكرت الصحف المغربية أن هناك تخوفا من تهديدات إرهابية ما دفع إلى تقديم موعد الحفل وهو ما نفته المصادر الرسمية.
ويروي الفيلم الفائز بأرفع جوائز تطوان حكاية مافيا البشر في كرواتيا على الحدود مع البوسنة والتي تنشط في تهريب المهاجرين الصينيين غير الشرعيين إلى أوروبا. وتطلق المافيا على هؤلاء المهاجرين تسمية "البطيخ". وقالت لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج المغربي حميد البناني إنها منحت الفيلم الكرواتي الجائزة الكبرى للمهرجان لـ "قوة صوره" كما منحته لجنة التحكيم الجائزة لـ "الدقة في السيناريو والإخراج الذي يروي مأساة ضحايا الأزمات عبر العالم".
ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة التي تحمل اسم محمد الركاب لشريط "آخر فيلم" للمخرج التونسي نوري بوزيد الذي سبق وحصل على ثلاث جوائز في مهرجان قرطاج السينمائي الأخير. وقالت لجنة التحكيم إنها منحت فيلم نوري بوزيد جائزتها الخاصة "لصورته السينمائية الذكية التي وظفت في خدمة موضوع يعنينا جميعا اليوم". وتبلغ قيمة هذه الجائزة 40 ألف درهم مغربي. أما جائزة العمل الأول التي تحمل اسم عز الدين مدور فمنحت للفيلم الصربي "سبعة ونصف" للمخرج ميروسلاف ممسيلوفيك "لنظرته الخاصة الحنونة والساخرة إلى بلده الخارج من خراب الحرب بحثا عن صربيا جديدة".
والفيلم عبارة عن كوميديا سوداء تجمع بين سكان حي في بلغراد أمس. وعلى صعيد الأداء اختارت لجنة التحكيم الممثلة اليونانية كاتيا جيرو عن دورها في فيلم "ذاكرة ناعمة" للمخرج كرياكوس كاتزوراكيس الذي يدور في أمكنة تتنقل بين الحاضر والماضي ولا تغيب عنه مجازر صبرا وشاتيلا التي تستوحى من نصوص الكاتب الفرنسي جان جينيه. ومنحت الجائزة للممثلة لأدائها "الجيد". أما جائزة أفضل ممثل فمنحت لكريزيمير ميشيك الذي يؤدي دور ميلكو في الفيلم الكرواتي "طريق البطيخ"، وذلك "لأدائه الحساس والمليء بالتنويعات لمصير رجل مشؤوم" ينتقل من حالة الانهيار إلى حالة الوعي. وعلى صعيد التمثيل أيضا منحت لجنة التحكيم تنويها خاصا للممثل التونسي لطفي العبدللي الذي يؤدي دور البطولة في فيلم نوري بوزيد "آخر فيلم" وكان قد سبق له أن حصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج السينمائي الأخير الخريف الماضي في تونس. وكانت عشرة أفلام قد شاركت في المسابقة الرسمية للمهرجان بينها ثلاثة أفلام من المغرب وفيلم من مصر وأفلام من اليونان وكرواتيا وصربيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وتونس.
وفي ما يتعلق بالفيلم الوثائقي تمنح مدينة تطوان جائزة واحدة مقدارها 35 ألف درهم مغربي، وقد كانت الجائزة هذا العام من نصيب الفيلم السوري "أنا التي تحمل الورود إلى قبرها" لكل من هالة عبد الله وعمار البيك. وترأس لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي في تطوان هذا العام المخرج المغربي في المجال الوثائقي علي صافي. ويمنح مهرجان تطوان ثلاث جوائز للفيلم القصير: الجائزة الكبرى وقد منحت لفيلم يوناني عنوانه "مصور تريكالا" وتدور أحداثه عام 1923 في شمال اليونان، وتروي حادثة اخترقت حياة مصور محلي.
جائزة لجنة التحكيم للفيلم القصير منحت لفيلم إسباني للمخرج دافيد مارتان دي لوس سانتوس بينما منحت جائزة الإبداع لفيلم "الحساب" المغربي للمخرج طارق بن إبراهيم . وشارك 17 فيلما قصيرا في المسابقة الرسمية للفيلم القصير لمهرجان تطوان الذي كانت قد استحدثته "جمعية أصدقاء السينما في تطوان" عام 1985 وهو تحول أخيرا إلى مؤسسة تواظب على التعريف بالسينما الجيدة من حوض المتوسط.