شركات الأسمنت: فرصة مواتية للاقتراض وتوسيع النشاط محليا وفتح أسواق خارجية

شركات الأسمنت: فرصة مواتية للاقتراض وتوسيع النشاط محليا وفتح أسواق خارجية

شركات الأسمنت: فرصة مواتية للاقتراض وتوسيع النشاط محليا وفتح أسواق خارجية

واجهت الشركات السعودية وضعا صعبا في عام 2006 من زاوية تحسن الأداء وزيادة الربحية وفي الوقت نفسه تدهورت نظرة السوق وانخفضت القيمة السوقية للشركة ولم يستثن قطاع الأسمنت من هذه النظرة المجحفة. ولم يكن هناك رابط
إيجابي بين الأداء والسوق على المدى القصير وخلال عام 2006، ولكن وعلى المدى الطويل تبقى العلاقة الإيجابية وتعتبر بذلك بعدا مهما في نتائج التقويم وتحديد الشركة المفضلة والمستهدفة استثماريا. وبغض النظر عن السوق وتقييمه للنتائج على المدى القصير، نهتم من خلال طرحنا هذا إلى تناول شركات قطاع الأسمنت والمقارنة بينها من زاوية مؤشراتها المالية بهدف تحديد الشركات ذات الأداء المرتفع وترتيبها بناء على مجموعة المؤشرات. ومن المهم التنويه بالتوجه الجديد في الإفصاح في قطاع الأسمنت خلافا لما تعودنا عليه سابقا من كتمان بعض البيانات. حيث حددت جميع الشركات من خلال موقع تداول أرقام مبيعاتها بعد أن كانت معلومة يصر بعض الشركات على إغفالها وعدم الإفصاح عنها، الوضع الذي يبشر بالخير ويعطي المستثمر معلومة مهمة لبناء قراره عليها عند المقارنة والاختيار والتفضيل.

المؤشرات المستخدمة
تم استخدام ست مجموعات من النسب المالية، وهي: جاذبية الشركة للمساهمين (وهي مجموعات النسب التي تقيس الأبعاد المؤثرة على قرار المساهم)، وكفاءة الإدارة (وهي مجموعة النسب التي تقيس كفاءة التشغيل والسيطرة على المصروفات)، وجاذبية الشركة للمقرضين (توضح قدرة الشركة على الاقتراض)، والقدرة على التعامل مع الاقتصاد (من زاوية إدارة السيولة والأصول المتداولة)، والقدرة التسويقية (مجموعة النسب التي تقيس كفاءة النشاط التسويقي)، والنسب السوقية (مجموعة النسب التي تعتمد على مؤشرات سوق الأسهم). وتساعد مجموعة النسب المختارة في قياس نقاط الضعف والقوة للشركات العاملة في قطاع الأسمنت، وبالتالي تحديد الشركات الأقوى من الشركات الضعيفة.

جاذبية الشركة للمساهمين
وتم التركيز على ستة مؤشرات هنا وهي: هامش صافي الربح (وهي تقيس المتبقي من كل ريال مبيعات بعد تغطية كل المصروفات) والملاحظ أن أفضل شركة أداء هي "أسمنت اليمامة" ثم "أسمنت الجنوب" ثم "أسمنت ينبع" وفي المؤخرة كانت "أسمنت العربية" ثم "الأسمنت السعودي". والعائد على الأصول (حجم الربحية المتولدة من الأصول) وكانت الأعلى "أسمنت الجنوب" ثم "الأسمنت السعودي" ثم "أسمنت ينبع" وفي المؤخرة "أسمنت الشرقية" و"أسمنت تبوك". العائد على حقوق الملاك (وتقيس حجم الربحية المتحققة للملاك) وكانت "أسمنت الجنوب" الأعلى ثم "أسمنت اليمامة" ثم "الأسمنت السعودي" وفي المؤخرة "أسمنت العربية" و"أسمنت الشرقية". نمو الربح (يقيس حجم التحسن في الربحية) وكان الأعلى "أسمنت الشرقية" ثم "أسمنت تبوك" ثم "أسمنت اليمامة" وفي المؤخرة كانت "أسمنت العربية" و"أسمنت الجنوب". ونمو حقوق الملاك (حجم التحسن في حقوق الملاك) "أسمنت اليمامة" كانت الأعلى ثم "الأسمنت السعودي" و"أسمنت الجنوب" وفي المؤخرة "أسمنت العربية" و"أسمنت تبوك". نمو الأصول (حجم الزيادة خلال العام في الأصول) وكانت "السعودي" الأفضل ثم "أسمنت اليمامة" فـ "أسمنت الجنوب" وفي المؤخرة "أسمنت ينبع" و"الأسمنت العربية". الملاحظ أن تبادل المواقع واضح فلا توجد شركة واحدة حققت مركزا متقدما في مجموعة النسب.

كفاءة الإدارة
تم استخدام خمس مجموعات من النسب، هي: نسبة المصروفات إلى الإيرادات (تقيس حجم المصروفات غير الإنتاجية المباشرة) نجد أن الأقل هنا "أسمنت ينبع" ثم "أسمنت الجنوب" ثم "أسمنت القصيم" والأعلى "أسمنت العربية" ثم "الأسمنت السعودي". هامش إجمالي الربح (ويقيس الحجم الربح بعد خصم المصروفات الإنتاجية المباشرة هنا) ويعتبر الأفضل هنا من بين الكل "أسمنت اليمامة" ثم "أسمنت ينبع" والأقل تحقيقا للهامش هنا هي "أسمنت العربية" و"الأسمنت السعودي". ونسبة استغلال إجمالي الأصول (حجم المبيعات مقارنة بالاستثمارات) والأفضل هنا "أسمنت السعودي" ثم "أسمنت الجنوب" و"الأسمنت العربية" والأقل هنا هو "أسمنت اليمامة" ثم "أسمنت القصيم". والإدارية والتسويق (وتقيس حجم مصروفات الإدارة مقارنة بالإيرادات) وكانت الأقل "أسمنت ينبع" و"أسمنت اليمامة" ثم "أسمنت الجنوب" وأعلى معدل في "الأسمنت السعودي" ثم "أسمنت الشرقية". وأخيرا الاستهلاك إلى تكلفة المبيعات (وتقيس حجم التحميل على التكاليف) أعلى ما يكون "أسمنت تبوك" ثم "أسمنت ينبع" ثم "الأسمنت السعودي" والأقل "أسمنت اليمامة" ثم "أسمنت القصيم". كالوضع السابق نجد أنه لم تكن هناك شركة واحدة احتلت موقعا متقدما واستمرت عليه.

جاذبية الشركة للمقرضين
وتمثل حجم التمويل من مصادر غير حقوق الملاك وتقاس بنسبتين كلتيهما تؤدي الغرض نفسه هنا. الأولى نسبة الخصوم إلى حقوق الملاك وجميع الشركات متدنية فيها هذه النسبة وتعتبر جميعها جذابة ولكن الأفضل هي "أسمنت ينبع" ثم "الأسمنت السعودي" ثم "الأسمنت العربية" والأعلى مطلوبات هي "أسمنت اليمامة" ثم "أسمنت القصيم". ونسبة الخصوم للأصول توضح بالتالي تركز المطلوبات هنا ولم يتغير ترتيب الشركات من حيث الأداء. ومن المهم أن نشير إلى أن النظرية ترى أن التمويل من مصادر أخرى غير حقوق الملكية وغير مكلفة يدعم ربحية الشركة من حقوق الملاك، وبالتالي في حدود معينة أفضل أن تكون هناك نسب مرتفعة من الخصوم وتصبح الشركات ذات الخصوم المرتفعة أفضل وبالتالي يكون الأفضل عكس السابق وهو المرجح.

القدرة على التعامل مع الاقتصاد
تغير الظروف الاقتصادية وخاصة في الضغوط غير الانتعاشية تلعب قدرة الشركات على التحكم في السيولة وحجم الاستثمارات والأرباح المحققة من غير النشاط الرئيسي تعتبر مهمة ولكن في الظروف الانتعاشية التي نعيشها يعتبر التركيز هنا على النشاط الرئيسي. وحسب الجدول هناك خمسة مؤشرات وعدم توافر المعلومات حول الذمم (المدينون) تم التركيز على أربع نسب هنا. وتقيس النسبتان السيولة والتداول قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها والأعلى سيولة وتداولا هنا "أسمنت الشرقية" ثم "أسمنت العربية" ثم "ينبع" والأدنى هنا "أسمنت تبوك" ثم "أسمنت القصيم". دوران المخزون (تكاليف المبيعات منسوبة للمخزون) الأفضل هنا "أسمنت اليمامة" و"أسمنت الجنوب" و"أسمنت العربية" والأقل هنا "أسمنت تبوك" ثم "أسمنت القصيم". وأخيرا الربح من مصادر أخرى غير النشاط الرئيسي ونجد هنا أن الأعلى هنا "أسمنت العربية" ثم "أسمنت الجنوب" ثم "أسمنت الشرقية" والأقل هنا "أسمنت القصيم" ثم "أسمنت اليمامة".

القدرة التسويقية
وعادة تتم من خلال الحصة السوقية وهي تعتمد على الطاقة الإنتاجية للشركات وتمت إضافة نمو المبيعات والإنتاج لدعم السابق. الأعلى حصة هنا هي "أسمنت السعودي" ثم "أسمنت الجنوب" ثم "أسمنت اليمامة" والأقل هنا "أسمنت تبوك" ثم "أسمنت القصيم". الملاحظ أن الأعلى نموا كانت أسمنت الشرقية ثم "الأسمنت السعودي" ثم "أسمنت تبوك" والأقل هي "أسمنت الجنوب" ثم "أسمنت ينبع". والجدول يستعرض كذلك الطاقة الإنتاجية لكل الشركات العاملة في مجال الأسمنت في السعودية ومعدلات نمو الإنتاج. كما تناول الجدول نمو المخزون للأسمنت والكلنكر كما هو واضح هناك شركات تحتفظ بمخزون مستواه منخفض.

النسب السوقية
وهذه المجموعة من النسب تربط بين النظرة للسهم وأداء السهم وبالتالي تقييم المستثمرين لها. وتم استخدام أربع معدلات أو نسب هي ربح السهم ونسبة القيمة السوقية للدفترية ومكرر الربح والربح الموزع. حققت "أسمنت القصيم" أعلى معدل ربحية للسهم تلاه "الأسمنت السعودي" وأقل معدل ربحية في "أسمنت تبوك" و"أسمنت اليمامة" و"أسمنت الجنوب". وكانت نسبة القيمة السوقية للدفترية أعلى ما يكون في "أسمنت اليمامة" ثم "أسمنت القصيم" وأقلها في "الأسمنت العربية" و"أسمنت ينبع" (تبني هنا توقعات حول النمو الربحي المستقبلي). وأعلى مكرر للربح نجده هنا في "أسمنت القصيم" و"أسمنت اليمامة" وأقلها نجده في "أسمنت الشرقية" و"الأسمنت العربية". وأعلى توزيعا للربح نجده هنا في "أسمنت القصيم" ثم "أسمنت ينبع" و"الأسمنت العربية" و"الجنوبية" و"الشرقية" وأقلها "أسمنت اليمامة" و"أسمنت تبوك".

الإنتاج والتصدير
الملاحظ أن الأعلى هنا هي "الأسمنت السعودية" و"أسمنت الجنوب" من حيث الإنتاج والتسليم (بيع محلي) والأعلى تصديرا (يؤثر سلبا على الشركة نظرا لانخفاض سعر التصدير حسب المناطق المصدر لها حيث يعتبر الخليج الأفضل) الأسمنت السعودي والشرقية ثم الجنوب و"أسمنت اليمامة" بحجم صغير في حين لا يشارك الباقون في عملية التصدير ويكتفون بالاستجابة للطلب العالي للسوق المحلي. وأخيرا لا يمثل المخزون سوى تغطية فترة بسيطة حيث يمثل أقل من 2 في المائة من الإنتاج كما هو واضح من الجدول رقم (2).

مسك الختام الترتيب
الملاحظ أن الأعلى ترتيبا هو "أسمنت الشرقية" تلاها "الأسمنت السعودية" ثم "أسمنت الجنوب" ثم "أسمنت اليمامة" ثم "أسمنت العربية" ثم "أسمنت ينبع"، "أسمنت القصيم" وفي المؤخرة "أسمنت تبوك". وذلك في ضوء المؤشرات السابقة ونجد أن القدرة الإنتاجية وحجم الطاقة المتاحة دعمت بعض الشركات بسبب الظروف الحالية وتوجهاتها التصديرية التي لم يستفد منها البعض الآخر ربما بسبب الشركاء السابقين والحاليين. كما استطاعت بعض الشركات توظيف مواقعها في دعم قدرتها وتحسين وضعها وبعض المزايا مميز نسبي والآخر تنافسي. وحسب النتائج كان قصب السبق لشركة لم تكن الأكبر حجما في الإنتاج.

الأكثر قراءة