نموذج المرأة الذي نريده
نموذج المرأة الذي نريده
hendmerza@gmail .com
تشرفت بحضور منتدى " واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية" في جدة في الفترة ما بين 1و2 ربيع الأول 1428هـ، وتمثلت رؤية المنتدى في تقديم نموذج وطني عربي مسلم للمرأة الواعية والمتلزمة في أداء دورها محلياً وعالمياً، وقد صيغت هذه الرؤية لتحقيق الأساس الاستراتيجي الثاني في خطة التنمية الثامنة في المملكة العربية السعودية, والذي يشير إلى الاهتمام بشؤون المرأة وتطوير قدراتها، وإزالة المعوقات أمام مشاركتها في الأنشطة التنموية في إطار ما تقتضي به القيم والتعاليم الإسلامية.
ولو تأملنا النظرة المجتمعية السائدة عن دور ومكانة المرأة في مجتمعنا نجدها بعيدة كل البعد عن هذا النموذج، فالبعض من أفراد مجتمعنا لا يزال يصف المرأة بالسطحية، وصغر العقل, والتقليدية، فضلاً عن كونها مستهلكة وغير منتجة، وعاطفية، وضعيفة تحتاج إلى الرجل لحمايتها، في حين يختزل البعض دور المرأة في الحياة على الدور الإنجابي ورعاية المنزل والأطفال.
إن استمرار هذه النظرة السلبية ليست في مصلحة المجتمع في شرائحه كلها, وليست في مصلحة المرأة أيضاً، فقيام المرأة بواجباتها الأسرية مطلب أساسي ومهم, لكن مستجدات العصر، وحاجات المجتمع المتغيرة, تتطلب أن تتطور المرأة فكراً وسلوكاً, وتشارك بالعمل - إلى جانب واجباتها الأسرية - مشاركة تكاملية مع إخوانها الذكور في صنع المستقبل, لذا اقترح في السطور التالية بعض من الصفات والخصائص المتطلبة للمرأة في مجتمعنا لتفعيل النموذج المقترح للمرأة المسلمة الواعية الملتزمة بأداء دورها محلياً وعالمياً, ومن هذه الصفات ما يلي:
تلتزم بالعقيدة الإسلامية فكراً وسلوكاً, وتحرص على الحجاب الشرعي الذي هو عنوان لهويتها الإسلامية, فالحجاب بالنسبة لها يحجب العورة وليس الفكر والإبداع.
تتبنى المفهوم الإيجابي عن إنسانيتها وذاتها, وإنها كائن اجتماعي قدير ومسؤول، وعليها من الحقوق والواجبات التي لا تقل في أهميتها عن تلك المطلوبة من الرجل.
تعين نفسها سفيرة لمجتمعها وتنقل للعالم من حولها صورة إيجابية مشرقة عن مكانة ودور المرأة في الإسلام.
تسعى للحصول على التأهيل العلمي والمهني المناسب لقدراتها، والمطلوب من سوق العمل.
تمارس العمل المنتج الفعال، سواء كان العمل بأجر لدى الغير، أو عملا تطوعيا في المجالات التعليمية والصحية والتعليمية، أو عملا في المنزل, فالعمل مهما كان مجاله هو الحياة والحياة في العمل, والمرأة في صدر الإسلام روت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم, واشتغلت بالتجارة واشتركت في المعارك وعالجت الجرحى.
تتمتع بالصحة النفسية والثبات الانفعالي والقدرة على مواجهة الأزمات والصعاب بعزيمة قوية.
تحسن استثمار وقت الفراغ فيما يعود عليها بالنفع والفائدة في الدنيا والآخرة، أو فيما يعود بالفائدة على مجتمعها.
تنوع في اهتماماتها ونشاطاتها الثقافية والاجتماعية والعلمية، وذلك بالمشاركة في الندوات والمؤتمرات في عدد من المجالات الدينية والتربوية والسياسية والثقافية.
تمتلك عددا من المهارات الحياتية مثل مهارات الاتصال الشفوي والكتابي, لتتمكن من التعبير عن رأيها وأفكارها ومشاعرها وقضاياها ومشاكلها بأسلوب فعال.
تمتلك مهارات استخدام الحاسب الآلي والتقنية الحديثة في الاتصال.
تقدر أنوثتها التي منحها إياها الخالق جل وعلا, وتولي مظهرها وأناقتها الاهتمام الكافي دون إسراف وتبذير، ودون الجري وراء أحدث صيحات بيوت الأزياء.
تولي عناية بصحة البدن وسلامته، فالعقل السليم في الجسم السليم.
قد يتساءل البعض منا عن حاجتنا لنساء بهذه المواصفات طالما أننا عشنا أزمانا والمرأة قابعة في الديار، تطبخ وتكنس وترعى الأطفال, ودولتنا في تطور وازدهار، وقد يحبطنا البعض الآخر بالقول إن سيدة بهذه المواصفات سوف تصطدم بالمعوقات الإدارية والتنظيمية والاجتماعية التي تشل حركتها عن المساهمة الفاعلة في التنمية.
كلمة أخيرة : بالرغم من كل المعوقات, المرأة المسلمة الحديدية متعددة الأدوار التي تحافظ على حقوقها في الحياة والتعليم والعمل، وتؤدي واجباتها الأسرية والمجتمعية بكفاءة واقتدار مطلب حيوي لمستقبل الأجيال القادمة, وهي قادمة لا محالة فمرحباً بها.
*أستاذة متعاونة في الجامعة العربية المفتوحة