خطر جوجل المرتقب

خطر جوجل المرتقب

[email protected]

إن كانت أيام جوجل “Google” الأوائل ابتدأت بخطأ إملائي حيث كان المقصود الكلمة الإنجليزية للمصطلح الرياضي “googol” الذي يعني الرقم واحد متبوعا بمائة صفر، والذي طالما استهوى أحد المؤسسين، فإن جوجل الآن تعتبر القوة العظمى في عالم الإنترنت، فهي تسيطر على 50 في المائة من سوق محركات البحث وأكثر الشركات تغلغلا وسيطرة على التطبيقات النسيجية.
تحكي رواية أخرى أن الخطأ الإملائي كان قصدا من أجل تسجيل العلامة التجارية. على كل فإن الشركة تتصدر قائمة الأخبار بين الفينة والأخرى. فهاهي ابتدأت بتقديم مجموعة مهمة من البرامج التطبيقية بهيئة نسيجية وبشكل مجاني، وعقدت أكبر صفقة لشراء موقع في الإنترنت (يوتوب YouTube)، وتوفر صور الأقمار الصناعية مجانا في موقعها للخرائط، وتوفر موقعا يساعدك في الحصول على أرخص البضائع من خلال موقع فروجل froogle.com . وهاهي مؤخرا قد أطلقت موقع كتب جوجل books.google.com إلى غير ذلك من النجاحات التي توضح مدى رسوخ قدمي جوجل في ساحة الإنترنت وأنها أصبحت اللاعب الأكبر والأخبر والأخطر(!!) في مستقبل الإنترنت.
على سبيل المثال دعونا نتمعن هذا الخبر البسيط الذي مفاده أن 80 شخصا من المشرفين على الحملات الإعلامية لمرشحي الرئاسة الأمريكية في الفترة القادمة لعام 2008 قد اجتمعوا في مكان واحد، تحت سقف واحد، ليستمعوا إلى من يرشدهم لكيفية تفعيل الإنترنت لحملاتهم الإعلانية. من يا ترى هذا الذي ألقى المحاضرة ؟ إنه المشرف على القسم الجديد في شركة جوجل، وهو قسم المبيعات السياسية. حيث شرح لهم كيفية تفعيل جوجل لكي يخدم حملاتهم الإعلانية باستخدام التقنيات والمواقع التي تملكها جوجل، مثل موقع يوتوب والذي يكفى وضع ملف فيديو فيه لكي يشاهده ملايين الناس يوميا!
ولكن هل تشكل جوجل خطرا علينا عند العلم أنهم يحتفظون بكل ما يتم البحث عنه وعلاقته برقم IP والمكان؟! بعد عشرات السنين وتطور أدوات الذكاء الاصطناعي هل سيتم رسم السيرة الذاتية لكل منا عن طريق تعدين البيانات ونبش المعلومات التاريخية ورسائل البريد الإلكتروني؟! هل ستتخلى جوجل عن سياستها المعلنة وقيمها وممارسة العداء التجاري والتوظيف السياسي والإقصاء الثقافي؟! ستستطيع جوجل وبكل اقتدار مكافأة من تريد ومعاقبة آخرين وقد تغير قواعد اللعبة في الويب وفرض بعض القوانين الفعلية. إن جوجل في المستقبل القريب - والعلم عند الله - ستستطيع فعل أكثر مما نتخيل بكثير.

الأكثر قراءة